أعضاء خلية اغتيال الرئيس الشهيد الصماد يعترفون بتفاصيل ارتكابهم للجريمة
المسيرة: متابعات
كشفت اعترافات أعضاء الخلية المكلفة باغتيال الرئيس الشهيد صالح الصمَّــاد، تفاصيل الجريمة والجهات المتورطة فيها، في حين فضحت وقوفهم وراء العديد من المجازر المروعة بحق الشعب اليمني في محافظة الحديدة وحجّـة.
وحسب الاعترافات فَـإنَّ المدعو “محمد نوح” الذي ينتمي إلى حزب “الإصلاح” هو المكلف بإدارة النشاط الاستخباري ورصد الإحداثيات والشخصيات وزرع شرائح الاستهداف في المنطقة الغربية بشكل عام، وتحديداً محافظة الحديدة ومحافظة حجّـة ومناطق أُخرى، وإلى جانبه محمد المشخري.
أما علي بن علي القوزي فهو أمين عام المجلس المحلي بمحافظة الحديدة، فقد كان دوره في اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصمَّــاد، تحديد مواعيد تحَرّك الرئيس الصمَّــاد ونزوله إلى الحديدة، ثم التنسيق لبقية أعضاء الخلية بالتحَرّك؛ كونه أحد مسؤولي المحافظة وعلى تواصل دائم بمكتب الرئيس الصمَّــاد ويعرف أوقات نزوله إلى الحديدة.
وبحسب الاعترافات فَـإنَّ جريمة الاغتيال للرئيس الصمَّــاد، بدأت فعلياً عندما قام القوزي بالتواصل بأعضاء الخلية وأخبرهم بموعد نزول الرئيس الصمَّــاد، لتتم بذلك الترتيبات الفعلية لعملية الاغتيال، والتي انتهت باستلام الشريحة من أحد أعضاء الخلية ثم قام علي القوزي وعبدالملك حميد بدسِّها في جيب أحد مرافقي الرئيس صالح الصمَّــاد خلال تجمهر الناس حوله بعد انتهاء الفعالية.
محمد نوح وهو أحد أخطر المتهمين فتكفل بالتنسيق وتسليم الشرائح ودفع خمسين مليون ريال يمني لعلي قوزي وعشرين مليون ريال سعوديّ، وقام بإجراء الاتصالات بالضابط أبو طير الإماراتي، أما عبدالملك حميد وعلي قوزي فقد تكفلا بزرع الشريحة في القاعة، ومحمد خالد هيج قام بأخذها من أبو رعد الذي قام بإدخَالها من البوابة بتنسيق علي قوزي، ليقوم هيج بمناولة علي قوزي الشريحة داخل القاعة والأخير يضعها عبر عبدالملك حميد في جيب أحد مرافقي الصمَّــاد.
يقول علي بن علي قوزي: في يوم الأربعاء 18 إبريل مساء، اتصل المحافظ حسن هيج، أخبرني عن اجتماع هام سيكون يوم غد يقصد الخميس، فرديت عليه بكرة عطلة اجتماع إيش؟، قال اجتماع أمني عسكري ثم أغلق الهاتف، فيما يشير القوزي إلى أنه فهم أن المقصود بالاجتماع هو حضور الرئيس الصمَّــاد لجامعة الحديدة –محل الاجتماع–.
كشفت الاعترافات أن علي قوزي وبعد تلقيه البلاغ بحضور الاجتماع المقرّر صباح خميس ذلك اليوم، بأشر الاتصال بأعضاء الخلية، وأخبرهم بقوله أكيد بكرة، “يقصد الاجتماع”، قالوا خلاص تمام.
وحسب الاعترافات فَـإنَّه جرى توزيع الأدوار تلك الليلة بين جميع أعضاء الخلية وعلى النحو الآتي، يقوم المتهم إبراهيم عاقل، وأبو رعد باستلام الشرائح في تلك اللحظة من محمد نوح، تبقى الشرائح بحوزتهما، حتى صباح الخميس، ليقوم علي بن علي قوزي بإدخَالهم القاعة وقت الاجتماع على اعتبار أنهما مرافقين له، أما محمد إبراهيم علي قوزي قريب المتهم “علي بن علي قوزي” الأمين العام للمحافظة وسائقه، فقد تكفل بمهمة أخذ الشخصين اللذين يحملان الشرائح، وتسليمهما للمتهم علي قوزي صباحاً لإدخَالهما إلى القاعة ولتسهيل مهمتهما المتمثلة في إدخَال الشريحة.
وتوضح الاعترافات بأن المتهمين محمد إبراهيم قوزي وأبو رعد، قاما بتسليم الشرائح للمتهم محمد خالد هيج، الذي التقى علي بن علي قوزي داخل الجامعة، وسلمه شريحة الرصد.
وحول عدد الشرائح كشفت الاعترافات بأن عددها شريحتين خصصتا لاستهداف الرئيس الصمَّــاد، ويعترف أحد المتهمين ويقول في اعترافه “نمنا في بيت أحمد إبراهيم، بكَّر الصباح ثم أتى عندما أتى إلينا أتى هو وأبو رعد، وإبراهيم عاقل وسلمتهم أَنَا والمشخري داخل السيارة بوجود الشيخ أحمد إبراهيم شريحتين، لاستهداف الرئيس الصمَّــاد”.
أما محمد خالد هيج، فقد ظل منتظراً للمتهم الذي يحمل الشريحة واستلمها من الشخص الأول، وانتظره داخل حوش الجامعة عند الباصات، ويكشف محمد خالد هيج في اعترافه أنه التقى علي بن علي قوزي، والأخير قال: والله ما أدخل إلا أَنَا والمرافقين، ويقصد محمد خالد ومن معه ليتم إدخَال الشريحة، ويضيف “أيوه دخلوا ومشى أبو رعد شوية يغمز لي يعني حسب الاتّفاق يعني سلمت عليه سلام استلمت منه الشريحة، ومشيت للشيخ علي قوزي لما الصالة قال لي هات، سلمت له بيدي اليمين بيده الشمال، يعني كنا متماسكين قال لي خلاص ارجع رجعت وهو دخل القاعة”.
تكشف الاعترافات، أن علي قوزي وعبدالملك حميد انتظرا في قاعة الاجتماع حتى دخل الرئيس إلى المنصة، وأتم كلمته وأثناء نزوله تقدما إلى الصفوف الأولى ليضعا الشريحة في جيب أحد مرافقيه خلال الازدحام.
ويقول علي بن علي قوزي في اعترافه “دخلنا أَنَا وعبدالملك حميد للاجتماع انتظرنا في الطارود حق الاجتماع، وجاء الرئيس ودخل الاجتماع جلس فوق المنصة وجلس جنبه المحافظ، وتم الرئيس الكلمة حقه أثناء نزوله، وقف يحيي الحضور لما وقف يحيي الحضور أَنَا قمت الصف الأول نسلم عليه سلمت عليه، وجاء الناس يسلموا عليه في ازدحام، وكان هناك الموقف مزدحم شوية، الكتف بالكتف والصدور يعني مزدحمين، عبدالملك حميد كان بجانبي بدأنا شفنا المرافق كان موجود جنبي أشرت لعبدالملك أن المرافق أقرب فرصة وأن أَنَا قريب، عملنا الشريحة بالجيب حقه ورجعنا للخلف شوية”.
ويضيف أن المتهمين انتظروا خروج الرئيس من الجامعة نهائيًّا ليخرجوا في إثره، ويقول قوزي أثناء خروجنا أشرت لمحمد خالد هيج، وزين قلنا الموضوع جاهز ومشينا..
قام محمد نوح بالاتصال بالضابط أبو طير الإماراتي وأخبره أن الموضوع تم، ويقول نوح: اتصلت بأبو طير الإماراتي وكلمته وأعطيت التلفون إبراهيم بحيث يخبره بما تم، أخذ التلفون إبراهيم وكلمه بأن الشريحة زرعت وأن الأمور تمام وأقفل السماعة.
وبحسب الاعترافات لم تقتصر جرائم خلية العملاء على جريمة استهداف الرئيس الصمَّــاد، إذ اعترف أعضاء الخلية بعشرات الجرائم المماثلة تمثلت في زرع إحداثيات ووضع شرائح إليكترونية للطيران المعادي عرضت مئات المدنيين للموت والإصابة، ولم تقتصر نشاطات الخلية على محافظة الحديدة فحسب بل امتدت إلى حجّـة ومناطق أُخرى.
في 30 أُكتوبر 2016، شن طيران “التحالف” غارتين جويتين على مبنى سجن مديرية الزيدية التابعة لمحافظة الحديدة، ويأوي السجن أكثر من 100 سجين، لقد قُتل بالغارتين 60 سجيناً وجُرح 40 آخرون، اعترفت الخلية التي قادها محمد نوح والمشخري بأنها المسؤولة عن هذه المذبحة من خلال قيامها بإدخَال شريحة إليكترونية إلى داخل السجن ومبنى الإدارة، حسب المعلومات فَـإنَّ هذه المجزرة لم تكن الوحيدة التي تتورط فيها الخلية المشار إليها.
المذبحة التي تعرض لها أهالي حي سوق الهنود بمدينة الحديدة بتاريخ 21 سبتمبر 2016، بغارة جوية نفذها طيران “التحالف” مساء ذلك اليوم، وأسفرت عن استشهاد 24 شخصاً وجرح 115 آخرين، بينهم أطفال ونساء وكان من بين الضحايا أسرة كاملة مكونة من خمسة أشخاص، حَيثُ تدمّـرت نحو 9 منازل ولحقت الأضرار بنحو 15 منزلاً، كانت الخلية قد وضعت شريحة الاستهداف للطيران بحجّـة وجود قيادي داخل الحي.
استهداف منازل المواطنين في منطقة هران بـ6 غارات بمديرية أفلح محافظة حجّـة بتاريخ 7 نوفمبر 2017، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 50 مواطناً بينهم أطفال ونساء، وتدمير منازلهم في تلك المنطقة النائية، وقد عملت الخلية حسب معلومات الثورة على زرع الإحداثية في المنطقة للطيران، على أنها منطقة يوجد فيها معسكرات، وأعلن تحالف العدوان يومها أنه استهدف الرئيس الصمَّــاد الذي رصدته الخلية ذاتها لدى تواجده في مدينة حجّـة.