الأمريكيون منزعجون كثيراً من تحرير مأرب ونحن نرى النصر قادماً لا محالة
وكيل محافظة مأرب الشيخ سعيد بحيبح في حوار لـ “المسيرة”:
المسيرة – حاوره محمد ناصر حتروش
أكّـد وكيلُ محافظة مأرب الشيخ، سعيد بن بحيبح، أن أمريكا وقوى العدوان منزعجةٌ جِـدًّا من تحرير مديريات محافظة مأرب؛ لأَنَّهم سيخسرون الثروات المنهوبة وسيتم القضاء على العناصر الإجرامية داعش والقاعدة التي هي في الأَسَاس صناعتهم.
وقال بحيبح في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن سكان المديريات والمناطق التي تم تحريرها مؤخّراً في محافظات البيضاء وشبوة ومأرب يستنشقِون الحريةَ بعد أن استعادوا كرامتَهم المهدورة، وإن أبناءَ القبائل في تلك المحافظات يتحَرّكون مع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة لتحرير ما تبقى من محافظة مأرب من دنس الغزاة والمرتزِقة.
إلى نص الحوار:
– بداية شيخ سعيد.. ما تعليقُكم حول العمليات العسكرية النوعية الأخيرة لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في محافظات البيضاء ومأرب وشبوة؟
لقد حقّق أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة ملاحمَ ومواقفَ بطوليةً أُسطوريةً عظيمةً في عملية “فجر الحرية” و”ربيع النصر” وما سبقها من عمليات في محافظة البيضاء “النصر المبين” المتعددة وغيرها، فلم يكن من السهل القضاءُ على هذه العناصر التكفيرية “داعش والقاعدة” التي ظلت لعدة سنوات في محافظة البيضاء، واستوطنت فيها، ومارست بحق سكانها أبشعَ الجرائم، ومنها الإعدامُ غيرُ المبرّر، والشنقُ أمام مرأى ومسمع الناس، كما لا ننسى أن هذه الجماعات قد حظيت بالدعم والمساندة الكبيرة من قبل العدوان وَأمريكا، وَالتي سهّلت لها كُـلّ ما تحتاج من سلاح وذخائر ومعدات، وما إلى ذلك، ولهذا نحن نعتبر ما حدث بأنه نصر إلهي وتأييد رباني كبير.
– ولكن ما هي العوامل التي ساعدت صنعاءَ على تحقيق هذا الانتصار الربَّاني على الرغم من التحصينات الكبيرة لقوى العدوان في تلك المناطق؟
محافظةُ البيضاء -كما يعرفُها الجميع- تمتازُ بأنها ذات تضاريس جغرافية وعرة، وجذور القاعدة وداعش، والتنظيمات الإرهابية فيها منذ سنوات كثيرة، وأبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة قد تحَرّكوا إلى هذه المناطق لتحريرِها من هذه العصابات المتغطرسة، ولهذا فقد كانت الثقةُ باللهِ من أبرز العوامل التي ساعدت المجاهدين الأبطال على تحقيق هذا الانتصار، فالجميعُ تحَرّك، ولديه قناعةٌ بمصداقية المشروع والقضية، وأن هذا التحَرّك هو لنُصرة الحق، ولهذا كانت الضربات مسددة بتوفيق وعون من الله.. جانب آخرُ لا يمكن إغفاله وهو الحاضنةُ الشعبيّة، فقد هبت قبائلُ البيضاء للقتال جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، بحكم ما عانوه من ويلات من قبل هذه العصابات التي ظلت تتحكمُ بمناطقهم طيلة السنوات الماضية.
– تحرير مديريات بيحان وعين وعسيلان وحريب في مأرب وشبوة.. ما أهميتُه من وجهة نظركم؟
هذه المديريات التي تحرّرت -بفضل الله- لها أثر كبير في أنفسنا؛ باعتبَار أنها جزء لا يتجزأ من أرض الوطن، وَقد عادت إلى حضن الوطن، وتحرّرت من دنس الاحتلال والمرتزِقة، وهذه جاءت بعد تأكيدات لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –حفظه الله- على ضرورة تحرير اليمن من أقصاه إلى أقصاه من العمالة والارتزاق، ولهذا فقد تحرّرت هذه المناطق الواسعة بفضل الله ونتيجة الدور المشرف للقبائل والمواطنين الأحرار في تلك المناطق وتعاونهم مع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، وبالتالي فَـإنَّ أية مدينة أَو قرية أَو عزلة تتحرّر فهو انتصار لليمن بأكمله، واليوم والحمد لله ها هم أبناء هذه المديريات يستنشقون عبير الحرية، ويستعيدون كرامتهم المهدورة منذ سنوات، ونحن على يقين بأنه مثلما تحرّرت هذه المديريات، فَـإنَّنا في الطريق الصحيح، وسنصل إلى تحرير اليمن بالكامل من الغزاة والمحتلّين.
– على ذكر أبناء القبائل والمواطنين.. كيف تقيّمون دورَهم في تحرير مناطقهم من الغزاة والمرتزِقة؟
المجاهدون من أبناء محافظة مأرب ومحافظتي شبوة والبيضاء والقبائل الحرة سطّروا أروعَ الملاحم البطولية، وكانوا في طليعة المقاتلين، وقدموا الكثير من الشهداء والجرحى، ونحن نُكِنُّ لهم التقديرَ والاحترام على ما قدموه تجاه وطنهم، وهم الآن يتصدرون المشهدَ في تأمين تلك المديريات المحرّرة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، وإن شاء الله سيظل هؤلاء الأحرار على عهدهم، ولن يسمحوا مجدّدًا بعودةِ العناصر الإجرامية إلى مناطقهم لتعيث فيها الفساد.
– بصفتكم أحدَ وجهاء مديرية الجوبة.. ما الذي تعنيه الجوبة وما أهميّةُ تحريرها؟
تحريرُ مديرية الجوبة من العملاء والخونة له أهميّةٌ كبيرة؛ كونها من أهم المديريات في محافظة مأرب، وهي إحدى بوابات المدينة، وتقع بالقُرب من حقول النفط والغاز في صافر، وَإذَا ما تحرّرت فَـإنَّ الأعداءَ والغزاة سيخسرون ورقةً هامةً، وسيتراجعون إلى داخل مدينة مأرب، وستكون مقدمةً لهزيمتهم المدوية في مأرب، وبداية التحرير للمدينة.
– لماذا برأيكم شيخ علي يرفُضُ المرتزِقة مبادرة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي مع أنها تمثل لهم طوقَ النجاة؟
بالنسبة لمرتزِقة العدوان، فالجميع يعرفُ أنهم ليس لديهم أي قرار، وأنهم ينفذون إملاءات الاحتلال السعوديّ، وليس لهم من الأمر شيءٌ، لكن أحرار مأرب يرَون أن مبادَرَةَ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي “منصِفةٌ” وَ “عادلة” والكثير من أبناء مأرب يرحِّبون بها، وهم يتحَرّكون الآن مع أبطالِ الجيش واللجان الشعبيّة، وكل القوى الخيِّرة في هذا الوطن لتحرير ما تبقى من محافظة مأرب من دنس الغزاة والمرتزِقة، والآن جاري التطهير، وطرد الغزاة.
– نلاحظ أن أمريكا ومجلسَ الأمن منزعجان من تحرير مدينة مأرب.. لماذا برأيكم؟
الانزعَـاج سببه أن الأمريكيين وقوى العدوان يدركون جيِّدًا أن تحرير مأربَ يعني القضاء على مشاريعهم الهدامة التي تنهب ثروات الشعب اليمني، كما أنهم ينزعجون؛ لأَنَّه سيتم التخلص من العناصر الإجرامية “القاعدة وداعش” والتي هي في الأَسَاس صناعتهم، وهذا شيء يعرفه الجميع، وهنا نؤكّـد أن تحرير ما تبقى من مأرب يعني نهايةً للعدوان، هذا العدوان المتواصل للعام السابع على التوالي، والذي حاولت السعوديّة وأمريكا وكل الأشرار أن تكونَ مأربُ منطلقاً لاحتلال صنعاء وبقية المحافظات اليمنية، لكن أحرار مأربَ وقفوا ضد هذه المخطّطات، ورأوا أن خيارَهم وحريتَهم وكرامتهم هي مع صنعاء وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، والآن ها هو بريقُ الحرية يلمَعُ في جبال وأودية مأرب، ونحن نرى النصرَ قادماً لا محالة.
– ما أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهت قبائل مأرب خلال السنوات الست الماضية نتيجة غارات العدوان واحتلال المرتزِقة لمديريات المحافظة؟
كما أوضحتُ لكم، فَـإنَّ أحرارَ مأرب عندما وقفوا في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ، تعرضوا للمعاناةِ ذاتها التي لاقاها الشعب اليمني العظيم، وربما أكثر، فقد تعرضت القرى والمزارع للقصف المتغطرس، بكل أنواع الأسلحة، ومنها المحرمة دوليًّا كالقنابل العنقودية، واضطرت الكثير من الأسر للنزوح من القرى، وعمد الطيران السعوديّ إلى القصف المتعمد لمنازل المشايخ والأحرار الذين رفضوا الانخراط في صفوف العمالة والارتزاق، لكن لا بد ما يحاسَبُ العدوان على هذه الجرائم، وعلى كُـلِّ ما ارتكبه بحق شعبنا اليمني العظيم.
– ما هي رسالتُكم للمرتزِقة وقوى العدوان المتمسكين بمأرب؟
رسالتُنا للمرتزِقة أن الغزاة لن يبقوا على أرض الوطن؛ ولهذا فَـإنَّ عليهم اغتنام فرصة العفو العام وتسامح القيادة الثورية ممثلة بالقائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والقيادة السياسية ممثلة بالمشير الركن مهدي المشاط، فنحن نظل يمنيين، والغازي الأجنبي يظل محتلّاً، وأرضنا لا يمكن أن تقبل إلا من كان حراً كريماً عزيزاً لا يقبل الخضوع والخنوع والارتهان للخارج، وهي مبادئ كُـلّ الثوار الذين خرجوا في ثورة 21 سبتمبر 2014، وستظل إلى أن تقوم الساعة.
– ما المكسَبُ الذي ستحقّقه صنعاء من تحرير محافظة مأرب بالكامل؟
المكاسِبُ التي ستحقّقُها صنعاءُ وَأبناءُ شعبنا بالكامل، هو إنهاءُ العدوان الأمريكي السعوديّ، والقضاءُ على العمالة والارتزاق في مأربَ وغيرها، وبالتالي فَـإنَّ خيراتِ وثرواتِ المحافظة سيعود نفعها للشعب اليمني العظيم برمته وفي مقدمتها أبناء المحافظة الذين ظلوا لسنواتٍ كثيرةٍ محرومين منها، وكانت فائدتُها تعودُ لصالح منتفعين محدودين، في حين حوّل العدوان هذه الثروة إلى مشاريعَ تدميرية ومراكز عمليات للاحتلال وتدار لكل ما هو ضد الشعب، ولهذا نحن نقول إن تحريرها هو نهايةُ عدوانهم بإذن الله.
– ما رؤيتكم شيخ سعيد لتطبيعِ الحياة في مأرب بعد التحرير؟
نحن نطالب كغيرنا، بتحقيق الأمن والاستقرار في جميع مديريات مأرب، وهذا هو العاملُ الأهم، إضافةً إلى أن تعمَلَ السلطةُ المحليةُ على توفير الخدمات العامة للمواطنين، وإيضاحِ الصورة للمجتمع لمشروع الدولة، والخطة التي رسمها الشهيدُ الرئيس صالح الصمَّاد –رحمه الله- “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، ليكونَ المواطِنُ شريكاً أَسَاسياً في بناء بلده والدفاع عنه، وبذلك ينالُ كُـلَّ حقوقه المشروعة والتي طالما حَلُمَ بها.