الخروجُ المهيبُ ولاءً للرسول الأكرم

 

أحمد حامد*

اليومُ بإذن الله سيكونُ استثنائيًّا يخرُجُ فيه المؤمنون من أبناء شعبنا اليمني العزيز بكُلِّ محبةٍ وشوقٍ وفرحةٍ وسرورٍ؛ لإحيَاء ذكرى مولد رسول الله محمد -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، في خروجٍ سيتصدَّرُ بإذن الله كُـلَّ شعوب العالم؛ ليُعَبِّرَ عن ولائه وطاعتِه لرسول الله وشكرِه لله على نعمة الهداية ونعمة الرسول.

فالشعبُ اليمني المسلمُ يعودُ في ذكرى المولد النبوي الشريف إلى رسولِ الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- ولياً وقائداً ومعلِّماً، وإلى رسالته منهجاً لا تستقيم الحياة إلا بها، ولا تعتزُّ الأُمَّــةُ وتخرُجُ من ذُلِّها وهوانِها إلا بالعودة الصادقة إليه، فهي ذكرى للعزة والحرية والكرامة.

ولعلَّ من المفارقات العجيبة أن نرى عرباً مسلمين يسارعون إلى أحضانِ اليهود رافعين رايةَ الولاء والطاعة لهم في ذكرى مولد النبي -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، بدلاً عن إعلانِ الوَلاءِ والطاعة لرسول الله والعَودةِ الصادقة إلى رسالته.

يريدون لنا أن نترُكَ رسولَ الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- ونلوذَ بأعدائِنا اليهودِ الذين لعنهم اللهُ، بدلاً عن الاعتصامِ بالله والاستمساك برسولِ الله الذي اصطفاه اللهُ وأكرمنا به وأعزنا برسالته.

وفي هذه المناسبة نقولُ للشعوب العربية والإسلامية: إن ‏المشروعَ الذي جاء به محمدٌ -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- هو مشروعٌ تنويريٌّ لمواجهة المشاريع الظلامية وإنقاذِ الناس وإخراجِهم من الظلمات إلى النور، بمعناها الواسع ومجالاتها المتعددة.

فمن عظمة الإسلام أنه نقل العربَ من حالة الفوضى ومن قبائلَ متناحرةٍ ومشتَّتةٍ إلى أُمَّـةٍ عظيمةٍ مجتمعةٍ ومنظَّمةٍ تسودُ وتحكُمُ، وعلى يدها هُزمت كبرى الإمبراطوريات، ومن عظمة الإسلام أنه يبني النفوسَ ويزكِّيها ليجعلَها قادرةً على القيام بمسؤولياتها، معتمدةً على نفسها في بناءِ واقعِها ومقارعةِ أعدائها دونَ الحاجةِ إلى أحد.

إنَّ ‏قوةَ الأُمَّــة وعِــزَّتَها وفلاحَها ونجاتَها مرتبطٌ بمدى تمسُّكِها بالرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ- ورسالتِه المتمثلةِ بالقرآن الكريم، رسالةِ النور والهدى والعزة والحكمة والبصيرة والرحمة والقوة: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْركُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ).

‏والعربُ بدونِ القرآنِ الكريم هم لا شيء ولن يكونَ لهم وزنٌ ولن تقومَ لهم قائمةٌ، ولن ترتفعَ لهم راية، إلا بالعودةِ الصادقة إلى الرسول وإلى الرسالة التي جاء بها رسولُ الله -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-.

* مدير مكتب رئاسة الجمهورية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com