في ذكراك يا رسولَنا نُجدد العهد والولاء
نوال عبدالله
كيف كانت الأجيال السابقة تحتفلُ بذكرى المولد النبوي؟ لحظات وساعات استجمع بها قواي العقلية مترجية ذاكرتي في عاصفة تحل بذهني لتذكرني كيف كان مولد النبي صلوات الله عليه وعلى آله قبل أعوام، لبت العاصفة النداء وجمعت فيها تفصيل لم تكن تزيد عن تجمع بسيط يتجمع فيها فئة قليلة من أجدادنا يقومون بالصلاة والسلام على النبي وآله في المساجد.
مع الأيّام جُعل مولده يوماً عادياً كباقي الأيّام في حين كانت تُقام احتفالات عديدة منها عيد العمال وعيد الحب وعيد ميلاد الملك الفلاني، والاحتفال بتولي منصب محدّد و… إلخ، لدرجة أن أكثرهم لا يعلم شيئاً عن ذكرى المولد متى كان وفي أي شهر؟ وَتفاصيل حاول الكثير محوها، وغيبت أحداث من مناهجنا وحياتنا ونحن في أمس الحاجة إليها وَفي وقت نحنُ في أشد الحاجة إلى إحيَاء هذه الذكرى الجليلة، حين نتأسى ونقتدي ونسير على نهج رسولنا وحبيب قلوبنا.
أراد لنا الله السير قدماً كما جعل نبيه محمداً هادياً لنا ومنير طريقنا ومُنجينا من الظلمات إلى النور، وجعل لنا في ذكراه سراجاً منيراً يُضيء لنا عتمة الأيّام، وجُعل لنا أَيْـضاً أعلام الهدى يحثوننا على عظمة إحيَاء مثل هذه الذكرى؛ لتجديد الولاء لله ولرسوله الكريم وتجديد الولاء المطلق لله وللرسول ومن سار على النهج المحمدي، وليس تجديد الولاء لأعداء الله لليهود والنصارى كما يفعل الأعراب في حين يجددون ولاءهم لليهود والنصارى ويتنازلون عن دينهم وقيمهم ومبادئهم ويتخلون عنها على أوراق هشة تضع على الطاولة وحبر مجهز يخط على السطور مضمونها الولاء الأبدي لهم فيما يصدرون من أوامر تُبيح قتل الأنفس وسلب الحقوق، وهدم أركان الإسلام ومحو أسس عمدها الدين الإسلامي.
إن البعدَ عن كتاب الله وسُنةِ رسوله جعلت الكثير يسير على خُطَى الظالمين والمفسدين متمسكين بخيوط هي أوهن من بيت العنكبوت.
لله الحمدُ والمنةُ على نعمة الهداية، على نعمة الإسلام ونعمة الإيمان أن جعل منا أُمَّـة عزيزة أُمَّـة يحمل أبناء شعبها صفات يصعب على الكثير امتلكها، أُمَّـة ترفض الخضوع والذل لليهود والنصارى، كما قال السيد عبدالملك: يأبى لنا الله وتأبى لنا عروبتنا أن نستسلم لأُولئك الطواغيت الأنذال.
سنمضي على خطى رسولنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله، وَسنمضي ملبِّين للتوجّـيهات الإلهية والتوجيهات التي تصدر من قائد المسيرة القرآنية.