مأساة عبدالملك السنباني نموذجٌ من مآسي الشعب اليمني
د. تقية فضائل
ما ارتكبهُ المرتزِقةُ والخونةُ بحق الشاب اليمني عبدِالملك السنباني العائدِ من غربته إلى وطنه وأهله جريمةٌ شنيعة بكل ما تحمله من تفاصيلَ مؤلمة جِـدًّا تحَرّك كُـلّ من يملك قلباً أَو ضميراً حياً، فاختطاف الضحية سبقها مؤامرة دنيئة بين من ﻻ دين ولا أخلاق ولا ضمير لديهم، وما إن صار بين أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء حتى تعرضَ للكثير من الترويع وَالاعتقال والتعذيب والامتهان والقتل والسلب لما ادَّخره من سنوات غربته على أيدي مرتزِقة باعوا آخرتَهم بعَرَضٍ يسيرٍ من الدنيا.
وَهذه الممارساتُ الإجرامية تحصل باستمرار منذ بداية العدوان الهمجي على اليمن، فقطاعُ الطرق في المحافظات المحتلّة بمسمياتهم المختلفة يجدون فريستَهم في كُـلّ مسافر يمر بأيٍّ من المحافظات المحتلّة عند عودتهم إلى وطنهم برًّا من مأرب التي يحتلها السعوديّون، أَو جوًّا من عدن التي يحتلها الإماراتيون، والشواهد كثيرة جِـدًّا، ومن هذه الجرائم ما اشتهر وعُرف مثل اختطاف الدكتور مصطفى المتوكل والشيخ يحيى الديلمي ومرافقه وجحاف والسنباني والطلاب الأربعة العائدين من ماليزيا.
وللأسف إن كثيرين من الضحايا لم تُنشر قصص اعتقالهم ومعاناتهم وهم بالآلاف، وما زالت السجونُ والمعتقلاتُ تعُجُّ بالمسافرين المختطفين منذ ما يقارب سبع السنوات العجاف التي ما حَـلَّ معها إلا الخراب والدمار على يد تحالف الشر ومرتزِقته الخونة الذين استباحوا دماء اليمنيين وأموالهم وأهدروا حقوقهم وكرامتهم بكل الصور القذرة، وتحت كُـلّ المبرّرات التي تسولها لهم أنفسهم الأمّارة بالسوء، ولن تتوقفَ هذه الجرائم المُستمرّة ضد المسافرين وغيرهم من أبناء اليمن إلا بإيقاف هذا العدوان الحاقد ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء، ولطالما ناشدنا العالم بهذا الحق الإنساني المشروع الذي تكفله كُـلّ الشرائع السماوية والقوانين الدولية ولكن بدون جدوى، ولكنا قطعاً نثقُ بعدالة جبار السموات والأرض وأن ذنوبَ وخطايا حلف العمالة ومرتزِقته ستحيط بهم ولن يجدوا لهم حينئذ من الله مفرًّا أَو موئلًا وستتحقّق فيهم عدالة من ﻻ تأخذه سنة ولا نوم..
وسنرى في القريب العاجل -بإذن الله- ما يثلج صدورنا ويفرح قلوبنا بالقصاص العادل من كُـلّ المجرمين الذين أوغلوا في دماء اليمنيين واستمرأوا شربها.