ثورةُ النّصر.. صمود وانتصار
زينب إبراهيم الديلمي
أَيَّـامٌ كانت أشبهَ بالجحيم عاصرتها اليمن منذُ أن وطأها الاحتلال البريطاني والأمريكي، ومنذُ أن استفحلت رائحة العمالة والوصاية الداخلية، ساعيةً لتحقيق الأجندات الخارجية التي طعنت بخناجر الغدر خاصرة أهداف الثورات اليمنية المُناديّة برحيل استعمار لا يُرجَى له أن يبقى ويعبث بمقدرات ووفير البلد، وأن لا مكانَ لفاسدٍ يركض وراء آمال وصايا الاحتلال المُتخبطة في مكَبَّ الهزائم.
كانت أقنعةُ الخيانة الفادحة قد أبكرت في تحقيق الأهداف المشؤومة، وترسّبت جرائر التفجيرات والاغتيالات منذُ أن اعتلى أُلعوبةُ أمريكا ودُميتُها –عبد ربه منصور– كُرسي السُلطة.. الذي عَمِلَ عكس ما عاهده في القَسَم الدستوري.
فلم يتمسَّك بكتاب الله ولا سُنة نبي الهُدى.. بل تمسّك بسُنة أمريكا ولأوامر أمريكا، ولم يُخلِصْ لنظام الجمهورية اليمنية إخلاصاً يقينياً كما ينبغي، ولم يحترم الدستور والقانون بل احترم لدستور وقانون الاحتلال الخارجي، ولم يرعَ مصالحَ الشّعب وحريّاته رعاية كاملة، بل زاد من مُعاناة الشّعب أسوأ فأسوأ واتجه لرعاية مصالح الهيمنة الأمريكية، ولم يُحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه.. بل أدخل مارينز الاحتلال وأتاح لهم الحريّة في التغنّي وَالعبث بجوهر الوطن.
انتهز عُصبة الشر هذه الفرصة واختلقوا أوهاماً مُبهمةً بأن اليمن أصبحت في أيادٍ أمينة، غير أنّ هذه الأيادي –الخائنة– كادت لليمن وشعبها كيداً عظيماً منذُ أزل الدهر، وبمعزلٍ عن من كانَ يُصدّق لدعاياتهِم وهذيانهم المعهودين.. كان وعي من لديهم مشاعر الاستقلال والثورة مُتقدة في أوردتهم أكّـدوا أن لا خيرَ فيمن أدخل الوصايا الاحتلاليّة إلى مسقط رأسه الذي ولِدَ من ترابه، وَتغذّى من تُرابه.. وسيُدفن في تُرابه.
الأيادي الأمينة المزعومة جعلت من صنعاءَ مرتعاً للدماءِ وللتفجيرات والاغتيالات اليومية، ولم تكد صنعاء أن تغفوَ عينُها ولا لحظة، ولم تمر الأيّام المريرة إلا وتخضّب جوفها بالدماء المُراقة التي لم تشفع لدوام حُكم الفساد والأجندات والتي مهّدت تلك الدماء الثورية مرحلة اتقاد شرارة الثورة الأيلوليّة التي ركلت خُطط شيطنة الفساد وعُصبة الأشرار في مغبّة السقوط الأبدي.
وسقطت جُرعة الفناء التي حاولت مراراً جَــرَّ مرساها في عُدّة التنفيذ وإبرامُ ألوانها المشؤومة في هلاكِ الثوّار.. وسارعت أنجُم الثورة وشهابُها الثّاقب في إعلان بُشرى الأمل المَنتظر أن ميعاده قد حان.
انتصرت خياراتُ الشعب على أجندات العمالة وانبعثت مجدّدًا أهداف الثّورات وأعادت تصحيحَ مساراتها، وأسقت يباسَ الأرض برياحين الحرية والاستقلال التي شيّدت بروج الكرامة بتلك الدماء الباهظة والنّحور التي فدت نفسها لله وسبيله.
وفي الميلاد السّابع لثورة الـ21 من سبتمبر، أثبتت اليمنُ في سابع صمودها الأُسطوري أنها انتصرت عسكريًّا وسياسيًّا وإعلامياً واستخباراتياً.. وليست إلا ثمار الثورة الأيلوليّة التي لن تُجدب سنابلها النضاليّة ما دامَ نَفَس الصّامدين طويلاً، وأنهم على شُرفةِ النّصر الكبير مُرابطين على الدوام، وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً.