حزبُ الله وحربُ المسيّرات الصهيونية
منير الشامي
في انتصار جديد للمقاومة اللبنانية بوجه خاص ولمحور المقاومة بوجه عام على العدوّ الصهيوني وفي عملية احترافية دقيقة نجح أبطال وعباقرة التكنولوجيا الرقمية بـ”حزب الله” في السيطرة على طائرة مسيرة للعدو الصهيوني بعد أن انتهكت المجالَ الجوي اللبناني بدقائق، حَيثُ تمكّن فريق فني متخصص بالطائرات المسيرة من اختراق نظام التحكم والسيطرة الصهيوني للطائرة وإخراج الطائرة عن دائرة نطاقه إلى دائرة نظام تحكم وسيطرة خاص بالفريق، وتمكّنوا بواسطته من إدارة عمليات الطائرة الصهيونية والهبوط بها على بُعد كيلومترات قليلة من الحدود مع العدوّ الصهيوني
وأمام خطورة هذا التطور الاستراتيجي في مسار مواجهة العدوّ الصهيوني لم يكن بوسع هذا العدوّ الأرعن إلا تلقي ضربتها القاسية والعنيفة من أبطال حزب الله والإعلان الرسمي عنها، والاعتراف بقدرات حزب الله المواكبة لتكنولوجيا المسيّرات الحربية وبدخوله معركة حرب المسيرات، حَــدَّ وصف قيادة العدوّ الصهيوني في تصريحاتها عن العملية.
العدوّ الصهيوني يدرك جيِّدًا ماذا يعني نجاح أبطال حزب الله في هذا الإنجاز النوعي، ويعي جيِّدًا دلالات التحكم بالمسيرات بهذا الشكل وأبعاده الخطيرة عليه في مسار المواجهة لطغيانه المستقبلية، فالتفوق في التحكم بالمسيرات وإخراجها عن غرف التحكم والسيطرة عليها أصعب ألف مرة من عملية التصنيع لها، ويعلم جيِّدًا أن عملية اليوم انتصار استراتيجي جديد ومتقدم لحزب الله ولمحور المقاومة يضاف إلى رصيد الانتصارات المتوالية عليه وعلى النظام الأمريكي وجميع الأنظمة الداعمة لوجوده، وهو في ذات الوقت هزيمة تاريخية لتكنلوجيا مسيراته، وانكسار مخز له، إضافة إلى ذلك فلهذه العملية دلالات كثرة جِـدًّا ولها أبعاد خطيرة أَيْـضاً خُصُوصاً على مستقبل المواجهة للعدو الصهيوني، ولعل من أهم دلالاتها أنها تعكس التطور السريع في تنامي قدرات حزب الله ومواكبتها للتطور التكنلوجي في مسار مواجهات الحرب الرقمية، الأمر الذي يعني أن من أهم نتائج هذه العملية هو تقليص قدرات العدوّ الصهيوني الحربية وَالاستخباراتية والرصد إلى أدنى حَــدّ، وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على رفع قيود التوسع لحزب الله في بناء قدراته وتطويرها بحرية أكبر في وبشكل اوسع في قادم الأيّام، وكذلك فهي تؤكّـد أن حزب الله اليوم بات قادرا على تصنيع المسيرات بمختلف أنواعها وَاغراضها واحجامها وهو ما يضاعف من قوته وقدراته هو ومحور المقاومة في المستقبل على حَــدٍّ سواء، إضافة إلى ذلك فَـإنَّ من أهم أبعاد هذه العملية إمْكَانية تزويد كُـلّ دول المحور بهذه التقنية الحربية المتطورة وامتلاك أطراف المقاومة لهذه التقنية له أبعاد كبيرة تهدّد مستقبل التواجد الأجنبي بالمنطقة خُصُوصاً وهذا ربما يكون الهدف الأول لمحور المقاومة ولكل دوله خُصُوصاً والنظام الصهيو أمريكي يعتمد في تواجده اللامشروع بالمنطقة وفي تنفيذ ربما 70 % من عملياته المختلفة فيها على تقنية الطيران المسير وبشكل حصري.
إنجاز نوعي عظيم لتعزيز قدرات المحور في مستقبل مواجهته وصراعه مع العدوّ الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي واذيالهم من أنظمة العمالة والارتهان العربية، ودعاة التطبيع والتضييع لقضية الأُمَّــة المصيرية الأولى قضية فلسطين والأقصى والقدس.