السلام في خطاب عبد السلام
من يُرِدْ تقييم الثورة عليه تقييم حال البلد رغم العدوان والحصار.. الثورة حافظت على ما ضاع قبل العدوان ومشكلة أعدائنا معها أنها بترت كل مصالحهم وأفشلت كل مخطّطاتهم وبددت مطامعهم.
سند الصيادي
يرفُضُ اليمنيون القبولَ بعروض السلام المطروحة على طاولة المزايدات وَالقبول بالأمر الواقع، وَيتعاطون مع هذه العروض البَوار بإعادة التذكير للسلام الذي ينشُدونه، وَالسلام الذي يجب أن يكون.
وَفي ما يطرحه اليمنيون عن السلام، إنصافٌ للمفردة وَمضامينِها المحرَّفة إقليميًّا وَدوليًّا والتي جعلت منها “استسلامًا”، وَفي أفضل الأحوال قبولاً بأنصاف الحلول، وَمن هذه المنطلقات يعبّر الأمريكي والسعوديّ عن رغبته في السلام، وَهي رغبةٌ مستجدةٌ لم تكن حاضرةً في سنوات العدوان الأولى، غير أنه ومع انسحابِ الأرض من تحت أقدامهم وَتصاعُدِ معادلة الصمود اليمني التي هزمت خياراتِهم وَأنهت أحلامَهم المبنية على وَهْمِ القوة العسكرية، لجأوا إلى المساومة بسلام “أنصاف الحلول”؛ بنجوى الحفاظ على ما بقي لهم من وجودٍ في المشهد؛ وَظناً أنها قد تلقى رضا من جهة صنعاءَ بما قد حقّقته من مكاسب.
غير أن صنعاءَ الثورة لا تتعاطى مع المبادئ التي تدافعُ لأجلها بحسابات العرض والطلب، كما كان سائداً من قبلُ، بل تقف عند ذات الخِيارات المنطلقة من تموضع شعبنا في موقف الدفاع عن نفسه وَحقه في كامل الحرية والسيادة والاستقلال، دون انتقاصٍ لحَــقِّه المشروع.
هذا ما أكّـدته صنعاءُ عبرَ رئيس الوفد الوطني المفاوض، وَفي حديثه تصويبُ مُضَافُّ إلى ما قبله حولَ خطوات السلام الحقيقي، والمتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار ومغادرة القوات الأجنبية البلاد ومعالجة آثار العدوان ودفع التعويضات، وَتأكيداً على أنه لن يتحقّقَ سلامٌ بدون ذلك، وَعلى قوى العدوان أن تعرفَ أن لُغةَ التذاكي وَسياسةَ الرهان على طول الطريق لن تغيِّرَ شيئاً في قناعات شعبٍ وعى وَتسلَّحَ بالله قبل خوضِه معركةَ النفَس الطويل.