7 سنوات كفيلة بفضح العدوان
أمين عبدالله الشريف
تعاني المحافظاتُ المحتلّةُ من انهيار اقتصادي رهيبٍ وغلاءٍ في أسعار المواد الغذائية الأَسَاسية بشكلٍ رهيبٍ، فضلاً عن ارتفاع سعرِ صرفِ العملات الأجنبية أمام الريالِ اليمني، ويعودُ ذلك كُلُّه إلى عددٍ من الأسباب، أهمها قيامُ حكومة المرتزِقة بطباعة مليارات الريالات من العُملةِ دون غطاء نقدي من العُملات الصعبة، هذه الأوضاعُ تطرحُ التساؤُلَ التالي: ما الذي يراهنُ عليه العدوانُ ومرتزِقتُه بعد أن فشلوا في إدارةِ المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم؟
سبع سنوات من عدوان أتى تحت يافطة إعادة الشرعية، سوَّق خلالها العديدَ من الدعايات لكسب الرأي العام الداخلي، ومن أهم دعاياته أنه أتى لإنقاذِ الشعب من (الانقلاب) الذي دمّـر اليمنَ وأعاده عشراتِ السنين إلى الوراء وغير ذلك من الدعايات، لكن الأيّام أثبتت أن مَن هو تحتَ حكمِ الاحتلالِ هو الذي يحتاجُ إلى إنقاذ، وهو ما يتضحُ في المظاهرات في تعزَ وعدنَ وغيرهما من المناطق التي تندّد بالتحالف وحكومة مرتزِقته، كما أثبتت الأيّامُ أن المواطنَ الواقعَ تحتَ الاحتلال يعيشُ في جحيمٍ من الفقرِ والغلاءِ والانفلاتِ الأمني والتقطعاتِ والسلبِ والنهبِ والاحتجازِ التعسفي وَ… إلخ، وهو ما يتطلبُ إنقاذَ هذا المواطنِ المغلوب على أمره بأية طريقة.
سَبْعَ عشرةَ دولةً تقودُها أغنى دولةٍ في المنطقة السعوديّة، ومع ذلك لم تستطع أن توقفَ انهيار العُملة، ولم تستطع أن توفر الأمن، ولم تستطع أن توقفَ ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ولم تستطع أن توفرَ مرتبات حتى لمن يعملُ معهم، فما بقي للسعوديّة وللتحالف ولحكومة المرتزِقة أن تقولَه، أو تقدمَه؟.
كان الأجدرَ بالسعوديّة وحكومة المرتزِقة أن تقومَ بانتشال المواطن الذي يقعُ تحت سيطرتها من الفقر والغلاء وارتفاع الأسعار بدلاً عن الادِّعاء بأنهم أتوا مِن أجلِ إنقاذ الشعب، كان الأجدر بهم أن يوفروا الأمنَ للمواطن بدلاً عن الادِّعاء بأنهم أتوا لتأمين الشعب من الانقلاب، كما يزعمون، كان الأجدر بهم أن يصرفوا مرتباتِ الموظفين تحت سيطرتهم بدلاً عن الادِّعاء بأنهم أتوا لتأمين الشعب.
7 سنوات أثبتت أن التحالفَ أتى لقتلِ الشعب كُـلّ الشعب، 7 سنوات أثبتت أن المحتلَّ أتى لاحتلال البلد كُـلّ البلد ونهب ثرواته، 7 سنوات أثبتت أن المحتلَّ أتى لتجويع الشعب كُـلّ الشعب من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، 7 سنوات أثبتت أن العدوانَ لا يميز بين من هو تحت سيطرته ومن هو تحت سيطرة الجيش واللجان وأن خططه في التجويع والحصار تشمل الجميع، 7 سنوات أثبتت أن السعوديّة والإمارات لا تريدان الخيرَ لليمن مهما ساقتا من مبرّرات وادِّعاءات، 7 سنوات كفيلةٌ بفضح هذا العدوان ومن يقف وراءه من أمريكا وبريطانيا وحتى إسرائيل، فمَا الذي بَقِيَ للعدوان من مبرّرات؟!، وإن لم يكن ذلك صحيحاً فما هو التفسيرُ المنطقي لما يحدُثُ في المحافظات المحتلة؟
لم يبقَ للمواطن تحتَ سيطرة الاحتلال إلَّا التظاهُرُ المُستمرُّ ضد العدوان ومرتزِقته، وانتظار وصول الأبطال من قوات الجيش واللجان الشعبيّة لتحريره من الاحتلال وأدواته، وحينها يمكنُ أن ينعَمَ المواطنَ بالأمن والاستقرار والحرية والعيش بكرامة.