صنعاء تفضح كذبة “حصار العبدية”: مزايدة أممية ودولية لحماية التكفيريين
عبد السلام:
– رحّبنا بإدخَال مساعدات إنسانية للمديرية ولا زالت الممرات سالكة
– تم تأمين المديرية والاشتباكات كانت مع عناصر “القاعدة” و “داعش”
المسيرة | خاص
فضحت صنعاءُ مجدّدًا زيفَ مزاعم ومزايدات تحالف العدوان ورُعاته الدوليين حول “حصار” مديرية العبدية بحافظة مأرب، وكشفت أن الأممَ المتحدةَ والأطرافَ الدولية نفسَها التي تبنَّت تلك المزاعمَ والمزايدات، لم تكن جادَّةً عمليًّا في معالجة وضع المديرية، بل سعت لاستثمار الأمر كدعاية في إطار محاولات الضغط المُستمرّة على صنعاء لإيقاف عملياتها المشروعة ضد عصابات المرتزِقة والجماعات التكفيرية التي كانت تتمركز داخل المديرية وتستخدم سكانَها دروعاً بشرية، في مشهد غير جديد يكشفُ حجم التضليل التي يمارَسُ على مستوى دولي بشأن محافظة مأرب بالذات، وبشأن المشهد اليمني بصورة عامة.
وأكّـد رئيسُ الوفد الوطني، ناطق أنصار الله، محمد عبد السلام، أمس السبت، أنه “تم إبلاغُ الأمم المتحدة وأطرافٍ دولية بترحيب صنعاء بإدخَال المساعدات الإنسانية إلى مديرية العبدية”.
وكشف عبدُ السلام أنه تبيَّن من خلال موقف الأمم المتحدة والأطراف الدولية تجاه ما طرحته صنعاءُ، “أنهم يزايدون إعلاميًّا وأنهم غيرُ جادين في إيجاد معالجات إنسانية فعلية كما هو الحال في عموم اليمن المحاصر منذ سبع سنوات”.
وأضاف: “نؤكّـد مع ذلك أن المسارات سالكة لمن أراد فعليًّا تقديم مساعدة إنسانية”.
وكان تحالفُ العدوان ورعاتُه الدوليون، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة، قد عملوا طيلة الأيّام الماضية على إثارة الرأي العام، واستعطاف المجتمع الدولي بشأن ما زعموا أنه “حصارٌ” تتعرض له مديرية العبدية من قبل قوات الجيش واللجان الشعبيّة، في محاولة جديدة لخلق ضغوط على صنعاء؛ مِن أجلِ وقف التقدم في محافظة مأرب التي لا يخفي تحالف العدوان وداعموه قلقَهم المتعاظم من استكمال تحريرها.
وكان نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ حسين العزي قد نفى في وقت سابق وجودَ أي حصار على المديرية.
وجاءت مزاعمُ “حصار العبدية” كغيرِها من الدعايات والمزايدات “الإنسانية” التي تبنَّاها تحالُفُ العدوان ورُعاته بشأن مأرب؛ بهَدفِ التغطية على حقيقة تواجد الجماعات التكفيرية من “داعش” و”القاعدة” على الأرض، ولإعاقة تحَرّك قوات الجيش واللجان لملاحقة تلك الجماعات؛ مِن أجلِ تأمين المحافظة.
وفي هذا السياق، أكّـد رئيس الوفد الوطني أن “الاشتباكات التي شهدتها العبديةُ كانت مع عناصرَ تكفيرية ذات علاقة بالقاعدة وداعش، ومرتبطة بقوى العدوان، وقد قامت الدولة بواجبها في تأمين المديرية”.
وكان نائب وزير الخارجية قد أكّـد قبل يومين، أن العناصر التكفيرية المتمركزة في العبدية تقوم باحتجاز الأهالي والمدنيين “كرهائن ودروع بشرية”، وأن صنعاء لن تسكت على ذلك الإجرام، مهما كان حجم الضجيج الإعلامي.
وتكشفُ هذه المعلوماتُ عن حجم ومدى التخادُمِ المباشر والتنسيق بين تحالف العدوان بإداراته الأمريكية، وبين تلك الجماعات التكفيرية، حَيثُ بدا بوضوح أن العناصرَ التكفيرية تعمدت التمترس بالمدنيين؛ مِن أجلِ توظيف معاناتهم، في إطار حملة التضليل الدولية ضد صنعاء التي كانت تهدفُ بدورها إلى إنقاذ تلك العناصر في نهاية المطاف.
وليست هذه المرة الأولى التي يتكرّر فيها هذا السيناريو، وبالذات في محافظة مأرب، حَيثُ سبق أن حاول تحالف العدوان ورُعاتُه المزايدةَ بشأن “النازحين” في مأرب، وذلك بهَدفِ التغطية على حقيقة الوضع الذي كشفه الإعلام الحربي بالصوت والصورة، عندما قام بتوثيق اختباء المرتزِقة والعناصر التكفيرية بين مخيمات النازحين بالقرب من مدينة مأرب.
وفي مشاهد العمليات العسكرية التي شهدتها مأرب والبيضاء، كشف الإعلام الحربي أَيْـضاً عدة مرات بالصوت والصورة مشاركة عناصر “القاعدة” و”داعش” في صفوف تحالف العدوان، وتلقيهم دعمًا عسكريًّا من “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” و”مركَز سلمان”، كما كشف تمترسُهم داخل قرى ومنازل المواطنين في المناطق التي كانوا يتواجدون بها.
ولقُرب “العبدية” من محافظة البيضاء، فقد حاول التكفيريون الالتجَاءَ إليها بمساعدة من قوات المرتزِقة، بعد أن تم تطهيرُ جميع أوكارهم السابقة في البيضاء.
وفي ظل بروز حقيقة تمركز العناصر التكفيرية داخل مديرية العبدية، فَـإنَّ تحالُفَ العدوان يكون قد اعترف رسميًّا بدعمه المباشر لجماعات “داعش” و”القاعدة” من خلال التصريحات اليومية التي أكّـد من خلالها، شن المئات من الغارات الجوية على المديرية إسنادا لتلك الجماعات التي كان يصفها بـ”الجيش الوطني”، وهو ما يكشف مجدّدًا حقيقة الوضع في بقية المناطق التي لا زالت قوى العدوان تسيطر عليها داخل مأرب، وفي مختلف المحافظات المحتلّة.
وتؤكّـد مصادرُ مطلعةٌ أن تأمينَ مديرية العبدية جاء بتعاون كبير بين قبائلها وبين قوات الجيش واللجان، وهو ما يعكسُ مجدّدًا حجم الالتفاف القبلي والشعبي حول جهود صنعاء ومبادراتها لتأمين المحافظة، ويكشف بالتالي اتساع الفجوة والقطيعة بين أصحاب الأرض وبين مرتزِقة العدوان والجماعات التكفيرية، والرفض المجتمعي للاحتلال الأجنبي وأدواته.