قبائلُ مأرب والانحيازُ للموقف الصحيح
محمد أمين عزالدين الحميري*
في مأرب يستمرُّ أهلُ المحافظة الأصليون من رجال القبائل في الانحياز إلى الموقف السليم والخيار الصحيح في تجنيب محافظتهم ويلات الحرب، بالوقوف في صف الجيش واللجان، وصف الدولة، والتخلي عن تحالف الشر، ومن لم يلحق بهذا الركب سيلحق قريباً، وهناك العديد من المعطيات والحقائق ستدفعُهم لهذا.
ولن يعاندَ ويستمرَّ في المواجهة والتشبث بقوى العدوان إلا حزبُ الإصلاح، بعضُهم من أبناء مأرب، وبعضُهم ممن هاجر إليها، والسببُ هو أن القرارَ ليس بأيديهم، وإنما بيد تحالف العدوان، وهذا ما تؤكّـدُه قيادتُهم على الدوام، مع التأكيد أن التمسُّكَ بهذا الخيار سيكونُ كارثيًّا عليهم، وأقلُّ الكوارث هو هروبُهم من مأرب.
وحسنًا!! فليغادروها، فمأربُ مكانُها الطبيعي هو أن تكونَ حرةً وأهلُها أعزاء كرام، ولا مكانَ فيها للسعوديّ والإماراتي ومجاميعِ التطرف والعنف والإرهاب!.
نباركُ كُـلَّ المواقف والتحَرُّكات القبَلية التي تجري حَـاليًّا للجنوح للصواب وما فيه الخيرُ لمأربَ وعمومِ اليمن، وخيارُ التصالح اليمني اليمني والتخلي عن الخارج هو الخيارُ الذي يقتضيه المنطِقُ والعقلُ وأحداثُ الواقع ومستجداتُه.
* * *
المعيارُ الحقيقي للمعرفة وأن الشخصَ على قدرٍ جيدٍ من الوعي الديني والثقافي وغيره، هو في مدى انعكاس ذلك على حياتِه السلوكية، ومواقفِه العملية في معرفةِ الحق من الباطل والخير من الشر، ونُصرة الحق والخير، أينما كان أَو كان أهله، ولا حسابَ عنده لأية مؤثرات مذهبية، أَو انتماءات سياسية أَو غيرها.
وَكُلُّ معرفةٍ يدّعيها صاحبُها أَو علم يرى أنه قد تشبَّعَ فيه وغاص في بحارِه المتلاطمة.. لا يتحقّقُ من ورائه ما سبق فهو الجهلُ بذاته، فالوعيُ الرشيدُ والعِلمُ النافعُ لم تكن الشهاداتُ العليا دليلاً عليه، والألقابُ والصفاتُ العظيمةُ المقترِنةُ ببعض الأسماء ليست المقياسَ الأولَ للدلالة على أن فلانًا عالمًا بالفعل أَو على العكس، كما أن حصولَ الثمرة في واقع الحياة.. الطريقُ المختصرُ إليها هو الأفعالُ المتعديةُ أثرَها في جلب المنافعِ ودفعِ المفاسد، وسلوك ما يعزز من وعي الأُمَّــة وخدمتِها والانتصارِ لها في كُـلِّ مجالات الحياة، حتى تحقيق النهضة والاستقرار.
* كاتب سلفي