إرادَة شعب أسقطت كُـلّ أشكال الوَصاية

 

أحمد المتوكل

مَرَّ اليمن بمتغيرات كثيره، وثورات متعددة، منها ما بُنيت على باطل وتسترت بشعارات إنسانية زائفة، وكان للصهيونية العالمية يدٌ فيها، ومنها ما بُنيت على الحق.

الثورة الحق هي التي تكون وفق أُسُسٍ قرآنية وتحت قيادة أعلام هدى من آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكل ثورة وكل تحَرّك لا يكون أَسَاسه وقاعدته الإيمان بالثقلين والتحَرّك في إطارهما فليس بثورة حق ولن تُقدم للإسلام ولا للمجتمع شيئاً.

عاش الشعب اليمني يصارع الكثير من المؤامرات والتحولات، والتي عصفت به بشكل سيء وخطير، جعلت أجيالاً منه تعاني ويلات وآثار تلك الصراعات، وكان اليمن يعتبر محط أطماع الكثير من الإمبراطوريات والدول وما زال، وذلك لموقعه الاستراتيجي الهام، وغناه بالثروات الكثيرة والمتعددة والمتنوعة، والتي تشكل المصدر الأَسَاسي لقوة ونهضة أية دولة.

وبعد أن تحولت استراتيجيات الغزو والاحتلال من المباشر إلى غير المباشر، عن طريق وكلاء يتم زرعهم ليكونوا حكاماً مهيمنين ومتسلطين على أي شعب في أي بلد، وبمساندة ودعم من مشايخ الدَّجل وعلماء السوء، ليمرروا مخطّطات وأهداف الاحتلال وتمكينهم من نهب الثروات واستعباده أَو احتلاله! سلبهم الإرادَة والحرية والاستقلال، كان للولايات المتحدة الأمريكية الدور الأبرز في ذلك العمل الشيطاني، وأصبحت تسيطر على كُـلّ مؤسّسات الدولة في اليمن، ولم يكن الرئيس إلا مُجَـرّد دمية بيدها تحَرّكه كيفما شاءت، مما أَدَّى إلى تدهور أوضاع البلد على كافة المستويات، انهيار اقتصادي وعسكري وأمني وسياسي وتعليمي وثقافي ورياضي مُستمرّ ومتتابع!

لم تكتفِ أمريكا بذلك كله بل سعت للتمهيد للاحتلال المباشر، من خلال تفجير المنظومات الصاروخية وسحب الأسلحة من الشعب اليمني، واستهداف كوادر المؤسّسة العسكرية والأمنية بالاغتيالات والتفجيرات والسعي لاختلاق فراغ أمني، وهذا ما حصل خَاصَّة بعد عام 2011م، وتقسيم اليمن إلى أقاليم وكانتونات من خلال ما تسمى بالمبادرة الخليجية -أدوات أمريكا في المنطقة- لكي يسهل عليها استهداف اليمن واحتلاله!

تحَرّك وثار الشعب اليمني في الواحد والعشرون من سبتمبر عام 2014م ضد المنتهية ولايته الفارّ عبدربه منصور هادي، بعد أن رأى تردي الأوضاع المعيشية، وانهيار المنظومة الأمنية، وانتشار الاغتيالات والتفجيرات، وكان الضباط حينها لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم من أيادي الغدر التي تحَرّكهم أمريكا.

بفضل الله سبحانه وتعالى انتصرت إرادَة الشعب اليمني وانتصرت ثورته بقيادة علم الهُدى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وأُسقطت كُـلّ أشكال الوصاية والاحتلال، وامتلك اليمن وشعبه الحرية والاستقلال، وبائت مخطّطات أمريكا تحت أقدام رجال الرجال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com