شارعُ “المطار”.. جُملةٌ مضمونُها انتصار
عبدالخالق القاسمي
البدايةُ من شارع المطار، والذكرى الـ 7 لثورة 21 سبتمبر المجيدة التي نعيشُها من شارع المطار، والنهايةُ ستكونُ بفتح المطار ورفع الحصار الشامل على اليمن المفروض من قوى العدوان والاحتلال، فقط إن استمر الحراك الثوري الصلب وتصاعدت وتيرته، الحراك الذي بدأ استجابةً لأمر الله بالعيش لله والممات لله وبذلك أمرت يا شعب اليمن العزيز، ومن هذا المنطلق خرج الشعب ثائراً ليحيا في سبيل الله ويواجه كُـلّ تلك التحديات من بداية الثورة إلى اليوم وملامحها كانت ظاهرة منذ اليوم الأول، لكنها فشلت ووصلت إلى مرحلة العجز في مواجهة الثورة التي أدركت أنه حتى القبول بالرضوخ والاستسلام للأعداء والعملاء لن يمنح لها العزة والكرامة والمهابة والأمن والعيش الرغيد، بل سيضاعف المعاناة على كُـلّ المستويات.
فلم يكن أمام ثورة 21 سبتمبر سوى التحَرّك والعيش في سبيل الله، وهذا السبيل الوحيد الذي لا يحتمل المعاناة المفروضة من قبل الأعداء والعملاء والمتمثلة في الجوع والخوف ونقص وانعدام السيادة والرضى بمرضى السلطة والحكم؛ وليس فقط العيش في سبيل الله أَو في ظل الثورة التي تحَرّكت في سبيل الله، بل والسعي للموت في سبيل الله بمواجهة أعداء الثورة المحليين والدوليين، ليس فقط بجعل الثورة الشعبيّة تواجه مصيرها ليستغل القادة ذلك، وإنما ارتقى الكثير من قادة هذه الثورة شهداء، وليس العكس بجعل قادة الثورة يلاقون مصيرهم، كما في كثير من الثورات عبر التاريخ، وإنما تحَرّك الشعب في كُـلّ الساحات والميادين التي دعا إليها قادة الثورة.
ثورة متكاملة وقّعَت اتّفاقات لا تمنحها أي امتيَاز فور تمكّنها مع الأطراف الأُخرى، بل وقدمت تنازلات.
ثورة حسمت المعركة العسكرية في صنعاء خلال ساعات معدودات، فيما دارت العديد من المعارك بين السلطات العميلة التي حكمت سابقًا مع عصابات قبلية استمرت لأشهر وتسببت في تدمير مئات المنازل.
ثورة لم تنهب الوزارات والمؤسّسات عقبها وهذا معروف، ويحدث اليوم قتل المدنيين في منازلهم ونهب ممتلكاتهم في المناطق التي يسيطر عليها العملاء ومن خلفهم الأعداء.
هذه الثورة المباركة استعدت وسعت على مستوى الأفراد والقادة لبذل الأرواح والمهج في سبيل الله أولاً وفي سبيل تحقيق كامل أهدافها، من منطلق الإيمان بأوامر الله سبحانه وتعالى الذي يقول في المقابل وكان حقاً علينا نصر المؤمنين.
ولأن صاحب الوعد هو الذي لا يخلف الوعد سبحانه وتعالى، ثقوا يا أصحاب هذه الثورة أن بمقدورها الانتصار، والامتداد من شارع المطار إلى اليمن كُـلّ اليمن، إلى دول الجوار وما بعدها، هذا الأمر يتحقّق بالثقة بالله واستشعار معية الله والاعتداد بقدرة الله، كما أن هذا الأمر ليس مزاجياً حتى يقول البعض إذَا ما قال يكفينا التحَرّك الثوري في اليمن؛ لأَنَّ الدعوةَ إلى الخير وزجر العملاء والفاسدين أمرٌ إلهي يستدعي التحَرُّكَ الجماعي للعمل به، كما يوضح الـشهيد القائـد الذي استطاع إيقاد الثورة في قلوب الأحرار ووصل بها إلى هنا، لتصل على يد السيـد القائـد إلى، حَيثُ يجب بإذن الله، يقول الله عز وجل: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّـة يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.
فسنوات من العـدوان الكوني في مقابل صمود الثورة العملي بشارة النصر المؤزر؛ لتكون هذه الثورة آخر الثورات في اليمن، ويكون أفراد وقادة هذه الثورة هم من يكرّرونها في بقية البلدان عندما نعكس النفسيات الجهادية العملاقة إلى الآخرين وننقل لهم ضرورات المرحلة كالتحَرّك والإنفاق والوعي وكأننا نُعد جنداً لله وجيلاً مجاهداً لا يقبل الهوان.