أعظم وأهم مكسب حقّقته ثورة 21 سبتمبر منذ أكثر من نصف قرن هو إخراج اليمن من مستنقع التبعية والارتهان للخارج ودحر أكبر وأعتى عدوان يتعرض له اليمن في تاريخه
ما يميز ثورة 21 من سبتمبر هو وجود القيادة الحكيمة والمشروع الواضح وتحرّرها من أية لوثة وتبعية للخارج
قائد الثورة تميّز بالحكمة والوعي والشجاعة والبصيرة والمصداقية واستطاع أن يكسبَ قلوب الأحرار من كُـلّ فئات المجتمع وتوفرت لهم القناعة بأنهم أمام قيادة فذة
الأحزاب المرتهنة للخارج كانت ترى في الثورة خطراً ونكبةً عليهم فعادوها بكل شراسة وجلبوا أشرار العالم لمحاربتها
القبيلة اليمنية كانت ولا تزال أكبر وأقوى رافد وسند للثورة
أبرز ما قدمته اللجان الثورية أنها أمّنت مؤسّسات الدولة وحافظت عليها وسيّرت أمورها في أصعب وأعقد الأوقات
أدعو كافة اليمنيين وخَاصَّةً الشبابَ أن يتحملوا مسؤولية بناء وطنهم ويتخذون من المجاهدين الأبطال نموذجاً وقُدوة
مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح في حوار خاص لـ “المسيرة”:
المسيرة – حاوره أيمن قائد
أكّـد مستشارُ المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، رئيس حزب الأُمَّــة، العلامة محمد مفتاح، أن ثورة 21 سبتمبر 2014 كانت “ضرورة” قصوى؛ نظراً للانهيار المريع الذي شمل كُـلّ جوانب حياة المجتمع في اليمن، وفي مقدمة ذلك تلاشي هيبة الدولة؛ بسَببِ انصياع سلطة العمالة انصياعاً مطلقاً لإملاءات الأمريكان وأدواتهم في المنطقة، وتسليم المِلف الأمني والاقتصادي والسياسي للمخابرات الأجنبية.
وقال العلامة مفتاح في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن أبرز ما ميز هذه الثورة هو وجود القيادة الحكيمة والمشروع الواضح وتحرّرها من أية لوثة وتبعية للخارج.
وأكّـد أن قائد الثورة تميز بالحكمة والوعي والشجاعة والبصيرة والمصداقية واستطاع أن يكسب قلوب الأحرار من كُـلّ فئات المجتمع وتوفرت لهم القناعة بأنهم أمام قيادة فذة.
إلى نص الحوار:
– بداية أُستاذ محمد.. ٧ سنوات مضت على ثورة ٢١ من سبتمبر.. ما الذي يميز هذه الثورة عن بقية الثورات في المنطقة ولا سيما ما يُعرف بالربيع العربي؟
في الذكرى السابعة لثورة 21 سبتمبر 2014م، نزف إلى قائد الثورة المباركة، وإلى شعبنا الكريم أسمى آيات التهاني والتبريكات بحلول المناسبة وبالانتصارات العظيمة التي يحقّقها المجاهدون، والصمود الأُسطوري الذي يتحلى به الشعب اليمني، وأقول: يميز هذه الثورة وجود القيادة الحكيمة، والمشروع الواضح، والوعي الجماهيري الكبير، وتحرّر الثورة من أية لوثة تبعية للخارج، والاعتماد على الدعم الشعبي، والمشاركة الجماهيرية الواسعة.
– بالتأكيد كانت هناك الكثير من الأسباب لقيام الثورة، لكن الكثيرين فوجئوا بهذا التحَرّك.. لماذا برأيكم؟
كانت الثورة ضرورةً قُصوى؛ نظراً للانهيار المريع الذي شمل كُـلَّ جوانب حياة المجتمع في اليمن، وفي مقدمة ذلك تلاشي هيبة الدولة؛ بسَببِ انصياع سُلطة العمالة انصياعاً مطلقاً لإملاءات الأمريكان وأدواتهم في المنطقة، وتسليم الملف الأمني والاقتصادي والسياسي للمخابرات الأجنبية، أما لماذا فوجئوا بالتحَرّك الثوري الكبير فلأَنَّهم كانوا يظنون بأنهم قد أخمدوا جذوة الثورة في نفوس اليمنيين بمكائدهم ومؤامرتهم وحملاتهم الدعائية المنظمة والإغراءات التي قدموها لبعض ضعفاء النفوس وبمؤامرة التفرقة التي نسجوها للإيقاع بين اليمنيين وحملات الترويع التي نفذوها في معظم محافظات اليمن من اغتيالات وتصفيات وتفجيرات واختطافات عبرَ الجماعات التكفيرية وأذناب المخابرات الأجنبية.
– ما الذي جعل أنصار الله والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يقودون هذا الحراك الثوري.. وهل كانوا يراهنون على نجاحه؟
السيد القائد بتوفيق الله له وبما يتميز به من حكمة ووعي وشجاعة وهمة عالية وبصيرة ومصداقية وتسامح استطاع أن يكسب قلوب الأحرار من كُـلّ فئات المجتمع، فكانت توجيهاته ورسائله وأُطروحاته محلَّ احترام وتقدير كافة الثوار الأحرار، فتوفرت القناعة لديهم بأنهم أمام قيادة فذة يلتف حولها رجال أحرار وصادقون فسلموا للقيادة عن رضا وقناعة، وكانت القيادة تؤمن بضرورة التحَرّك بجدية، مما ضمن للثورة النجاح والقدرة على مواجهة التحديات الكبيرة.
– كيف كانت القوى والأحزاب السياسية عام ٢٠١٤م تنظر إلى الثورة؟
بالنسبة للقوى والأحزاب الثورية كانت الأمور لديهم واضحة بضرورة الثورة وضرورة التضحية لنجاحها، أما أحزاب وفئات التبعية والارتهان للخارج فكانوا يرون في الثورة خطراً على مصالحهم وتقليصاً لنفوذهم ونكبة لهم، فعادوها بكل شراسة، وحاولوا وأدها والالتفاف عليها، وجلبوا أشرار العالم لمحاربتها.
– ما الدور الذي لعبته القبيلة اليمنية في هذه الثورة وخَاصَّة في البدايات الأولى؟
كانت القبيلة اليمنية ولا زالت أكبر وأقوى رافد وسند للثورة.
– تشكيل اللجان الثورية.. كيف تم، وما أبرز ما قدمته خلال الثورة؟
تم تشكيل اللجان الثورية أثناء تواجد الثوار في الساحات، واكتمل أثناء النزول الميداني لحماية مؤسّسات الدولة ومرافقها من النهب والسلب والعبث الذي كان يخطط له أعداء الثورة، وتم التشكيل وفق حصر أصحاب التخصصات والخبرات والقدرات والجاهزية والحس الوطني والحرص على نجاح الثورة وحماية مقدرات المجتمع، وأبرز ما قدمته أنها أمّنت مؤسّسات الدولة وحافظت عليها وسيّرت أمورها في أصعب وأعقد الأوقات، وواجهت عتاولةَ الفساد، وأوقفت الكثيرَ من حالات الفساد المنظَّم، وحافظت على استقرار الحالة المعيشية لليمنيين جميعاً، ثم كانت سنداً وعضداً للمجاهدين في الجبهات، وهذا إنجازٌ مهمٌّ جِـدًّا يُحسَبُ لهم.
– ما أهم المواقف التي لا تزال عالقةً في أذهانكم أُستاذ محمد خلال انطلاق حراك الثورة والمراحل التي سبقت العدوان؟
الجرائمُ الشنيعة التي اقترفها مجرمو نظام الفساد والعمالة بحق المسيرات السلمية قرب مبنى الأمن القومي وفي باب رئاسة الوزراء وفي خط المطار وفي التحرير وكذلك موجة الاغتيالات والتفجيرات والهجمات الدموية التي طالت عدة مرافق وأماكنَ ومساجدَ، في مقدمتها جامع بدر والحشحوش والبليلي، وكذلك مشفى القيادة العامة للقوات المسلحة ومئات الجنود بميدان السبعين وشارع كلية الشرطة والمركز الثقافي في إب وقاعة زهرة المداين بصنعاء وغيرها من الجرائم.
– ما أبرز التحديات التي تواجه الثورة إلى الآن، إضافة إلى العدوان الغاشم؟
التركة الخبيثة والإرث الثقيل من الفساد المالي والإداري المشرعَن الذي خلّفه النظامُ السابق، وانعدام الإمْكَانيات لتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين، ونشوء مجموعات مصالح وفساد جديدة تسعى للسيطرة على مرافق الدولة واحتكار الوظيفة العامة، مستغلةً انشغالَ القيادة والمجتمع بمواجهة العدوان.
– وبالنسبة للمكاسب.. ما الذي حقّقته الثورة حتى اليوم؟
أهَمُّ وأعظمُ مكسب حقّقتها ثورةُ 21 سبتمبر والشعب اليمني بأكمله منذ أكثر من نصف قرن هو إخراج اليمن من مستنقع التبعية والارتهان للخارج، ودحر أكبر وأعتى عدوان يتعرض له اليمن في تاريخه، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق الحرة والحفاظ على مؤسّسات الدولة ومرافقها، وتفعيلها بما هو متاح وممكن، وتكوين جيش يمني قوي قادر على استكمالِ تحريرِ ما احتلَّه الغزاةُ من اليمن وقادرٍ على حماية اليمن وضمان استقلاله ووحدته مستقبلاً، ووضع أسس نهضتين اقتصادية وعلمية شاملة ستنطلق خلال السنوات القادمة بإذن الله.
وهذا إنجازات عملاقة ستظهر ثمارها مع الأيّام.
– كلمة أخيرة؟
أشكركم على اهتمامكم، وأحيي قُرَّاءكم الكرام، وأدعو كافة اليمنيين وخَاصَّة شباب اليمن ذكوراً وإناثاً أن يستعينوا بالله، ويتسلحوا بالوعي والعزيمة والصبر لمواجهة التحديات، وأن يتحلوا بمكارم الأخلاق وينطلقوا بهمم عالية لتأهيل أنفسهم لتحمل مسؤولية بناء وطنهم والارتقاء بمجتمعهم وأن يتخذوا من المجاهدين الأبطال نُموذجاً وقُدوةً.