شارع المطار بصنعاء يمتلئ بالثوار الأحرار.. الشعب يجدد ثورته!
بيان المسيرة: ثورة 21 سبتمبر أفشلت مشاريع التجزئة والأقلمة وحري بشعبها أن يباهي بها كل العالم وأن يقف شامخاً مرفوع الرأس أمام كل الأمم
بن حبتور: الثورة عبّرت عن إرادة كل اليمنيين والوصاية لم يعد لها مكان بيننا
المسيرة – أحمد داوود
امتلأ شارعُ المطار بالعاصمة صنعاء، يوم أمس، بمئات الآلاف من الثوَّار الأحرار، الذين أعادوا لثورة 21 سبتمبر أَلَقَها ومجدَها، وجدّدوا الطاقة الثورية، معلنين ثباتهم وتماسكهم في مواجهة الأعداء، وعلى رأسهم الأمريكيون والصهاينة والنظامان السعوديّ والإماراتي وجميع المرتزِقة.
وردّد المتظاهرون الكثير من هتافات الحرية، منها شعار البراءة من أعداء الله (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، وشعارات أُخرى مثل: (ثورة 21 سبتمبر.. مفتاح النصر الأكبر) (حقّقنا أعظم ثورة في إسقاط الوصاية) (ثورتنا مُستمرّة.. إرادَة شعبي حرة) (ثورة باركها الشرفاء.. قهرت تخطيط الحلفاء) (ثوري يا دنيا ثوري.. جنب الشعب الأُسطوري) وغيرها من الشعارات التي تباهي بثورة 21 سبتمبر، وتمجدها.
وابتدأ الاحتفال بآي من الذكر الحكيم تلاها القارئ الحافظ محمد حسين الكباري، تم استمع المحتشدون إلى عدد من الزوامل الشعبيّة التي كان لها الصدى الكبير في البدايات الأولى للثورة، بصوت المجاهد الشهيد المرحوم لطف القحوم وهو ينشد بصوته الشجي (بعد ابن طه رجال رجال)، كما تخلل الاحتفال رقصات شعبيّة متنوعة.
وخصص الاحتفال قصيدة شعبيّة رائعة للشاعر الشعبي الكبير صقر اللاحجي، تناول فيها مسار ثورة 21 سبتمبر، وأهدافها، وُصُـولاً إلى العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا، والحصار، مؤكّـداً في قصيدته أن الشعب لن يجوع ولن يستسلم، حتى لو اضطرت إلى تفجير البحار، ومواجهة الغزاة المحتلّين.
وألقى رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبد العزيز بن حبتور كلمة أمام الحشد الكبير، حَيثُ ألقى تحياته للحاضرين، وبارك للشعب اليمني الذكرى السابعة لثورة 21 سبتمبر، مؤكّـداً أنها ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأنها لو لم تكن ثورة لما تجمعت 17 دولة وبحماية من أمريكا والصهاينة، لشن هجوم كاسح على بلادنا، حَيثُ أن هذا العدوانَ ليس على منطقة معيَّنة في البلد، أَو جماعة معينة، وإنما يستهدف الشعب كُـلّ الشعب.
وقال بن حبتور: إن الشعب اليمني يعيش في سجن كبير، وإن قرابة 25 مليون يمني، يعيشون في ظل حصار خانق من قبل العدوان، حَيثُ وصل هذا الحصار إلى كُـلّ بيت، وإلى كُـلّ أسرة، مؤكّـداً أن هذه الثورة عبرت عن إرادَة الناس، وأنها لو لم تكن ثورة لما استشهد الآلاف من المدنيين، وألقيت على بلادنا الآلاف من الغارات العنيفة.
وأوضح رئيس الحكومة أن ثورة 21 سبتمبر رفعت شعارات لم تعجب الحركة الصهيونية، ولم تعجب الدول الرجعية، وهي ثورة اصطفت مع القضية الفلسطيني، ومع كُـلّ الأحرار في المنطقة، وأن هذا الشعب المحاصر والفقير، الذي تعرض لكل الويلات خلال السنوات السبع الماضية، لا يزال ينتصر لقضية فلسطين، لافتاً إلى أن اليمن يعيش حصاراً سياسيًّا، وإعلامياً، وثقافيًّا واقتصاديًّا، وكذلك عسكريًّا، كما أن القوى الكبرى حاولت أن تلغي أي شيء له علاقة بالحياة في صنعاء والمناطق الحرة.
وقال بن حبتور: إن الشعب اليمني يعمل ويتحَرّك تحت قيادة القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، داعياً الغزاة والمرتزِقة للاعتبار، وكف أيديهم عن الشعب اليمني الصامد والثابت والشجاع طيلة 7 سنوات مضت، وأن يستفيدوا من دعوات قائد الثورة للتسامح والعفو العام، مُشيراً إلى أن الشعب اليمني وعلى الرغم من جراحه وآلامه، إلا أن قلبه لا يزال مفتوحاً؛ مِن أجلِ الإخاء والتسامح؛ باعتبَار أن ثورة 21 سبتمبر هي ثورة تعتمد على التسامح، وأية ثورة تقوم على هذه المنهجية ستنتصر.
وواصل بن حبتور قائلاً: “نعلن للعالم، ونؤكّـد أن الشعب اليمني الذي صمد طيلة 7 سنوات مضت، على استعداد للصمود والصبر والتضحية طيلة سنوات 7 أُخرى، وأن الشعب اليمني لن يتراجع عن أهدافها التي رفعها، فالوصاية لم يعد لها مكان بيننا على الإطلاق”.
ووجه رئيس الحكومة في ختام كلمته الشكر والتقدير لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، الذين قاتلوا الأعداء بشراسة، واستبسال وروح جهادية عالية، مؤكّـداً أنه “لا يستطيع أحد في الكرة الأرضية أن يُجبِرَ الشعب اليمني على الانحناء، فقد صمد بقوة وسيصمُدُ في المرحلة المقبلة؛ لأَنَّ الشعبَ يقاتلُ مِن أجلِ الحرية والكرامة والاستقلال”.
يمن شامخ مرفوع الرأس
واختتمت فعالية شارع المطار ببيان أكّـد فيه المحتشدون أن الصمود الأُسطوري للشعب اليمني خلال 7 سنوات يعد أحد تجليات ثورة 21 سبتمبر، والتي هي ثورة أتت لإعادة بناء الدولة على أسس متينة وصادقة من العزة والكرامة.
وخاطب البيان جماهير الشعب قائلاً: “أيها الأحرار، لقد فجرتم ثورة يتعاظم أمرها مع مرور السنين، وكانت من أهم وأنبل وأرقى الثورات، والتي أنجبها شعبنا بإرادَة وطنية خالصة، وكانت تحولاً استراتيجياً بعيد المدى يطرق الحرية والاستقلال”، مُشيراً إلى أن ثورة 21 سبتمبر تنادي بالكرامة والاستقلال وهو مطلب مشروع لكل شعوب العالم.
وأكّـد البيان أن ثورة 21 سبتمبر أفشلت مشاريع التجزئة، والأقلمة، وفتحت أمام الشعب أفقاً لاستعادة الكرامة الوطنية، وأن الثورة في سمو أهدافها، لَحَرِيٌّ بشعبها أن يباهيَ بها كُـلّ العالم، وأن يقف شامخاً مرفوع الرأس أمام كُـلّ الأمم، منوِّهًا إلى أن الثورةَ أسّست لنهضة حقيقية قوامُها الاكتفاءُ الذاتي، والإنتاجُ الوطني، كما هو حاصلٌ في المجال العسكري والأمني والاقتصادي، وغير ذلك من المجالات المدنية، حتى تتحقّقَ لنا نهضةٌ حضارية قائمة على الحرية والاستقلال الكامل.
ولفت البيانُ إلى أن ما تفخر به هذه الثورة أنها مدَّت يدَ السلام والإخاء للجميع، ودعتهم للمشاركة في تحمل المسؤولية، وخدمت اليمن، وتم ذلك باتّفاق السلم والشراكة، موضحًا أن العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا جاء لكي يُفشِلَ الثورة، ويمنعَها من مواصلة مسارها التحرّري، محاولاً إعادةَ الوصاية الخارجية على البلد، لكن الشعب تمكّن من إسقاط أهداف العدوان من أول وهلة، ولم يحقّق المعتدون أياً من أهدافهم، فهم يغرقون في وَحْلِ خيباتهم.
واختتم البيانُ بالتأكيد على أن ثورة 21 سبتمبر في عامِها السابع تولي اهتماماً خاصاً بقضايا الأُمَّــة، وعلى رأسها فلسطين، التي تمثّل القضية المركَزية لدى الشعب اليمني وثورته المباركة، وأن الشعبَ اليمني على استعداد ليكونَ رافداً قوياً في معركة تحرير فلسطين.
كما أكّـد البيانُ أن هذه الثورةَ لن تتوقفَ في منتصف الطريق، وستستمرُّ حتى تحرير كُـلّ شبر في الوطن، وهي ثورةٌ وُجِدَت لكي تبقى، ولن يستطيعَ أيُّ طاغية النيلَ منها، مهما بلغت قوته وجبروته.