مشروع الألياف الضوئية خيار استراتيجي لمؤسّسة الاتصالات لإنجاز 650 ألف خط إنترنت على مراحل في كافة المحافظات
الأليافُ البصرية أفضل وآخر وسائل الاتصال الموجودة حَـاليًّا، وأكثرها ثباتاً للاتصال بالإنترنت، كما أنها تقنية مستقرة لا تتأثر بالعوامل الخارجية كالتشويش والرياح والحرارة الخارجية
معظم الشركات المصنعة توقفت بشكل كامل عن تطوير وإنتاج تجهيزات الـ ((ADSL) وأصبح التوجّـه والتركيز على مختلف الخدمات عبر الألياف الضوئية إلى المنازل
المشروع تبلغ تكلفته 850 مليون ريال وسينجز على مراحل تشمل المرحلة الأولى 1102 خط إنترنت بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وُصُـولاً إلى 650 ألف خط إنترنت في كافة المحافظات
جميع الكادر الفني الذي يعمل على تركيب الخدمة محلي 100 % ومؤهل وعلى قدرة عالية من الكفاءة
خدمة “فيبر تو هوم” كانت مقتصرة على قطاع الأعمال والمؤسّسات التجارية والبحثية لكن المؤسّسة أجرت تعديلات لتكون متاحة للمواطنين جميعاً
نائب مدير عام المؤسّسة العامة للاتصالات رئيس القطاع الفني المهندس محمد المهدي لـ “المسيرة”:
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي
أكّـد نائبُ مدير عام المؤسّسة العامة للاتصالات رئيس القطاع الفني، المهندس محمد المهدي، أن مشروع الألياف الضوئية “خيار استراتيجي” وضرورة حتمية في جانب الاتصالات.
وقال المهدي في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: إن المشروع تبلغ تكلفته 850 مليون ريال، وسينجز على مراحلَ تشمل المرحلة الأولى 1102 خط إنترنت بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، وُصُـولاً إلى 650 ألف خط إنترنت في كافة المحافظات، مؤكّـداً أن جميع الكادر الفني الذي يعمل على تركيب الخدمة محلي 100 % ومؤهل وعلى قدرة عالية من الكفاءة.
وَأَضَـافَ المهدي أن خدمة “فيبر تو هوم” كانت مقتصِرةً على قطاع الأعمال والمؤسّسات التجارية والبحثية لكن المؤسّسة أجرت تعديلات لتكون متاحة للمواطنين جميعاً.
إلى نص الحوار:
– بدايةً مهندس محمد الانتقالُ بحقل الاتصالات والإنترنت إلى مستوًى عالٍ ضمن هذه التقنية يمثّلُ قفزةً في إطار استراتيجية الدولة للنهوض.. كيف تنظرون إلى هذا الحدث؟
في البدء وَفي إطار الرؤية الوطنية ومشروع بناء الدولة كأَسَاس تتفاعلُ معه كُـلُّ قطاعات الدولة وشعار “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”، وفي ظل الخطة الخمسية للمؤسّسة العامة للاتصالات لمواكبة التطور التكنولوجي وتلبية الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت، وخَاصَّةً من الشركات والبنوك، والمصارف، والمؤسّسات الحكومية، والتجارية، تمضي المؤسّسة في توسيع شبكتها لمواكبة هذا التطور التكنولوجي بإدخَال هذه المنظومات التقنية الحديثة في جميع مستويات شبكتها السلكية واللا سلكية، ومن هذه التقنيات خدمة (FTTH) أَو الألياف البصرية المنزلية.
– هذه التقنية هي نفسها الموجودة في دول الخليج والدول المتقدمة.. أليس كذلك؟
نعم.. هذه التقنية هي من أحدث ما توصل إليه العالم، حَيثُ تقوم على نقل البيانات والمعلومات داخل أسلاك زجاجية بسرعات عالية جِـدًّا تعادل سرعة الضوء، فهي أحد أهم التقنيات في العالم لما تتميز به من إمْكَانية الوصول إلى سرعات عالية لنقل البيانات، وكما أشرت، تعتبر الألياف البصرية أفضل وآخر وسائل الاتصال الموجودة حَـاليًّا، وأكثرها ثباتاً للاتصال بالإنترنت، بالإضافة إلى أنها تقنية مستقرة لا تتأثر بالعوامل الخارجية كالتشويش، والرياح، والحرارة الخارجية، وغيرها، فأنت ببساطة تستطيع من خلال هذه التقنية تحميل أفلام مدتها بالساعات في ثوانٍ، ويمكنك تحميل الألعاب الكبيرة، والبرامج الكبيرة في ثواني قليلة جِـدًّا، بالإضافة إلى رفع ملفات كبيرة بأحجام “الجيجا” في ثوان، ويمكن أن تمارس هواية الألعاب الإلكترونية “أون لاين” بدون انقطاع، وتشارك من خلال اتصالك المرئي وتشاهد التلفزيون عبر الإنترنت.
– كان هناك استياء من التقنية القديمة ADSL وبُطْء خدمات النت خَاصَّة لدى قطاع الأعمال.. هل كان هذا دافعاً لاقتناء هذه التقنية؟
نعم، نتيجة التطور المتسارع ووجود طلب متزايد على المؤسّسة لتوفير سرعات اتصال عالية، وحتمية المواكبة والبناء، مما دفع لتبني نظام (FTTH) العالي التقنية الذي يوفر سرعات تصل إلى 100 ميجا عبر الألياف الضوئية مع الأخذ بالاعتبار جودة الخدمة، حَيثُ كانت أعلى سرعة في السابق لا تتجاوز “ثمانية ميجا” عبر تقنية الـ (ADSL) المتوفرة حَـاليًّا، والتي لا يمكنها توفير السرعات العالية التي تلبي احتياج قطاعات المشتركين كافة، خَاصَّة قطاع الأعمال، إضافة إلى أن معظم الشركات المصنعة توقفت بشكل كامل عن تطوير وإنتاج تجهيزات الـ (ADSL)، وأصبح التوجّـه والتركيز على مختلف الخدمات عبر الألياف الضوئية إلى المنازل.
– هل تم تعميمُ تقنية الألياف الضوئية على مستوى المحافظات ككل؟
المؤسّسة بدأت خطتها في مراحل، بدأت في إيصال الألياف الضوئية إلى المنازل في عدد من أحياء أمانة العاصمة، والشروع في مراحل إنشاء كبائن الخدمة لكافة مديريات الأمانة ومحافظة صنعاء، وبعدَها إلى باقي محافظات الجمهورية، ويمكن القول: إن الفِرَقَ الفنية تعملُ بشكل متواصل لتوفير هذه الخدمة وتلبية احتياجات المواطنين بشكل تدريجي في مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، ومن المقرّر أن تستكملَ التغطية لهذه المرحلة خلال العام القادم، بإذن الله.
إن هذا المشروعَ البالِغَ تكلفتُه 850 مليون ريال سيُنجَزُ، كما قلنا، على مراحل تشمل المرحلة الأولى 1102 خط إنترنت بأمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وُصُـولاً إلى حاجز 650 ألف خط إنترنت في كافة المحافظات.
– برأيكم.. كم ستستغرق عملية تعميم تقنية إنترنت الألياف الضوئية على كُـلّ المحافظات؟
مشروع (FTTH) من ضمن المشاريع الاستراتيجية التي تبنتها المؤسّسة، وتعمل على إنجازها وفق الخطة الاستراتيجية لها في إطار الرؤية الوطنية للدولة، ونسعى للإنجاز وفق الخطوات والفترات الزمنية المقرة.
– ما أبرز الصعوبات التي تواجهكم في سرعة التنفيذ بكل مناطق الجمهورية؟
من المؤكَّـدِ أن الأوضاعَ التي تمر بها البلاد تفرِضُ علينا الكثيرَ من الصعوبات والمعوقات، ولكن تعملُ قيادةُ المؤسّسة برئاسة نائب وزير الاتصالات رئيس مجلس إدارة المؤسّسة بالتنسيق والتعاون مع معالي الأخ وزير الاتصالات؛ لبذل كُـلّ الجهود وتذليل الصعوبات التي نعاني منها جراء العدوان الجائر والحصار.
– ألا تحتاج هذه التقنية لعملية تجريب واختبار وتقييم دائم قبل إنزالها كخدمة اتصال على مستوى الأحياء والمناطق؟
تم إجراءُ التشغيل التجريبي والتأكُّـدُ من كفاءتها واختبار مستوى الخدمة قبل التدشين، وقد حقّقت النجاحَ في إيصال الخدمة إلى عددٍ من المشتركين بدون أية شكاوى، ويمكن لأيِّ شخص أَو شركة الآن طلبُ هذه الخدمة والحصول عليها عبر مكاتب خدمات المشتركين، وفي إطار المرحلة الأولى لتركيب هذه التقنية، فالعمل مُستمرّ لاستكمالها مع عمل تجاربَ بعد التركيب لضمان إيصالها للمشتركين بالشكل المطلوب دون حدوث أية أخطاء أَو خلل.
– باعتبَار هذه التقنية أحدَ أهم وأحدث تقنيات الاتصالات.. من يقوم بالأعمال الفنية لتركيب وفحص هذه الخدمة؟ هل هناك كوادرُ أجنبية أَو استشاراتٌ خارجية عن بُعدٍ مثلاً؟
جميع الكادر الفني الذي يعمل على تركيب الخدمة محلي 100 % ومؤهل وعلى قدرة عالية من الكفاءة، وهو اليوم يقوم بتركيب 31 كبينةً على مستوى أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وسيتم خلال الفترة القريبة المقبلة التوسع في أحياء ومناطق أُخرى.
– لديكم عروضٌ وباقاتٌ تصلُ اليومَ إلى سرعاتٍ عاليةٍ وأرقامٍ كبيرةٍ مقارنةً بما كان قبلُ.. مَـا هِي مميزاتُكم المعروضة اليوم؟
المؤسّسةُ بدأت بإنزال باقاتٍ مناسبةٍ لهذه الخدمة، وما يميز الباقات الجديدة عبرَ الألياف الضوئية أنها تشملُ خدمتَي الإنترنت والصوت، بالإضافة إلى السُّرعات العالية في رفع وتنزيل البيانات ويمكن للمشترك أن يختارَ الباقةَ المناسبة من حَيثُ السرعة والرصيد، فهناك ثلاثُ باقات رئيسية: 100 ميجا و50 ميجا برصيد يبدأ من 200 جيجا إلى 1 تيرا، ودقائق إلى الشبكة الثابتة وشبكات الهاتف النقال وحسابات البريد الإلكتروني بحسب الباقة.
– هل يتم ربطُ هذه الخدمة عبر السنترالات أم لا؟
بالتأكيد.. تقنيةُ أَو نظامُ “فيبر تو هُوم” تعتمدُ على تركيب الألياف الضوئية من السنترالات مباشرةً إلى المنازل الفردية والمباني السكنية والشركات.
وستشمل خدمتَي الإنترنت والصوت، بالإضافة إلى السرعات العالية في رفع وتنزيل البيانات ويمكن للمشترك أن يختارَ الباقة المناسبة من حَيثُ السرعة والرصيد.
– ما كلفةُ اقتناء المواطن لهذه التقنية والحصول على هذه الخدمة.. هل هي في متناول يد المشترك البسيط؟
خدمةُ الـ “فيبر تو هوم” كانت مقتصِرةً على قطاع الأعمال والمؤسّسات التجارية والبحثية لتكاليفها الكبيرة، إلا أن مؤسّسةَ الاتصالات قامت بتعديلات؛ لتكون الخدمة متاحةً للمواطنين جميعاً، الأفراد وقطاعات الأعمال التجارية والمؤسّسات والشركات.
وقد تم تخفيضُ رسوم إدخَال الخدمة من 40 ألفَ ريال إلى 20 ألف ريال، إلى جانبِ إلغاء تكلفة الكابل الذي يتم إيصاله للمشترك إلى المنزل والذي كان يصل سعر مده إلى 1000$ دولار، فضلاً عن تخفيض سعر المودم من 210$ دولارات إلى 80$ دولاراً لتكون الخدمة متاحة لجميع المواطنين.
– ما هي السرعاتُ التي توفِّرُها هذه التقنية؟
السرعاتُ تبدأ من 20 ميجا، وُصُـولاً إلى 100 ميجا، أما الباقاتُ فتبدأ من 200 جيجا بسعرِ 40 ألفاً وخمسمِئة ريال حتى 1 تيرا بسعر 167 ألف ريال، وهذه الخدمةُ تتميَّزُ بأداء تقني سريع وفعال ودقة وجودة عالية ودون أية تقطعات، وسيتم التقييم الدوري للخدمة وإطلاق باقات جديدة وبما يحقّق جودة ووفرة الخدمة للمشتركين.
– هل يمكنُكم توظيفُ هذه التقنية في مجالات أُخرى غير الإنترنت اليوم؟.. هل هذا متاح؟
تتعدَّدُ استخداماتُ الألياف الضوئية، واستخدامُها للإنترنت يعد أهمَّها وأكثرَها شيوعاً، ويمكن أَيْـضاً أن تُستخدَمَ كوسيلة للاتصالات السلكية، وكذلك للربط الشبكي بين الشركات والمؤسّسات؛ كونها مرنة، ويمكن أن تُستخدَمَ في تراسُلِ المعطيات خَاصَّة للاتصالات بعيدة المدى وبمعدلات تصل إلى 111 جيجابيت في الثانية… الألياف الضوئية يمكن أن تحملَ بياناتٍ أكثرَ بكثير من الكابلات الكهربائية مثل الكابلات فئة خمسة إيثرنت القياسية، التي عادةً ما تعمل بسرعة 100 ميجابايت في الثانية أَو 1 جيجابيت في الثانية؛ ولأَنَّ الألياف الضوئية منيعةٌ من التشويش الإلكتروني ولا تلتقط الضوضاء الخارجية؛ كونها غيرَ موصلة للكهرباء، فَـإنَّها توفّر حلاً جيِّدًا لحمايةِ معدات الاتصالات في البيئات عالية الجهد الكهربائي “عالية الفولتية” مثل مرافق توليد الطاقة، أَو هياكل الاتصالات المعدنية الأكثر عرضة للبروق.
وخدماتُ الاتصالات والإنترنت عبرَ الألياف الضوئية تتميَّزُ بعرض النطاق التردّدي الواسع، حَيثُ يمكن لليف الضوئي الواحد أن يحملَ أكثرَ من ثلاثة ملايين مكالمة صوتية مزدوجة أَو 90 ألفَ قناة تلفزيونية، في النهاية أقول: إن الأليافَ الضوئية خيارٌ استراتيجيٌّ وضرورةٌ حتميةٌ في جانب الاتصالات.