المولدُ النبوي وربيعُ الانتصارات
الشيخ مصلح أبو شعر*
يحلُّ علينا عيدُ المولد النبوي الشريف، وَقد أعاد شعبُنا العظيمُ لهذه الذكرى حضورَها الكبيرَ وَالبَهِي، وَتصدّرت مظاهرُ الاحتفاء بها على كُـلّ المناسبات الدينية والوطنية، وهو ما يُمَثِّلُ تصويبًا لمسار التاريخ وَمسيرة الأُمَّــة الإسلامية، وَتوجيهاً لبُوصلة اهتماماتها إلى جوهر عزَّتِها وكرامتها، وَاستعادة حضورها المصادَر؛ بفعل الانحرافِ الذي حدث عن القُدوةِ والمنهجِ الإلهي المحمدي، وَالانجراف الذي تعرضت له قيمُها وَخَطُّها الوجودي.
وتتبوَّأُ اليمنُ بهذا الاحتفال المميز بولادة النور الإلهي دفةَ التوجيه للشعوب المسلمة إلى ما يحصِّنُها من العِلَلِ التي استشرت فيها، وَبقدر ما تواجهُ في هذا المسار كُـلَّ صنوف الاستهداف العسكري والاقتصادي والإعلامي، فَـإنَّها تحظَى بالإشادة والإجلالِ من كُـلّ أحرار الأُمَّــة، وَفي مقدمتهم سيدُ المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله، والذي اعتبر أن ما يقومُ به الشعبُ اليمني رغم العدوان والحصار حُجّـةٌ على كُـلّ المسلمين في العالم حول تعاطيهم الشعبي مع مناسبة المولد النبوي الشريف.
ولطالما كانت اليمنُ حُصْنَ الرسالة المحمدية المنيع، وَلطالما كان رجالُها حَمَلَةً لراياتها التي عمَّت بقاعَ المعمورة وَبهم وصل سَنَى النور الإلهي إلى مشارق الأرض ومغاربها، وليس بغريبٍ على أحفاد الأنصار الانتصارُ لتاريخ الآباء والأجداد، ومواصلة حصدِ الثناء المحمدي الذي اختصهم به جيلًا بعد جيل.
وفي الربيع الأنور، يواصِلُ أحفادُ الأنصار اجتراحَ الانتصارات التي تعزز من حبهم وولائهم لله وَللرسول، وَبإيمان متوارث وبأسٍ متناسِلٍ يجرّعون جحافلَ الكفر والنفاق الهزائم المتلاحقة على أسوار مأرب، مأرب التي يأبى عرشُها وَسَدُّها وَعظمةُ تاريخها ونخوةُ قبائلها أن تسلب أَو تدنس من قبل شُذّاذ الآفاق الذي ضمهم تحالُفُ الأعراب والأغراب.
وعلى طريقِ التحريرِ لكُلِّ شِبرٍ مسلوبٍ من اليمن يعزّزُ شعبُنا ارتباطَه بالله ورسوله، وبالقائدِ الذي وهب نفسَه وَروحَه فداءً لهذا المشروع المقدَّس، يتضحُ الطريقُ، وَتُشحَذُ العزائمُ، وَتتوافر المؤنُ التي تعزِّزُ من عوامل المواجهة للعدوان والحصار، وَشعبٌ أعظمُ وأكبرُ أعياده ومناسباته السنوية ذكرى المولد النبوي الشريف، هو شعبٌ منتصِرٌ، لا يمكنُ هزيمتُه أَو كسرُ إرادتِه.
* عضو مجلس الشورى