استهداف معسكر “الواجب” بجيزان.. تأديب جديد للعدو السعوديّ
المسيرة- محمد الكامل
وجّهت القواتُ المسلحة اليمنية (الجيش واللجان الشعبيّة) ضربةً جديدةً موجعةً للعدو السعوديّ، في إطار محاولة تأديبه لإيقاف الغارات الهستيرية على بلادنا.
وتأتي هذه الغارات بعد أَيَّـام من احتشاد الملايين في ساحات كثيرة؛ احتفالاً بالمولد النبوي، وتأكيدات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بأن اليمنيين سيواصلون خوض معركتهم وَالدفاع عن أنفسهم ومواجهة العدوان؛ باعتبَار ذلك خياراً مقدساً لا رجعة عنه.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش واللجان الشعبيّة، العميد يحيى سريع، عن عملية جديدة استهدفت خلالها قواتنا الصاروخية معسكر قوات “الواجب” التابع لجيش العدوّ السعوديّ في منطقة “جيزان” جنوب غربي المملكة.
وقال العميد سريع في بيان: إن “القوة الصاروخية تمكّنت من تنفيذ عملية نوعية استهدفت معسكر قوات الواجب بجيزان، الأربعاء الماضي، بـ 5 صواريخ باليستية استهدفت مقر القيادة ومخازن الأسلحة ومرابض طائرات الأباتشي”، مؤكّـداً أن الإصابات كانت دقيقة، وأن عملية الاستهداف أسفرت عن مصرع وإصابة أكثر من 35 سعوديًّا، بينهم ضباط وطيارون للطائرات الأباتشي بحسب المعلومات الاستخباراتية”.
وأشَارَ العميد سريع إلى أن “العملية تأتي في سياق الرد على جرائم العدوان وغاراته المتواصلة وحصاره الظالم على بلدنا”، متوعداً قوات العدوان الأمريكي السعوديّ، بتوجيه ضربات وصفها بالموجعة في حال استمرار عملياته، مؤكّـداً بقوله: “كلما استمر هذا العدوان في تصعيده الجوي وتمادى في غيه وبغيه وحصاره فَـإنَّ النتائج عليه وخيمة وضرباتنا ستكون مؤلمة وموجعة وواسعة”.
وتأتي هذه العملية في إطار حق الرد المشروع وضرب مناطق تواجد قوات العدوان الأمريكي ومرتزِقته وأماكن تحصيناته وقواعده العسكرية التي تستمر في عدوانها باستهداف المدنيين والمواطنين الأبرياء في أكثر من منطقة ومحافظة يمنية وتدمير المنشآت المدنية والمستشفيات والمراكز الصحية وغيرها عبر استمرار حملات وغارات جوية لطيرانها العسكري، آخرها قيام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ بضرب هستيري لمخازن أدوية ومستلزمات طبية في حي سعوان بمديرية شعوب بأمانة العاصمة صباح الخميس الماضي راح ضحيتها عدد من المدنيين والمواطنين الأبرياء هم حراس المنشأة الصحية إلى جانب استهدافه أماكن ومراكز الكهرباء والمياه في محافظات ومناطق ريفية أُخرى.
موازينُ القوى تتغيَّر
وَفي تعليقه على هذه العملية، يؤكّـد الخبيرُ العسكري عابد الثور أن معسكرَ الواجب بمنطقة جيزان يعتبر من أهم المناطق العسكرية التابعة لقوات العدوان السعوديّ وَالذي يتواجد فيه عدد من الطيارين والضباط والعسكريين إلى جانب العتاد العسكري من مرابض طائرات الأباتشي ومخازن عتاد وآليات عسكرية للعدو، لافتاً إلى أهميّة هذه الضربة الموجعة حسب النظريات العسكرية وحساسية الهدف الذي يؤكّـد مرة أُخرى أن الميزانَ العسكري اليمني تغير وتفوق، حَيثُ أصبحت قوات الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة تمتلك القدرة على القيام بعمليات نوعية واستراتيجية حساسة داخل العمق السعوديّ، بالإضافة إلى الإمْكَانيات الاستخباراتية والمعلوماتية الكبيرة وعمق النظرية العسكرية والاستراتيجية اليمينة التي اكتسبتها قواتنا المسلحة، ومنها القوات الصاروخية، طوال سبع سنوات في مواجهة هذا العدوان بقدرة عالية وتنفيذ أدق العمليات العسكرية مهما كانت مسافاتها وتحصيناتها في كُـلّ مسارات المواجهة الميدانية بكفاءة عالية وحسم وصمود كبير.
ويشير العميد الثور في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن تتحمل نتائجه وأبعاده دول المنطقة، وسيؤثر على الميزان العسكري في المنطقة بأكملها، مُشيراً إلى أن استهداف قواتنا الصاروخية لمثل هذا الهدف العسكري الحساس لقوات العدوّ وسحقها لمعسكر الواجب بخمسة صواريخ بالستية لم يُعلن عن مداها أَو أسمائها، يدل على أن هناك معلوماتٍ لا تزال مخفيةً ولم تُعلن عبر البيان، وهو ما يعكس مدى الخبرات والقدرات العسكرية الكبيرة في التصنيع العسكري كقوة عسكرية لا يستهان بها، ومدى الدهاء العسكري لدى القوات المسلحة اليمنية وقيادتها سواء في عمليات الاستهداف أَو تفاصيل السلاح المستخدم من جهة وكمية المعلومات المتاح إعلانها حسب ما تقتضيه الحاجة وما تراه قيادتنا العسكرية من جهة أُخرى تجعل من العدوّ السعوديّ في حالة من الإرباك والقلق والخوف المُستمرّ.
من جانبه، يقول الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان: إن هذه العملية العسكرية والنوعية التي نفذها سلاح القوة الصاروخية واستهدفت معسكر “الواجب” جاءت وفقاً لمعلومات استخباراتية دقيقة، وهذا بحد ذاته أهم النجاحات؛ كون تحالف العدوان بكل ما يمتلكه من إمْكَانيات وقدرات قد عجز عن الوصول إلى مثل هذه المعلومات الثقيلة التي بموجبها تم تنفيذ مثل هذه العملية النوعية باستهداف مرابض طائرات الأباتشي وتجمعات للجنود السعوديّين الذين سقطوا بأعداد كبيرة.
ويضيف شمسان: “وبالتالي فَـإنَّ هذه العملية النوعية تراكم من الانتصارات التي ينفذها الجيش واللجان الشعبيّة ميدانيًّا إلى جانب هذه الضربات الاستراتيجية داخل العمق السعوديّ بأن هناك قدرات وإمْكَانيات على كافة المستويات سواء في عمليات الداخل أَو على مستوى العمليات النوعية التي يتم تنفيذها عبر سلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية لضرب أهدافٍ حسَّاسةٍ ودقيقةٍ وفقاً لمعلومات استخباراتية”.
ويزيد العقيد شمسان بالقول: “وهو ما يمثل إضافة مهمة ونوعية وضربة موجعة قاصمة للعدو وقواته، لا سِـيَّـما أنها تأتي بعد العمليات الميدانية التي ينفذها الجيش واللجان الشعبيّة في محافظتي مأرب شبوة كعملية “ربيع النصر”، في دلالة واضحة أن القوات المسلحة اليمنية حاضرة على كافة المستويات والأصعدة وعلى أهبة الجاهزية لتنفيذ عمليات ميدانية وعمليات نوعية عن طريق سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية، وَأن تحالف العدوان لا يملك الخيار إلَّا أن يوقف عدوانه ويفك حصاره علينا، ويبدأ تنفيذ مسألة التعويضات وإلا فَـإنَّ الوقت لا يزال في صالح قواتنا المسلحة ولجانها الشعبيّة، وكلما استمر تحالف العدوان في غيه تضاعفت تكلفة الحرب وفاتورة الاستمرار من قبلهم بالتصعيد؛ كون بنك الأهداف اليمنية لا يزال ممتلئًا وتضاعف القدرات للقوات اليمنية تجعل كُـلّ الأهداف مكشوفةً أمام قدراتنا الصاروخية وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة”.