21 سبتمبر.. أُمُّ الثورات
موقف المتخاذلين والمتردّدين واليائسين والجبناء المحبطين لم يكن منشؤه الالتباسَ في تحديد الحق من الباطل بل في ضعف الإيمان وضعف البصيرة والوعي.
الشيخ مصلح علي أبو شعر*
من روح التطلعات وَالطموحات الشعبيّة وَمواقف النضال الوطني عبر المراحل، اقتبست ثورة الـ21 من سبتمبر أهدافها وَمبادئَها، وَتحَرّكت بخُطًى سليمةٍ وَواثقة محكومة بشجاعة وَحنكة وحكمة وَإيمان قائدها الشاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وَتحت قيادته تجلى بأس اليمنيين وَشجاعتهم وَاصالتهم وهم ينشدون التحرّر وَالحرية وَالكرامة، وَينبذون كُـلّ أشكال الفُرقة وَالارتهان.
وَبالروح الإيمانية الثورية، مضت مشاعل الثورة ترسم الحاضر بدماء الرجال وَتضحياتهم الخالدة وَخلفهم كُـلّ حرائر وأحرار الشعب اليمني بمختلف أطيافهم وَمناطقهم؛ انتصاراً للأهداف الجامعة الذي تحَرّكت لأجلها الثورة، وَعلى رأسها الحفاظ على سيادة اليمن والدفاع عنه، وحماية أراضيه، وصون مقدراته وثرواته من السلب والنهب.
وَفي دروب هذه المبادئ شهد العالم أجمع التضحيات الجسام التي سطّرها المجاهدون بدمائهم الزكية في سبيل الله وللدفاع عن مظلومية هذا الشعب في وجه طغاة العالم، ما جعلنا نقف شامخين أمام بشاعة العدوان والاحتلال الخاسر ووحشيته، والذي يجرّ اليوم وراءه أذيال العار والذل والمهانة، بعد أن تجرّع هزائم نكراء، ولقَّنه اليمنيون دروساً قاسية لن ينسى بلاغتها وبأسها القوي على حاضره ومستقبله المتهالك.
اليوم ونحن نحتفي بالعيد السابع للثورة السبتمبرية المباركة، وَنقف على اعتاب عهد جديد من الحرية وَالاستقلال، نشهد أحلام الطغاة والمستكبرين التي سعت إلى إعادة عجلة البلد إلى زمن الوصاية وَمصادرة القرار وَالتدخلات السافرة وهي تتلاشى وَتنكسر، والفضل بعد الله وَالقيادة تتمثل بالصمود والثبات الأُسطوري الذي سطره شعبنا في مواجهة المؤامرة الكبرى لكبح جماح الثورة من خلال العدوان وَالحصار.
وَمهما كانت كلفة هذا النصر، وتداعياته على الواقع اليمني الراهن، إلَّا أن الشعب بدأ يتنفس نسمات الحرية وَيحصد ثمار المواجهة، وَيستبشر بمستقبل واعد ومشرق، لا مكان فيه للمهانة والذل وَتسول لقمة العيش من العدوّ الذي سلبها مننا دون وجه حق.
نجدد التهاني والتبريكات والولاء لقائد ثورتنا حفظه الله ولكل أبناء شعبنا بحلول ذكرى الثورة وما صاحبها من انتصارات كبيرة ومباركة في كُـلّ الميادين، وَندعو جميع المغرر بهم من شباب البلد إلى عدم المراهنة على الخارج وَخونة الداخل، وَاستغلال العفو العام وَالعودة إلى حضن الأهل والوطن للمشاركة الإيجابية في استكمال معركة التحرّر الوطني وَاستحقاقات البناء وَالتنمية للوطن الذي يبعث من جديد.
* عضو مجلس الشورى