علاقتُنا بالرسول الأعظم من المدينة إلى صنعاء
د. شعفل علي عمير
يواصلُ الأنصارُ في صنعاءَ مشوارَ أجدادهم في المدينة المنورة ينصُرون رسولَ الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- بطريقتهم يحيون ذكراه العطرة، يدافعون عنه، يجسدون حبهم للرسول الأعظم، يعظمون شعائر أمر الله أن تعظَّم، ظهر الأنصار في زمن الانكسار ليقولوا للأعراب: إن تخليتم وخذلتم رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام فقد سبقكم أجدادكم من قبل كما سبقنا آباؤنا من قبل لنصرة رسوله الأعظم فلم تأتوا بجديد كما لم نأتِ نحن بجديد، غير أن الفارق هو أن أجداد الأعراب لم يكونوا منافقين بالقدر الذي يحمله أحفادُهم من النفاق.
كان اليمنيون السباقين للإسلام وكانت اليمن هي البلد الوحيدَ، الذي فكّر النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بالهجرة إليها، أملاً في نُصرة أهلها للإسلام ولعظمة مكانة اليمن عند رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- فقد بعث إليها أحب الناس إلى قلبه، إنه سيدنا علي بن أبي طالب عليهم السلام الذي كان قاضيًا واميرًا ومرشدًا على اليمن ودعا قبيلة همدان للإسلام فأسلموا جميعهم في يوم واحد، فلما بلغ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- سجد شكرًا لله وهي حالة لم تتكرّر معبرةً عن فرح واستبشار من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- تعكس حُبَّ الرسول لأهل اليمن ومعرفته بأن اليمنيين هم من سينصرونه وعلى أيديهم ستكون الفتوحات وهم من يدافعون عن الإسلام في زمن يتخذ فيه بعض الأعراب أعداءَ الله أولياءً لهم.
فأيُّ شرف حظي به اليمنيون في صدر الإسلام وأي شرف يحظون به في زمن تخلَّى فيه أحفادُ الأعراب من المنافقين عن الدين بل واتجهوا لمحاربته ليعيدَ التاريخُ نفسَه في زمن قال فيه السيدُ القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه إنه (زمنُ كشف الحقائق) لتتكشّفَ الأقنعةُ لتظهَرَ للأُمَّـة دسائسُ المنافقين من جيل النفاق الحديث الذي أبدع في أساليبه، فابتدع النفاق الديني لتضليلِ الأُمَّــة عن الدين الحق وكذلك النفاق الإعلامي والنفاق السياسي فأصبحوا أدَاةً بيد أعداء الله لتشويه الدين الإسلامي ومحاربة حركات التحرّر في الأُمَّــة.
أدرك اليمنيون هذه الحقيقة فربطوا ماضيهم بحاضرهم فاستلهموا من تاريخ أجدادهم روحية المجاهد فهبوا لنصرة دينهم ونبيهم رفعوا شعار الولاء لمن أمرنا لله بتوليه، ورفعوا شعار العداء لمن أمرنا الله بمعاداته، أحيَوا في الأُمَّــة روح الجهاد، استنهضوا في الأُمَّــة قيم الدين وإحياء شعائره ليكون المولد النبوي الشريف أكبر مناسبة يحييها اليمنيون وجسدوا معاني الدين قولًا وسلوكًا.
وجهة قوى الكفر والنفاق كُـلّ غضبها وحمم أسلحتها باتّجاه هذا المشروع الرباني مشروع إحياء روحية الجهاد في الأُمَّــة تحالفت قوى الشر على ضرب صنعاء بقيادة الشيطان الأكبر وقرن الشيطان، كما تحالف الأحزاب لضرب الدين الإسلامي في المدينة المنورة، فكان قائدُ المسلمين في غزوة الأحزاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقاد جحافل الكفر أبو سفيان بن حرب، فما أشبه اليوم بالبارحة، فالأعداء هم الأعداء والأنصار هم الأنصار مع فارق أن قائد الأنصار في معركتنا ضد قوى الشر هو حفيدُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.