اليمن وسماحةُ العشق المحمدي
جبران سهيل
سيبقى اليمنُ بلا منازعٍ يحملُ أسمى معاني العشق والولاء لرسول الله صلواتُ الله عليه وعلى آله، وما الاحتفالُ بمولده الشريف والاهتمام الكبير به إلا واحد من تلك المواقف المشرّفة في صورة تليق بنبي الرحمة والهداية، يأتي اهتمامُ اليمنيين بنبيهم في زمن يشهد فيه الإسلامُ غُربةً وتجاهلاً من قبل أمم وشعوب للأسف تحمل اسمَه، رغم إدراكهم أن عزتهم ومكانتهم في دينهم ونبيهم.
ومع انطلاق المسيرة القرآنية على يد ربانها الأمين الشهيد القائد حسين الحوثي -رضوان الله عليه- الذي وضع ضمنَ أهداف حركته نهضةَ الأُمَّــة وتصحيحَ واقعها في زمن الخنوع والانبطاح لأمريكا وإسرائيل، واجه مشروعُه الكثيرَ من المتاعِبِ إلَّا أنه لم يستسلم رغم الظروف التي تحَرّك فيها والعدد المحدود من أنصارِه حينئذ حتى قدَّم روحَه في سبيل الله ومن أجل عودة الأُمَّــة إلى الطريق الصحيح، واضعًا الشعبَ في المكانة التي يستحقُّها، وإن عظمت التضحيات وازدادت المؤامرات على اليمن، ها نحن نقطف ثمار ذلك المشروع ونقف ببسالة وعنفوان في وجه أقوى التحالفات والقوى والأنظمة المستبدة التي لا تريدُ للأُمَّـة إلَّا أن تكون ذليلةً أمام الأعداء.
الخروج المشرف والمهيب للشعب له رسائلُ متعددةٌ ستصلُ إلى مَن يسعون لجعل اليمن حديقةً خلفيةً لهم وتحت وَصايتهم وأُخرى للمرجفين والعملاء ومن يتحَرّكون مِن أجلِهم، أن مخطّطاتهم فشلت وأفكارهم في تحريم الاحتفال وادِّعاءَهم أنه بدعة تلاشت على يد يمن الأنصار وبأن جهودهم لسنوات ذهبت سُدًى بفضل الله ووعي اليمنيين بقيادة السيد الشجاع والمخلص عبدالملك الحوثي قائد الثورة -حفظه الله-.
اليمن في الوقت الذي ظن أعداؤه أنه وقع في مخطّطهم يتفاجأُ أُولئك أنه عاد إلى أصالته وهُــوِيَّته المستمدة من رسول الله وأهلِ بيته، وحين يحاولون إبعادَه عن نبيه ودينه يجدونه أكثرَ تمسكاً بنبيه وخالقه لا بأمريكا ولا بإسرائيل وعملائهم، ورغم ما يشهد العالم من حداثة وتكنولوجيا وحرب مفاهيم وتغريب كُـلّ شيء إلَّا أن اليمن قد يكون هو الشعبَ الوحيدَ الذي لم ينهزمْ أمام ثورة المعلومات والإعلام الموجَّه والغزو الفكري والحرب الناعمة، لذا لا عجبَ إن تحالف العالَمُ أجمعَ عليه وليس فقط الخونة وأصحاب المصالح والأعداء المعروفين فشعبنا اليمني يمثل نموذجاً راقياً يجسّد أسمى معاني العشق والولاء لله ولرسوله.
زمنٌ لم يعد للأُمَّـة ما تفخر به فلا يجدُ سوى مواقف اليمنيين التي تدشّـن من عاصمة الأحرار صنعاء في كُـلّ عام تطل علينا مناسبة مولد الرسول صلاة الله عليه وعلى آله، فيهب الشعب في حشود مليونية وأمواج هادرة من البشر الوفية حباً لله ولرسوله هي وحسب.
نحن على موعد مع سماحة العشق اليمني المتجدد لقائد الأُمَّــة رسول رب العالمين غداً الاثنين، بإذن الله، وعليه ندعو كُـلَّ أحرار الأُمَّــة الإسلامية، وكل من بلغ مرحلةً من اليأس والاستسلام لمخطّطات الأعداء أن يصوِّبوا أنظارَهم اتّجاه اليمن؛ ليعطيَهم طاقةً إيجابيةً في مواجهة الأعداءِ ودروساً قيمةً في الوفاء والولاء لرسول الله في ذكرى مولده الشريف رغم العدوان والحصار الذي يتعرض له.
النبي الرحمة فهو حيٌّ للأبد في قلوب المؤمنين الصادقين وَالأوفياء والمخلصين قولاً وفعلاً، وشعبُ اليمن سيبقى كما عهده رسولُ الله، ولن يخيب ظنُّه به أبداً بإذن الله مهما كانت الظروف أَو حجم المؤامرات.