لبيك يا رحمةَ العالمين
هاني حلبوب
اخضرَّتِ الأرضُ ابتهاجًا بمولد خير خلق الله أجمعين، وابتهجت القلوبُ في صلاتها عليه فرحاً وأملاً، فإنَّ اليمنَ بشعبها الأصيل وبقيادتها الثورية والسياسية الحكيمة هي الدولة الأولى والأعظمَ حباً واحتفالاً والتزاماً وتعظيماً وعملاً بقيمه ومبادئه التي جاء بها رسولنا الكريم.
أين الأعرابُ الذين يتسابقون في تطبيعهم مع اليهود والكيان الصهيوني المحتلّ والغاصب، ولا نسمع لهم اليوم ردودًا ضد مَن يسيءُ إلى نبيهم الرسولِ الأعظم؟!
أين مَن يتسابقون إلى البيت الأبيض والمتودِّدون لأمريكا؛ بهَدفِ حمايتهم وإبقائهم في مناصبهم حتى وإن كلَّف ذلك تريليونات الدولارات!، أين الصغار والأقزام من الأعراب وغيرهم الذين يردّدون أسطواناتهم المشروخة بأن احتفالَنا بمولد خير خلق الله وأعظمهم يعتبر بدعة!.
أين هم اليوم من يشنون عدوانهم الظالم والغاشم علينا وقد استجمعوا قواهم وأموالَهم ومناصريهم لحصارنا وقتلنا وإبادتنا بدون أي ذنب سوى أننا أنصارُ الحبيب محمدٍ صلوات الله عليه وعلى آله؟!، أين أُولئك الذين يسمون أنفسَهم علماء الحرمين بينما لا تجد لهم أية مواقف تُذكر تجاه رسولنا الكريم وتعظيمه ونُصرته وإحياء ذكرى ولادته، كما هو موقفُهم من العدوان والحصار الظالم على شعب اليمن وأنصار محمد بعد أن أيّدوا وساندوا ووقفوا مع الباطل وولي نعمتهم محمد بن سلمان، بعيدًا عن قول الحق؟!.
أين أُولئك الذين إذَا ارتدينا قميصاً أَو شعاراً يذكّرنا بمولد نبينا يمتعضون بذريعة البدعة!، في الوقت الذي يهلّلون ويعظّمون ملوكهم وأمراءَهم وسلاطينهم أكثر من تعظيمهم لله والرسول!.
سنزيِّنُ ونلوِّنُ ونرسُمُ ونضيءُ ونحتفلُ بذكرى مولدك يا رسول الله؛ كي تكون الدنيا خضراء زاهية جميلة؛ كي نتذكر قيمك ومبادئك التي أرسيتَها ونعمل بها حباً وسمعاً وطاعة، ونقتدي بما علمتنا وبنهجك السوي القويم الذي فيه ما فيه من التراحم والقيم والإنسانية والعلو لكل إنسان، والذي به منهاج الحياة السوية، والمعاملة الطيبة، والحياة الكريمة، والعدل والمساواة.
ألا يعلمون يا رسولَ الله إنك حبيبُ الله وحبيبُنا الرحمةُ المهداة والنورُ المبين.. عُذرًا سيدي فرغمَ قِلَّةِ حِيلتنا والحربِ علينا والحصار سنفتديك ونعظِّمُك، ونردّدها دومًا: اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله.
سنحيي مولدَك يا رسولَ الله وننصرك ونرفعُ ذكرَك كما أمرنا الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز، وإنَّا بك لمنتصِرون.