رسائلُ الجيش السوري في قصف قاعدة “التنف” المحتلّة أمريكياً
المسيرة / متابعات
في رسالةٍ واضحةٍ تُنبئُ بمعادلةٍ جديدةٍ من الردع، ورسمٍ محدّد لقواعد الاشتباك، فقد دخل محور المقاومة مرحلة من المواجهة المباشرة ضد الولايات المتحدة، إذ أن استباحةَ الأجواء السورية واستهداف مواقع المحور لن يُسكت عنه بعد اليوم، حَيثُ تم قصفُ أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا “التنف” ونُفذت بـ5 طائرات مسيّرة ذكية وعالية الدقة محملة بالصواريخ، قامت بقصف القاعدة بشكل مباشر بعد أن كانت تستخدم للرصد وجمع المعلومات الاستخباراتية، والتي تدخل خطوط الاشتباك للمرة الأولى.
“التنف” هي قاعدةٌ عسكريةٌ أمريكية جنوب شرق سوريا وهي منطقة صحراوية في محافظة حمص سيطرت عليها الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة، وتقع غرب الحدود العراقية بمسافة 22 كيلومتراً، كما تبعُدُ نحو 22 كيلومتراً عن الحدود السورية – الأردنية، وعلى بُعد 24 كم من الغرب من معبر التنف “الوليد” عند المثلث الحدودي (سوريا – الأردن – العراق) على طريق بغداد – دمشق السريع ذي الأهميّة الاستراتيجية.
تتمركز فيها قواتٌ خَاصَّة للاحتلال الأمريكي وبحسب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2019، فَـإنَّ “حوالي 400 جندي أمريكي سيبقون في سوريا بعد الانسحاب، نصفهم في قاعدة الاتّحاد الديمقراطي لشمال سوريا، والنصف الآخر في قاعدة التنف”.
كما تعتبر “التنف” المقرَّ الرئيسي لتدريب الجماعات المسلحة، وتؤمّن تمركز القوات والنفوذ الأمريكي بالقُرب من الأراضي النفطية السورية، وملاذاً للفارين والمنشقين عن الجيش السوري لتأهيلهم وإعادتهم إلى ساحات القتال لصالح أمريكا، وسُميت هذه الجماعات سابقًا “بفصائل الجيش الحر” ويُطلَقُ عليها اليوم اسم “مغاوير الثورة”، بالإضافة إلى مجموعات أُخرى منها “أسود الشرقية”، “قوات أحمد العبدو”، و”قوات سورية الديمقراطية (قسد) “.
ويؤكّـد مختصون عسكريون أن نجاحَ هذه العملية يأتي كرسالةٍ مفادها تثبيت وتأكيد إمْكَانيات محور المقاومة في مواجهة الأمريكيين، واستهداف قواعدهم الثابتة أَو دورياتهم ومراكز انتشارهم، وأنها تفتح الباب واسعاً على مرحلةٍ جديدةٍ من المواجهة تحت مسمى “المقاومة الفعلية للاحتلال الأمريكي في سوريا”.