تفوُّقُ الاستخبارات اليمنية
منصور البكالي
ما نُشِرَ في بيانِ الأمن والمخابرات حولَ أماكن تواجد الأدوات الأمريكية المسمَّاة القاعدة وداعش في مدينة مأرب، ليس سبقاً صحفياً أَو تقريراً عسكريًّا أَو أمنيًّا على المستوى الداخلي، بل هو تفوُّقٌ استخباراتي يمني أذهل كُـلَّ الأجهزة الاستخباراتية المعادية وأخرس أبواقَها.
فإذا ما تأمل المتابع الدقيق والمتفحص إلى حجم المعلومات ودقة التفاصيل الواردة سيَجد أن حجم الاختراق للأدوات والأذرع الأمريكية في مأرب وغيرها وصل إلى مستوًى عالٍ جِـدًّا استطاعت المخابراتُ اليمنية من خلاله إفشالَ كُـلّ المخطّطات العسكرية والأمنية لأمريكا وأدواتها قبل تنفيذها، وحوّلت كُـلَّ الجهود الأمريكية من تمويل ودعم وتدريب إلى سراب انعكس بالضعفِ على العدوّ الأمريكي في اليمن، بل وسهل للجانب اليمني الامتدادَ في إمْكَانية الوصول إلى عمق الغرف العملياتية للعدو ومعرفة قدراته وأساليبه وإمْكَانيته المادية واللوجستية والبشرية.
إن الغوص في التفاصيل تعطي الجانبَ اليمني القدرةَ على اتِّخاذ إجراءات وقائية استباقية من خطوات العدوّ الأمريكي والانتقال إلى خطط هجومية وعملياتية تحبط الجهودَ الأمريكية في مختلف مناطق وجبهات المواجهة العسكرية والأمنية.
أما نشر تلك المعلومات فيعطي رسالةً للعدو الأمريكي والسعوديّ مفادها نحن على اطلاع تام بكل مخطّطاتكم وتحَرّكات أدواتكم وعناصركم، وباتت المناطقُ التي يتحصنون فيها مرصودةً وتحت رحمة طيراننا المسيّر وصواريخنا الدقيقة والمدمّـرة، كما هي رسالة أُخرى تقول إذَا كانت هذه العناصر والأدوات التي تعوّلون عليها قد كشفت وسنكشف عناصركم البديلة في المناطق الأُخرى وطي مساحة الأرض اليمنية التي تتحرر تباعاً.
التقرير حمل تأكيداً على ارتباط تلك العناصر بأمريكا يرسخ القناعة لدى الشعب اليمني بأن المواجهة مع عدو خارجي بقفازات عربية وإقليمية وعناصر تكفيرية، تدفع الشعب اليمني إلى تعزيز ودعم الجبهات بالمزيد من قوافل الرجال والمال، كما يثبت وجوب المشاركة الواسعة لخوض معركة التحرير لكافة الأراضي اليمنية.