عدن اليوم تتجه نحو مرحلة الثورة والتحرّر من الغزاة والمحتلّين وأدواتهم العميلة
الاقتتال في عدن المحتلّة ناجم عن تمكين مليشيا الإصلاح والانتقالي من مؤسّسات الدولة وسعيهما إلى تنفيذ أجندة الاحتلال بشقيه السعوديّ والإماراتي
الاحتلال الأجنبي لا يهمه عدن ولا اليمن كلها وقمع الاحتجاجات السلمية في عدن جرائم حرب لن تسقط بالتقادم
كريتر أشعلت ثورةً شعبيّةً في وجه الغزاة والمحتلّين، وأحرار المحافظات الجنوبية سيواصلون انتفاضتهم المشروعة
تأجيج الصراع داخل مدينة عدن المحتلّة يهدفُ إلى إجهاض الثورة الشعبيّة الغاضبة
عودةُ باعوم إلى عدن ستوظَّف لخدمة أهداف الاحتلال الرامية لاحتواء الغضَب الشعبي في المحافظات المحتلّة وخَاصَّةً في حضرموت والمهرة وعدن
حالات القمع والقتل والإرهاب للمحتجين في عدن أثبتت وبما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الجماعات عاجزة عن التعايش والقبول بالآخر
جريمة مقتل السنباني ظاهرة دخيلة على المجتمع اليمني وقوى العدوان تسعى من خلالها لاستهداف الهُــوِيَّة الديموغرافية لليمن
محافظ عدن طارق سلّام في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”:
المسيرة – حاوره منصور البكالي
دعا محافظُ عدن، طارق مصطفى سلَّام، أحرارَ المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي السعوديّ إلى مواصَلةِ الخروج في المظاهرات الشعبيّة المناهِضة لسياسة التجويع التي انتهجها العدوانُ وأدواته.
وقال سلام في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن طريقَ الاستقلال لن يكون مفروشاً بالورود ولن يصل أبناء عدن وبقية المحافظات المحتلّة إلى ما يسعون إليه ما لم تكن هناك جهود كبيرة وتضحيات عظيمة تتصدى لهذه المخاطر والتحديات وتواجهها بكل بسالة.
وأكّـد سلام أن الاحتلال الأجنبي لا يهمه عدن ولا اليمن كلها وقمع الاحتجاجات السلمية في عدن جرائم حرب لن تسقط بالتقادم، وأن تأجيج الصراع داخل مدينة عدن المحتلّة يهدف إلى إجهاض الثورة الشعبيّة الغاضبة.
إلى نص الحوار:
– بداية أُستاذ طارق.. ما الذي جرى في عدن خلال الأيّام الماضية ولا سيما في كريتر؟
ما حدث في كريتر وفي عدن الحبيبة وغيرها من المحافظات المحتلّة، هو نتيجة طبيعية لوجود الاحتلال الأجنبي الذي لا يهمه عدن ولا اليمن كلها، وبالتالي فَـإنَّ ذلك الوضع أكبر دليل على أهميّة تحرير كُـلّ شبر من هذه البلاد الطاهرة، وحالة الاقتتال والإرهاب التي تشهدها محافظة عدن المحتلّة ناجمة عن تمكين الجماعات الإرهابية المسلحة ممثلة بمليشيا “الإصلاح” والانتقالي من مؤسّسات الدولة وسعي الطرفين إلى تنفيذ أجندة المحتلّ بشقيه السعوديّ والإماراتي، فيما يعتبر الحظر المعلن من قبل أدوات الاحتلال الإماراتي في عدن إعلان حرب على الإرادَة الشعبيّة الرافضة للاحتلال وسياساته الانتهازية والإجرامية.
ومديرية “كريتر” التي سطَّرت أروع المشاهد البطولية والصادحة بالحق في وجه الغزاة ومرتزِقتهم، تعد مصدراً أَسَاسيًّا للغضب الشعبي ضد تحالف العدوان وحكومة الارتزاق والانتقالي، وتعبر عن نبض كُـلّ الأحرار في مديريات عدن ومختلف المحافظات المحتلّة، كما أن كريتر أشعلت ثورة شعبيّة في وجوه الغزاة والمحتلّين وأدواتهم المرتهنة، وهي لن تبالي بدفع ثمن الحرية أمام وسائل القمع وَالترهيب والتنكيل التي تستخدمها مليشيات الاحتلال ضد المحتجين السلميين، وهذه الوحشية لن تثني أحرار المحافظات الجنوبية بشكل عام عن مواصلة انتفاضتهم المشروعة وفق كُـلّ القوانين والمواثيق المحلية والدولية، وما يحدث من قمع للثوار السلميين في عدن هي جرائم حرب لن تسقط بالتقادم.
– من يقف وراء كُـلّ هذه الفوضى والدمار.. وما الذي يريده تحالف العدوان من تأجيج الصراع داخل المدينة؟
بلا شك إنَّ المحتلّ الإماراتي والسعوديّ هم الذين يقفون وراء هذه الفوضى والدمار ومعهم أدواتهم العميلة بشقيها مليشيات المجلس الانتقالي التابعة للإماراتي، ومليشيا “القاعدة وداعش” التابعتَين لحزب الإصلاح التابع للسعوديّ.
أما ما يريده العدوّ من تأجيج الصراع داخل مدينة عدن ومواجهات “كريتر” هو إجهاض الثورة الشعبيّة الغاضبة، وفرض سيطرة عسكرية على كُـلّ مديريات عدن وخَاصَّة كريتر، والاستمرار في تنفيذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية وخدمة مصالحها وأطماعها وتمكينها من الحصول على غايتها في التوسع في المنطقة وبسط السيطرة على أهم المنافذ والموانئ وجعل عدن لقمة سائغة في متناول الأعداء.
– في حال استمر هذا الصراع وتوسعت المعارك.. إلى أين تتجه مدينة عدن؟
تصاعد الغضب الثوري في عدن والمحافظات المحتلّة، من يوم إلى آخر، ينذر بعاصفةٍ هوجاءَ قد تقتلع أمامها كُـلّ شيء، لا سِـيَّـما إذَا ما استمر الوضع كما هو عليه، أَو انحدر إلى الأسوأ، أَو لم تستجبْ حكومة المرتزِقة لمطالب المحتجين الثائرين.
وعدن تعكس اليوم مدى الوعي والقناعات الراسخة التي وصل إليها أحرار شعبنا اليمني في المناطق والمحافظات المحتلّة، مفادها لا عيش بدون كرامة ولا كرامة بدون حرية ولا حرية في ظل وجود الغزاة والمحتلّين وأدواتهم، وَيمكن القول: إن عدن اليوم تتجه نحو مرحلة الثورة والتحرّر من الغزاة والمحتلّين وأدواتهم العميلة.
– قبل المواجهات المسلحة كان هناك عودة مفاجئة لرئيس حكومة الفارّ هادي إلى عدن.. هل تعتقدون أنها ستقدم شيئاً للمواطنين؟
هذه الحكومة لا تمتلكُ من أمرها شيئاً، وبالتالي لا تمتلك قرارها المستقل، ولا تستطيع أن تقدم ما يلبي مطالب المواطنين في عدن، أَو في المحافظات اليمنية المحتلّة، في توفير الخدمات الأَسَاسية من كهرباء وماء وخدمات صحية وبيئية، فما بالكم بضبط ارتفاع الأسعار وسعر صرف العُملة المحلية مقابل العملات الصعبة وتوفير فرص العمل للبطالة من الشباب، واستعادة الأمن والاستقرار في المجتمع، ومن المؤكّـد أن وصول الحكومة المعيَّنة من قبل الاحتلال إلى عدن مع بعض من وزرائها هو محاولة بائسة لامتصاص غضب الشارع، ولن تصنع شيئاً وستبوء بالفشل في ظل الصراع المحتدم بينها وبين مليشيا الانتقالي المدعوم إماراتيًّا، فتلك “الشرعية” المزعومة والانتقالي أرادوها في عدن لإشعال حرب وأزمة خدمات وإفشال كُـلٍّ منهما الآخر، والمواطن هو من يتحمل وزرَ هذه الحرب ويدفع ثمنَها من صحته ولقمة عيشه واستقراره.
مع العلم بأن مهمةَ المرتزِق معين عبدالملك فشلت في عدن وقد غادرها مساءَ السبت الماضي، عبر مروحية لقوات الاحتلال السعودي متوجِّـهاً لشبوة.
– بالتزامن مع كُـلّ هذه الأحداث كان لافتاً إعلان حسن باعوم عودتَه إلى عدن في 14 أُكتوبر القادم.. كيف تنظرون إلى هذا الإعلان؟
للأسف يأتي الإعلان عن عودة حسن باعوم في هذا التوقيت تحديداً الذي يتم فيه خلط الأوراق في عدن خَاصَّة والجنوب اليمني المحتلّ عامة من قبل أدوات الاحتلال في الرياض وأبوظبي؛ لوأد انتفاضة عدن، مع استباق هذه العودة بتصريحات تستهدف قيادات المجلس الانتقالي لتعطي مقدمات غير مبشرة لهذه العودة التي لا شك أنها ستوظف لخدمة أهداف الاحتلال الرامية لاحتواء الغصب الشعبي في المحافظات المحتلّة، خَاصَّة في حضرموت والمهرة وعدن، ونأمل أن يخيب الظن، وأن يحتفظ المناضل حسن باعوم برصيده النضالي الكبير ولا يستسلم لضغوط الرياض وأبو ظبي.
– بذكركم أُستاذ طارق للاحتجاجات في مدينة عدن وبقية المحافظات المحتلّة.. كيف تتابعون هذه الاحتجاجات وما الدعم الذي تقدمونه في هذا الجانب؟
الاحتجاجاتُ الشعبيّة في عدن وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية ضد حكومة الفارّ هادي ومليشيات المرتزِقة ودول العدوان وأدواتها، تطوراتٌ إيجابيةٌ تَصُبُّ في مصلحة الشعب اليمني، وتعكس مدى استياء المجتمع من هذه الكيانات المصطنعة من أسوأ الأدوات التي أوجدها الغزاةُ والمحتلّون لقهر الشعب اليمني، وهي تعبر عن تحولات مهمة في الشارع اليمني الجنوبي، ومن تلك التطوراتِ عدمُ ثقة الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية في حكومة المرتزِقة القابعة في فنادق الرياض، أَو بمليشيات المجلس الانتقالي التابع للاحتلال الإماراتي، وثبوت فشل مخطّطاتهم ومشاريعهم المختلفة، بالإضافة إلى سخطِ الناس من عدم وجود الخدمات وتدهور البُنَى التحتية الأَسَاسية، وتردي وضع المواطن الاقتصادي والاجتماعي والأمني والمعيشي، وخروجهم المشرّف ضد المرتزِقة والاحتلال، خَاصَّةً مع استمرار حكومة الفنادق في طبع المزيد من العُملة المزوَّرة وضرب الريال اليمني أمام الدولار وما ترتب عليه من غلاء وارتفاع في أسعار السلع الأَسَاسية وانعدام للخدمات، كما أن الاحتجاجاتِ الشعبيّة في عدن وبقية المحافظات تعبّر عن استعداد الجماهير لقبول سلطة “أنصار الله” في هذه المناطق بلا تحفظات وزوال تأثير التعبئة الخاطئة ضد أنصار الله والمناطق الشمالية بشكل عام، وهذا يعتبر تطوراً مهماً ويؤسِّسُ لمرحلة جديدة من بناء الدولة اليمنية الحديثة، إضافة إلى أن هذه الاحتجاجات تعبّر عن استنفاد العدوان لجميعِ مبرّراته ووعوده الوردية التي كان يغازلُ بها الشارع في المحافظات الجنوبية والشرقية، وانكشاف أمرهم للجمهور الجنوبي الذي خرج ثائراً ومطالباً برحيل تحالف العدوان وحكومة المرتزِقة.
وتعبر هذه الاحتجاجات عن صوتِ كُـلِّ وطني حر يرفض المشاريع التي حاولوا تمريرها ليس فقط في المحافظات الجنوبية والشرقية ولكن قبلها في عموم اليمن، الذي تحرّر من أدوات الهدم والدمار والاستعمار والهيمنة في ثورة 21 لعام 2014، بثورة شعبيّة عارمة، أرعبت قوى الطغيان والجبروت والاستكبار العالمي.
أما عن الدعم الذي نقدمه فهناك جهود تبذلها السلطة المحلية إزاء تلك التطورات المؤلمة في المشهد اليومي لعدن وأبنائها وتواصلها المُستمرّ مع الشخصيات والفعاليات الاجتماعية حول مختلف القضايا التي تعيشُها المحافظة ومختلف مديرياتها، والعمل وفق المتاح والممكن.
– هناك ترهيبٌ واعتقالاتٌ وقمعٌ للمحتجين.. ما خطورةُ ذلك على هذه الاحتجاجات وهل ستتوقف برأيكم؟
أولاً: طريقُ الاستقلال عبر التاريخ لم يكُنْ مفروشاً بالورود ولن يصل أبناء عدن وبقية المحافظات المحتلّة إلى ما يسعَون إليه، ما لم تكن هناك جهودٌ كبيرة وتضحيات عظيمة تتصدى لهذه المخاطر والتحديات وتواجهها بكل بسالة.
ثانياً: قمعُ الثوار السلميين بقوة السلاح من قبل مليشيات الانتقالي التابعة للاحتلال الإماراتي، يعتبر إعلانَ حرب على الإرادَة الشعبيّة الرافضة للاحتلال وسياساته الانتهازية والإجرامية، واستخدام القوة واللجوء لسياسة القمع والترهيب والاعتقالات والتنكيل من قبل مليشيات المحتلّ لن تثنيَ أحرارَ المحافظات الجنوبية عن مواصلة انتفاضتهم المشروعة ضد الغزاة والمحتلّين، بل نؤكّـد أن انتفاضة الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية حق مشروع وفق القوانين المحلية والدولية والشرائع السماوية، وأن الاعتداء عليها بالرصاص الحي يندرج في إطار الجرائم الجسيمة التي لا تسقط بالتقادم.
– كيف يمكن حماية المتظاهرين من قمع المليشيا التابعة للإمارات؟
ندعو المجتمعَ الدولي ومؤسّساته ذات العلاقة إلى التدخل لإنقاذ حياة المواطنين، ومساعدتهم في توفير احتياجاتهم، وحمايتهم من المليشيات المسلحة، في ظل ما تشهده عدن من قتل وقمع واعتقالات للثوار، ونحذر مرتزِقة العدوان من الاستمرار في قمع الثوار ومن تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية، جراء محاولات قوى الاحتلال الالتفاف على مطالب الثوار والانقضاض على ثورتهم.
كما نؤكّـد على أن ما تقوم به قوى الاحتلال وأدواتها في عدن والمحافظات المحتلّة لا يمُتُّ للأخلاق والمبادئ الإنسانية بصلة، وتتحمل مليشيات المجلس الانتقالي التابعة للإمارات كاملَ المسؤولية عن كافة الانتهاكات التي يتعرض لها المحتجون في مدينة عدن.
ونعتبر أن حالات القمع والقتل والإرهاب للمحتجين في مدينة عدن أثبتت وبما لا يدع مجالاً للشك أن تلك الجماعات عاجزةٌ عن التعايش والقبول بالآخر، وهي عاجزة عن إدارةٍ منطقة بعينها وبسط سيطرتها عليها بشكل كامل، بما يضمن استمرار معيشة المواطنين وتحقيق الاستقرار في المجتمع، بل إن تلك الجماعات المتطرفة ومن يقفون وراءهم برهنوا للجميع مصداقيةَ التوجّـه الذي سعت وتسيرُ عليه قيادةُ المسيرة القرآنية والمجلس السياسي الأعلى في استعادة الأراضي المحتلّة وتحريرها من الاحتلال الوضيع، وإعادة الاستقرار لأبناء المحافظات المحتلّة ليلحقوا بركب المسيرة ورجالها الأبطال.
– تعددت جرائمُ العدوان الأمريكي والمرتزِقة بحق أبناء الشعب اليمني وآخرها جريمة اختطاف وتعذيب المواطن عبد الملك السنباني.. ما الهدفُ من كُـلّ هذا الإجرام؟
أكّـدنا في حينه أن ما تعرض له المواطنُ السنباني العائدُ من أمريكا إلى اليمن جريمةٌ نكراءُ لا يجبُ السكوتُ عليها، ويجب محاسبةُ قوى العدوان وأدواته على ما اقترفوه بحق الإنسان اليمني؛ باعتبَارها ليست الأولى ولن ينتهيَ إجرامُهم بهذه الجريمة البشعة التي لا تمُتُّ للأخلاق والمبادئ الإنسانية بصلة، ويهدف العدوان من خلالها إلى تعزيز حالة التشظّي والانقسام التي أسّس نواتها منذ العام الأول للعدوان وسعى إلى نشرها في كُـلّ أراضي الوطن.
وينظر أبناء عدن وغيرهم من المحافظات والمناطق المحتلّة إلى هذه الجريمة بأنها ظاهرةٌ دخيلة على المجتمع اليمني تهدف قوى العدوان من خلالها لاستهداف الهُــوِيَّة الديموغرافية لليمن.
وأشرنا إلى ضرورةِ تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، ورفع الحصار عن اليمن، ليتمكّن المواطنون من العودة إلى أهاليهم بسلام وأمن، وتفويت الفرصة على المتربصين بالأبرياء من العصابات الإجرامية وقُطاع الطرق.
– كيف ينظر المواطنُ اليمني في المحافظات المحتلّة إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية في ظل سيطرة الاحتلال وأدواته؟
المواطنُ البسيطُ في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة أصبح ينظُرُ إلى الواقع المعاش في ظل الاحتلال ويقارِنُهُ بالواقع المعاش في صنعاء والمحافظات الأُخرى رغم التحديات والصعوبات والعراقيل التي تواجه سلطة المجلس السياسي في المناطق الحرة، الأمر الذي يجعل المواطن في المحافظات الجنوبية يرى فروقاتٍ كبيرة تميلُ لصالح الواقع في مناطق سيطرة المجلس السياسي في مختلف الجوانب، وعلى مختلف الأصعدة.
والواقع المعاش في صنعاء هو الواقعُ الملموس وَالذي يحلُمُ به كُـلّ مواطن في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة في المرحلة الراهنة والذي يتمثل بالعيش الكريم تحت مظلة الدولة والشعور بالأمن والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة وتوفر على الأقل الخدمات الأَسَاسية بالحد الأدنى، وكل هذا رغم استمرار العدوان والحصار البري والبحري والجوي، إن المواطن الجنوبي أصبح يحس بالفرق بين السلطتين، سلطة الاحتلال التي بيدها كُـلُّ شيء ولا تقدم أي شيء وسلطة الدولة التي لا تملك إلا الشيء اليسير وتقدم ما تجود به بكفاءة عالية.
– كلمة أخيرة؟
أدعو كُـلَّ أحرار المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة إلى مواصلةِ الخروج في المظاهرات الشعبيّة المناهضة لسياسة التجويع التي ينتهجها العدوان وأدواته، في محاولة منهم لتركيع أبنائها، والانتباه إلى محاولات أدوات العدوان لتسييس المظاهرات وإقحامها في صراعات عقيمة ستقسط تحت أقدام الأحرار في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة.
وخلاصة القول إن طريقَ الاستقلال لن يكون مفروشاً بالورود، ولن يصلَ أبناءُ عدن وبقية المحافظات المحتلّة إلى ما يسعَون إليه ما لم تكن هناك جهودٌ كبيرةٌ وتضحيات عظيمة تتصدى لهذه المخاطر والتحديات وتواجهها بكل بسالة.