في حضرة الرسول الأعظم
خلود الشرفي
ها هو مولدُ النور يُطِلُّ علينا من جديد، يحدونا إليه الشوق والحنين في كُـلّ عام، وها هو يمن الإيمان والحكمة يجدد العهد والميثاق للرسول الخاتم على المضي قدماً في درب الجهاد المقدس، حتماً ويقيناً، صدقاً وعدلاً..
ما زالت الحشودُ المليونية تتوالى على عاصمة الإسلام المنورة، فهَـا هو الرسول الأكرم صلوات الله عليه وَآله قد حَـلّ في صنعاء، وسط قلوب وأفئدة الشعب اليمني العظيم، قد تملّكهم حبه، ونال شغافَ قلوبهم عشقُه، فما لبثوا إلا أن هرعوا سراعاً في يوم مولده العظيم، يلبون النداء، ويجيبون داعيَ الهدى.. يهتفون بكل شوق.. بكل حب.. بكل إجلال: لبيك يا رسول الله.
فرحاً بقدوم النبي الكريم صلى الله عليه وآله، وابتهاجاً بهذه النعمة العظيمة الذي امتن الله سبحانه وتعالى بها على عباده حين قال عز من قائل: “قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ”.
إنَّنا باحتفائنا نعبر عن جزء بسيط مما اشتملت عليه قلوبنا، واحتوته جوانحنا من الحب والتقدير لهذا الرسول الجليل، ومن باب الشكر والامتنان لله على نعمة الهداية، على نعمة الرحمة، على نعمة الحفظ والرعاية، على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن..
إن احتفالنا بهذه المناسبة العظيمة هو من تعظيم شعائر الله، وهو القائل سبحانه وتعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ.
احتفاء شعب الإيمان والحكمة له طعم آخر، له مذاق خاص، له بصمته الفريدة، ومكانه المهيب.