مبادرةُ القائد وترحيب قبائل مأرب
سند الصيادي
تعودُ مبادَرةُ قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن مأرب إلى واجِهةِ المشهد، من خلال إعلانِ نخبةٍ من مشايخِ وعقلاءِ مأربَ الترحيبَ والقبولَ بها، وبقدر ما يمثل هذا الموقفُ انتصاراً إيجابياً للإرادَة الوطنية في المسار السياسي والاجتماعي، فَـإنَّه يؤكّـدُ على عظمة وثباتِ المنهجية التي مضت عليها القيادةُ الثورية طوالَ سنوات العدوان، وَبها أضعفت كُـلَّ الذرائع والدوافع التي سعى المعتدي إلى توظيفها، وَتمكّنت من كسب المعركة لمصلحة الأرض والإنسان اليمني، وَعلى خلاف كُـلّ الرهانات.
لم يعد خفياً أن رياحَ المعركة عسكريًّا اليوم باتت تنحازُ إلى إنهاء الوجود الأجنبي في طول البلاد وعرضها، وَأن الأداءَ الملحمي لرجال الجيش واللجان الشعبيّة بات مَن يفرض وينظّم إيقاعَها، وفي مأرب تحديدًا، غير أن هذه الغلبةَ ما كان لها أن تتخذَ هذا الحضورَ الميدانيَّ لولا تكامُلُها مع الحكمة والحنكة والمسؤولية التي يظهرُ بها السيدُ القائد في كُـلِّ موقف، وَبها يزدادُ رصيدُه الشعبي والوطني، كرافعةٍ صُلبةٍ لنواميس الفضيلة في هذا البلد، وكملاذٍ آمنٍ لكل المشاعر الوطنية التي يحملُها ويحلمُ بها الأحرارُ والشرفاءُ، بعد سنين طويلةٍ من التجريف والعبث الذي مارسه الخارجُ وأدواته في الداخل.
لقد مثّلت مبادرةُ السيد القائد منذ لحظة إعلانها ضربةً مزلزلةً في صميم المعسكر المعادي، وإن تأخرت ارتداداتُها إلَّا أنها أحدثت حراكاً انعكس على واقعِ المعركة، ورغم التشكيك والتسييس والترهيبِ الإعلامي الذي تعرضت له هذه المبادرةُ، إلَّا أن مضامينَها الواضحةَ والمفصَّلةَ وبانتصارها لمأربَ ولأهلِها، وللوطن وثوابتِه، نجحت في عَزْلِ قوى العدوان من تحالف وأدواتٍ عن حاضنتهم من قبيلة وَشعب، وَبها توضحت المخطّطاتُ التي تحاك لمأربَ، وَالقضية التي تحاربُ لأجلها صنعاءُ الثورة في مأرب وَالوطن عُمُـومًا.
وما باتَ جليًّا من النموذجِ الحاصلِ في مأربَ، وينبغي على أبناء بقية المناطق المحتلّة قراءته بعيدًا عن تشويش العدوان وأدواته، أن لا مخاوفَ يمكن أن تبقيَهم في معسكر الارتهان للخارج عًرضةً لمحارقه وَمؤامراته، بل حرية وعزة وَكرامة، يعز علينا حقيقةُ أن يبقوا في دوامةِ العبث الخبيث للأجنبي، خارج دائرة هذا المشروع العظيم الضامن للحاضر والمستقبل.