وبذلك فليفرحوا
دينا الرميمة
عاماً بعد آخر، تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف في ظل البرود الذي اكتسح العالم الإسلامي وكمم أفواههم أمام الهجمة العدائية والشرسة على نبيهم وقدوتهم وعلى دينهم سواء بالصور المسيئة لشخصه الكريم في أكثر من صحيفة أجنبية وَالافلام المسيئة التي تصفه بأوصاف لا تليقُ بمقامه العظيم وإلصاق تهمة الإرهاب به وبدينه أَو بتقديمه من قبل الوهَّـابية كشخصية مهزوزة ضعيفة عبر كتبهم وأحاديثهم التي تعاملت مع الإسلام كدين منقوص فيه فقط الصلاة والصيام لله وبقية العبادات للطاغوت وَذلك عن طريق محاضراتهم وخطبهم وأحاديث مغلوطة تنسب إليه وسيرة معوجة خالية من المصداقية وغائبة منها سيرته الحقيقية وأخلاقه ومبادئه التي متى اتخذها المسلمون منهجاً قيماً لما وصل حالهم لمَـا هو عليه الآن وكل ذلك يهدف لفصل الأُمَّــة عن نبيها وجعله قُدوة غير مقدسة عندهم واستبدالها بقدوات تافهة من الغرب واليهود ومنحطي الأخلاق، فجعلوها أُمَّـة تجهل عن نبيها الكثير الكثير وعن الغاية التي أرسل لتحقيقها لتكون الأُمَّــة الإسلامية خير أُمَّـة أخرجت للناس يقودون العالم بكله.
فهو عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن رسول عصره إنما رسالته عالمية إلى يوم القيامة بمنهجيته التي تناسب كُـلّ زمان ومكان، وهو أعظم نعمة ومنة منّ الله بها على خلقه وشرفنا نحن العرب أن جعله منا لنحمل رسالته من بعده للعالم أجمع، فهو نعمة مهداة ورحمة للعالمين وبه يقيم الله الحجّـة على خلقه يوم القيامة.
وهو من أخرجهم من الظلمات إلى النور ورسم لهم الطريق السوي لنيل مرضاة الله والفوز بنعيمه في الآخرة والخلاص من ذل الدنيا ليكونوا أُمَّـة عزيزة لا تذل ولا تقهر ويعم فيهم الخير والصلاح ويزول عنهم الظلم والفساد والشر (عزيز عليه ما عنتم) يعز عليه أن يلحق بأمته أي ضرر، تحَرّك فيهم بالرحمة والحرص والتألم على واقع عاصروه، قاد البشرية خير قيادة وواجه الطاغوت والظالمين وجاهد ضدهم ليتحرّروا من عبادته، وأرسى دعائم العدل والمساواة بتعبيد الكل لله خالقهم ولا فضل لأحد على أحد فدينه دين العزة والكرامة لله ولرسوله وللمؤمنين.
ولذلك وأمام الواقع السيء الذي تعيشه الأُمَّــة الإسلامية وأمام ذلك الشتات في المنهجية والاتّباع فلا سبيل لها للخلاص من ذلك إلا بالعودة إلى الله وكتابه والعودة إلى رسوله.
ولعل مناسبة المولد النبوي هي من أفضل المحطات والمناسبات لاستذكار تلك النعمة الإلهية واستذكار الكلمة السواء والأسس الجامعة للأُمَّـة وهي منطلقٌ لإحيَاء الرسالة المحمدية واستحضاره كقائد وقُدوة وأسوة لتحقيق الوحدة الإسلامية الشاملة لإفشال مؤامرة الأعداء عليهم.
ولذلك فَـإنَّ الاحتفال بهذه المناسبة هو أولاً شكراً لله على نعمة الهداية وهي رسالة للأعداء بأننا أُمَّـةٌ يجمعُها محمد وتجمعنا مبادئُه ومنهجيته التي لا تزال حيةً فينا ولن يستطيعوا ثنيَنا عنها، وإن هذا الدين والرسول له أنصاره وأتباعه والمدافعون عنه وسيكتب الله على أيديهم الغلبة والتمكين، هم المؤمنون الصادقون الذين لا يخشون سطوة أمريكا ولا خبث اليهود الذين مهما تفانوا لجعل الأُمَّــة تابعة لهم فسيفشلون؛ لأَنَّنا المتبرِّئون منهم والموالون لخاتم الأنبياء والمتمسكون بنهجه.