ممتلكات الشعب ومقدراته.. بين سندان الإرث المؤسّسي المتهالك ومطرقة العدوان وأدواته
“المسيرة” تستقصي خفايا تعرض أصول الشركة اليمنية للغاز للإتلاف والتدمير والضياع:
الحكومات السابقة لم تنشئ مخازن وبنية تحتية تخزينية تحفظ أصول الشركة وتركتها عرضة للتلف
العدوان وأدواته تسببوا في إهلاك أكثر من 800 ألف أسطوانة وأوقفوا مخصصات الصيانة والتدوير
المسيرة: خاص
يوماً تلو آخر، تظهرُ تداعياتُ الموروث الإداري المختل الذي خلّفه النظامُ البائد والحكومات السابقة المتعاقبة التي لم تأبه يوماً بمصلحة الشعب، حَيثُ دخلت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال مفترقاً خطيراً إثر تعرض أجزاء كبيرة من أصولها في العاصمة صنعاء للتلف والانتهاء لعدم وجود بُنية تحتية تخزينية، في حين تأتي هذه المخاطر بعد أن دمّـر طيران العدوان الكثير من أصولها في المحافظات اليمنية، ليقوم مرتزِقة العدوان في مأرب بتدمير ما تبقى عبر إدخَال الشركة في دهاليز الحرب والحصار.
لا مخازن تحمي أصول الشركة:
المهندس عبد العزيز شائف -مدير إدارة الصيانة بالشركة اليمنية للغاز- أكّـد أن “أصول الشركة اليمنية للغاز تفتقر لبُنية تخزين استراتيجية منذ استلام هذه الأصول من شركة النفط اليمنية”، وهو ما يكشف حجم الفساد والاستهتار بمقدرات الشعب وممتلكاته العامة من قبل الحكومات السابقة التي لم تملك يوماً استراتيجية حقيقة للحفاظ على الشعب ومصالحه.
ونوّه شائف في حديثه لـ”المسيرة” إلى أن “الكثير من مواقع تخزين هذه الأصول مكشوفة ومعرَّضةٌ للخطر والإهلاك وهذه تركة موروثة منذ سنوات”.
وفي ختام تصريحه، أكّـد مدير إدارة الصيانة بشركة الغاز اليمنية “نسعى في الوقت الراهن لتلافي قصور المرحلة الماضية تنفيذاً لتوصيات الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في المواقع المملوكة للشركة كما هو الحال في محافظة ذمار”.
800 ألف أسطوانة دمّـرها العدوان وأدواته:
من جهته، قال المتحدث باسم الشركة اليمنية للغاز، علي معصار: “للأسف الشديد الشركة تفتقر لبنية تحتية لإدارة الأصول وحفظها، ولأسطول ناقل ولمنشآت التخزين والتعبئة، وهذه أخطاء ورّثتها الحكومات السابقة”.
وَأَضَـافَ معصار في حديثه للمسيرة “الدائرة صافر بمأرب تتحمل في هذه المرحلة مسؤولية تعريض أصول الشركة للإهلاك في صنعاء والتي تصل إلى ثلاثمِئة وَواحد وستين ألف أسطوانة غاز”.
وأوضح ناطق الشركة اليمنية للغاز أن “ثلاثَ مِئةٍ وسبعةً وأربعين ألفاً من أصول الشركة في محافظات عدن وحضرموت وشبوة تعرضت للنهب الممنهج خلال سنوات العدوان على بلادنا”.
وأكّـد علي معصار أن مليشيات العدوان بتعز تسببت بإتلاف ثلاثة وستين ألف أُسطوانة غاز مملوكة لشركة النفط اليمنية كانت تحت إدارة الشركة اليمنية للغاز.
ولفت إلى أن “منشأةَ شركة الغاز بصعدةَ أخرجت تماماً عن الخدمة بعد تدميرها كليًّا بغارات العدوان بما تحوزه من أصول مختلفة”.
وقفُ التموين من صافر عطل عملية التدوير:
بدوره، أكّـد أمين عهدة أصول الشركة اليمنية للغاز بموقع الحتارش، عبد الرحمن الهمداني، أن “إيقاف الدائرة صافر التموين الخاص بمواقع الشركة وأصولها من أسطوانات الغاز عطل عملية تدويرها”.
وقال الهمداني في تصريحاته للمسيرة: “اضطررنا لسحب هذه الأصول من معارض الشركة التي كانت تغطي أمانة العاصمة قبيل إيقاف عملية التموين من مأرب وتوظيف هذه المادة الحيوية في الحرب على اليمن”.
وأشَارَ الهمداني إلى أن عملية التدوير والمبادلة لأُسطوانات الغاز من خلال معارض الشركة كانت إحدى الوسائل التي تخفف تعرضها للإهلاك؛ نظراً لافتقار الشركة لبنية تحتية لإدارة هذه الأصول.