تساؤلاتٌ على هامش الذكرى
الشيخ عبد المنان السنبلي
ونحن نعيشُ اليومَ في عصر (الفيس بوك) وَ(الواتس آب) وَ(تويتر) وفي ظل انتشار كُـلّ وسائل الإلهاء والإغراء هذه التي بين أيدينا اليوم أتساءل: ماذا لو لم يكن هنالك احتفالٌ بذكرى مولد خير البرية؟!
هل كنا سنعيشُ هذه الأجواء الروحانية المعطَّرة بذكر سيدنا محمد أَو حتى الصلاة عليه وعلى آله؟
هل كان أحدٌ منا أصلاً سيدرِكُ أن هذا الشهرَ الذي نحن فيه اليوم هو شهر ربيع الأول وأنه هو الشهر الذي ولد فيه سيد الأولين والآخرين؟
هل كان ابني محمد ذو العشرة أعوام مثلاً وهو الذي يقضي معظمَ وقته بعدَ المدرسة كمعظمِ الأطفال إما خارجاً للعب أَو متابعاً لحلقات الأطفال التي تبث على مدار الساعة سيشغل نفسه قليلًا بهذا الذي تتزين باسمه الشوارع والطرقات مسائلاً عنه وعن سر اهتمام الناس به وتعظيمهم له؟
هل كان سيسألني كذلك عن سر تطابق اسمه مع اسمه؟ وهل كان سيعرف في هذا السن أنني ما أسميته محمداً إلا على اسمه وتيمناً به؟
هل كان معظم شبابنا اليوم الذين لا يكادون يبارحون وسائل التواصل الاجتماعي للحظةٍ واحدة مُغيَّبين بذلك طبعاً في عوالم السخف والإغواء والإلهاء سيتفاعلون مع الحدث ويعطون رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- شيئاً من وقتهم واهتماماتهم كما رأينا ذلك من خلال تداولهم المنشورات والتغريدات والأيقونات المعبِّرة عن عظمة المناسبة وصاحبها عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة والتسليم؟
بصراحة أنا أعتبرُها (ثورةً) بحد ذاتها أن نرى بعضَ شبابنا اليوم قد عادوا قليلًا عن عالمهم الافتراضي البعيد الذي يعيشون فيه ليجدوا من خلال هذه الاحتفاليات والفعاليات الفرصة التي تمكّنهم من التعرف أكثر على سيد الأولين والآخرين، خَاصَّة بعد أن وصل بالكثيرين منهم الأمر إلى جهل أبسط الأشياء والمعلومات عنه!
طبعاً لا أعتقد أن أحداً لم يرَ ذلك الفيديو الذي سأل فيه أحدُهم في إحدى الدول العربية عينةً من الناس عن اسم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- الثلاثي وكيف أن إجاباتهم كانت صادمةً بما يندى لها الجبين ويقشعر لهولها الجسد خجلًا؟!
مصيبةٌ أن يصلَ بالمسلم الأمر إلى جهل حتى اسم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-!
ثم يأتي بعد ذلك من يقول بعدم مشروعية الاحتفال بذكرى مولد الرحمة المهداة، مستنكراً علينا أن نحييَ مثلَ هكذا مناسبة عظيمة ومحاولاً بذلك أن يغلقَ علينا نافذةً لا زلنا نطل من خلالها على حياة وسيرة سيدنا محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-!
يا أخي على الأقل إنها ما زالت تذكِّرُنا برسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وبشيءٍ من سيرته في زمنٍ أصبح مُجَـرَّدُ ذكرِه فيه أَو الصلاة عليه أشبهَ بالمعجزة لدى كثيرٍ من الناس.
قللك بدعة.. قال!
كل عام وأنتم واليمن وفلسطين وسائرُ الأُمَّــة العربية والإسلامية بألف ألف خيرٍ وعافية.