قبائل مأرب ترحّب بمبادرة قائد الثورة: سقوط رهانات الاحتلال ومغالطاته
بيان المشايخ:
– المبادرة تضمن وقف النزيف والاقتتال
– الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر
– العدوّ سيتحمل تبعات رفض المبادرة
بعد تواصل مكثّـف بين كبار مشايخ المحافظة في الداخل والخارج
المسيرة| خاص
أعلنت قبائلُ محافظة مأرب، أمس الأحد، ترحيبَها بالمبادَرَةِ التي قدّمها قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بشأن تجنيب مدينة مأربَ تداعياتِ الحرب، وذلك بعد تواصُلات مكثّـفة شملت العديدَ من كبار المشايخ والوجهاء المتواجدين داخل المحافظة وفي العاصمة صنعاء وفي خارج الوطن، والذين رأوا في المبادرة حلًّا عادلًا ومصلحةً لأبناء مأرب بشكل خاص وللشعب اليمني بشكل عام، الأمر الذي يجدد التأكيد على جدية صنعاء وحرصها على إحلال السلام الفعلي على الأرض، في الوقت الذي تواصل فيه قوى العدوان ومرتزِقتُها التعنُّتَ والتمسك بخيارات الحرب، كاشفةً عن زيف كُـلّ دعاياتها وشعاراتها “الإنسانية” التي تستخدمها لتبرير استمرار احتلال المحافظة ونهب ثرواتها والتنكيل بأبنائها.
الإعلان عن الترحيب بمبادرة قائد الثورة، جاء خلال مؤتمر صحفي عقده كبارُ مشايخ المحافظة، بحضور الشيخ حسين حازب -وزير التعليم العالي بحكومة الإنقاذ- والذي كان له دور بارز في التواصل مع وجهاء مأرب طيلةَ الفترة الماضية؛ لبحث ومناقشة المبادرة معهم.
وكان رئيسُ الوفد الوطني، محمد عبد السلام، أعلن عن تفاصيل المبادرة في أغسطُس الماضي، بعد تقديمها للوساطة العُمانية التي زارت صنعاء، حَيثُ تضمنت تسعَ نقاطٍ هي: تشكيلُ إدارة مشتركة من أبناء مأرب لقيادة المحافظة بدون أية تدخلات خارجية، وتشكيلُ قوة أمنية مشتركة من أبناء المحافظة أَيْـضاً، مع إخراج كُـلّ القوات الأجنبية، وإخلاء المحافظة من عناصر “القاعدة” و”داعش”، والالتزام بحصص المحافظات من الغاز والنفط وضمان إيصالهَا، وتشكيلُ لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب صافر – رأس عيسى، واستئناف ضخ النفط وإصلاح محطة الكهرباء الغازية، وإيداع إيرادات المحافظة في حساب خاص للرواتب والجوانب الإنسانية مع إعطاء أولوية للمحافظة، إلى جانب ضمان أمن وحرية التنقل في المحافظة وإطلاق المختطفين المسافرين، والإفراجُ عن كُـلّ المخطوفين من أبناء المحافظة، وضمانُ حرية جميع أبناء مأرب وسلامتهم وتعويض المتضررين منهم، وأخيرًا، عودةُ المهجَّرين والنازحين من أبناء المحافظة إلى مناطقهم.
وجاء في بيان الترحيب بالمبادرة أنها “أوجدت حراكًا واسعًا في أوساط قبائل مأرب منذ الإعلان عنها، وقدمت تنازلات كبيرة لأجل اليمن ووضعت أبناء المحافظة كلهم أمامَ مسؤولية كبيرة”.
وَأَضَـافَ البيان أن “المبادرة تضمن إيقافَ نزيف الدماء والاحتراب”، وهو ما ينسف الدعاياتِ التي عمل تحالف العدوان ورُعاته الغربيون على إثارتها طيلة الفترة الماضية والتي حاولوا من خلالها إثارةَ الرأي العام ضد صنعاءَ بتصوير العمليات العسكرية للجيش واللجان والقبائل كعمليات “عدائية” ضد أبناء مأرب.
وأوضح البيان أن الإعلانَ عن الترحيب بالمبادرة يأتي بعد تواصُلٍ مكثّـفٍ بين مشايخ المحافظة داخل مأرب وفي صنعاء وفي عواصم خارجية.
وهذا التواصل يكشف بوضوح إدراك القبائل لجدية المبادرة، ويترجم الانسجامَ المنطقي بين بنودها وبين المصلحة العامة التي ينشُدُها جميعُ أبناء المحافظة، بغض النظر عن أية اختلافات سياسية، وهو ما يبرز مجدّدًا حقيقةَ تعامل صنعاء مع معركة مأربَ كمعركة ضد المحتلّ والعصابات الإجرامية الدخيلة على المحافظة، وليس ضد أبناء مأرب كما يزعُمُ تحالُفُ العدوان ورُعاتُه في الغرب.
وأعلن المشايخ أنه تم تسليمُ نسخةٍ من بيان الترحيب بالمبادرة إلى مكتب قائد الثورة، ونسختين للوسيط العُماني، وناطق أنصار الله رئيس الوفد الوطني، محمد عبد السلام؛ لتصبح بذلك “الكرة في ملعب الطرف الذي يقفُ مع قوى العدوان” والذي “سيتحمل مسؤوليةَ ما سترتب على رفض المبادرة”.
ويمثل هذا إعلانًا صريحًا من قبل مشايخ مأرب عن “إقامة الحُجّـة” وإتمامِها على قوى العدوان ومرتزِقتها الذين رفضوا طيلة الفترة الماضية التعاطي مع المبادرة لتجنيبِ مدينة مأربَ وبقية المناطق التي يتمركزون فيها داخل المحافظة تداعياتِ الحرب.
ويؤكّـد هذا الإعلان الالتفافَ الشعبي والقبلي الواسع في مأرب حول المبادرة، وهو ما يكشف بالتالي عن تعاظم العزلة التي بات المرتزِقة يعيشونها في مأرب، حَيثُ لم يتبقَّ لهم إلا الرهانُ على قوى الاحتلال الأجنبي، وهو ما يجعلهم مكشوفين أكثر أمام أبناء المحافظة الذين يرفضون من حَيثُ المبدأ بقاءَ المحتلّ على أرض مأرب، إلى جانب ما لمسوه طيلةَ سنوات من جرائمَ وانتهاكاتٍ واعتداءات جسيمة من قبل عصابات المرتزِقة المدعومة من الاحتلال.
وفي هذا السياق، قال مشايخ المحافظة في البيان: إن “العدوّ عبر من يقفون معه من أبناء جلدتنا استطاع أن يحوِّلَ المحافظة إلى قاعدةٍ له، ونقطة انطلاق لمهاجمة صنعاء ومحافظات الجمهورية”، في تأكيد واضحٍ وصريحٍ على سقوط كُـلّ المبرّرات التي يسعى تحالفُ العدوان لتسويقِها؛ مِن أجلِ إبقاء المحافظة تحت سيطرة القوات الأجنبية والمرتزِقة والتنظيمات التكفيرية.
ويأتي هذا الردُّ من قبل المشايخ والوُجهاء في الوقت الذي يكثّـفُ فيه العدوّ اعتداءاتِه على المحافظة، حَيثُ صعّد طيران العدوان الغارات الجوية على مناطق مأرب خلال هذه الفترة بشكل ملحوظ، وشن، أمس الأول، 40 غارة، فيما استهدف المرتزِقة، أمس، منزلَ أحد المواطنين في مديرية حريب، ما أَدَّى إلى استشهاد امرأة وإصابة زوجها وطفليها.
ويعبّر إعلانُ مشايخ وقبائل مأرب الترحيبَ بمبادرة قائد الثورة، عن نجاحها في الوصول إلى أصحاب الأرض وملامسة مطالبهم الجماعية ومواقفهم الحقيقية، متجاوزةً كُـلَّ الحواجز الدعائية والتحريضية التي حاول تحالف العدوان وضعها بشكل مكثّـف لمنع حدوث مثل هذا التواصل، وهو ما يسلّط الضوءَ على عجز قوى العدوان ومرتزِقتها عن إقامة أية روابط حقيقية مع أبناء المحافظة، وبعبارة أُخرى: يؤكّـد الرفض الشعبي لتواجد قوات الاحتلال ومرتزِقتها، وهشاشة هذا التواجد، وهو ما حاولت دول العدوان وحلفاؤها التغطيةَ عليه من خلال الضجيج الدولي والأممي الذي يسعى لتصوير جنود الاحتلال وعناصر التنظيمات التكفيرية كمدنيين و”نازحين”.
وإشارةُ مشايخ مأرب إلى عواقب ما سيترتب على رفض المبادرة من قبل طرف العدوّ، تحمل رسالةَ إنذار واضحة بشأن خيار “حسم” المعركة، وتتضحُ هذه الرسالة بالنظر إلى الدورِ الكبيرِ الذي لعبه أبناءُ المحافظة في الوقوف إلى جانب أبطال الجيش واللجان في تأمين معظم مديريات المحافظة طيلة الفترة الماضية، الأمر الذي يضع مَن تبقى من المرتزِقة الواقفين في صف العدوّ أمام فرصةٍ أخيرة لتدارُكِ موقفهم قبل فوات الأوان؛ لأَنَّ خسارةَ الرهان على دول تحالف العدوان باتت واضحةً اليومَ أكثرَ من أي وقت مضى.