في احتفالنا بالمولد النبوي.. قالوا عنا فقلنا لهم
ريهام البهشلي
قالَ عنا الكثير من مرضى القلوب من يتحدثون عن استيائهم وانزعَـاجهم من احتفالنا بذكرى المولد النبوي، ويعربون عن انزعَـاجهم بقولهم: إننا نزين ونفرح ونحن لا نقتدي بالنبي في شيء.
نقول: لكم خسئتم وافتريتم علينا الكذب والله المستعان على ما تصفون.
نحن الذين نحتفل بالمولد ونزين ونفرح في يوم مولد رسول الله مرة في السنة وبقية أَيَّـام السنة حياة حافلة بالاقتدَاء بالنبي، فنحن من نجاهد ونقاتل اليهود والنصارى ومن والاهم، ونحن من ننفق في سبيل الله وندعو الأُمَّــة بالتمسك برموز أهل البيت لتغيير الواقع المرير الذي لا يستطيع أحد إنكاره، فنحن أَيْـضاً من استبدلنا إحيَاء عيد الحب والكرسمس وغيرها من أعياد اليهود بإحيَاء رموز الأُمَّــة من آل بيت النبي، ونحن من نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونبلغ الحجّـة والمحجّـة ونحن من نؤتي الزكاة ونقيم الصلاة ونصوم رمضان ونستغفر بالأسحار، نحن من نحرص على التسبيح قبل شروق الشمس وقبل الغروب وتذكير الناس بفتحها على مآذن المساجد، ونحن من نوالي أولياء الله الصادقين المخلصين نحن من جعلنا كُـلّ أعمالنا لله وفي سبيله، فنحن من نعادي أعداء الله ونبرأ منهم ونستنكر المطبعين مع إسرائيل، ونحن الذين نغيض إسرائيل بتحَرّكنا الجاد العملي غير المسبوق، نحن من يدعو الأُمَّــة بالاعتصام بحبل الله والاجتماع حول القرآن ولملمة شتاتنا الذي خلفته الأنظمة السابقة الخاضعة للهيمنة الخارجية، نحن من فضحنا زيفَ المنافقين وأغلظنا عليهم كما فعل النبي صلوات الله عليه وعلى آله، نحن من نكظم الغيظ حرصاً على وحدة الصف وعدم الاختلاف والنزاعات بل إننا أشداء على الكفار رحماء بيننا.
أم هل ستنكرون أننا نحن من نبلغ رسالات الله بتجميع الناس في المجالس والفعاليات ونحثهم على اتباع محمد وآل بيته والقرآن ونزيد الناس وعياً وبصيرة من خلال النظر إلى القرآن والأحداث، نحن من نقول كلمة الحق ولا نخشَى في الله لومة لائم، نحن لبينا وصية الرسول في التمسك بالثقلين وليس بالمشايخ وعلماء السوء، نحن الذين نحرص ونحث ونعمل على الإحسان للفقير والجار، نحن من جعلنا لأحفاد بلال قيمتهم الإنسانية بعد أن كانوا فئة غير مهضومة من قبل المجتمع، نحن من فتحنا المطابخ والمخابز الخيرية للفقراء والمحتاجين طيلة السنة، فنحن الذين نقيم الدين والدولة القوية بالاكتفاء الذاتي والتصنيع الحربي وغيره لنكون أُمَّـة قويةً قادرةً على مواجهة التحديات والحروب، غير معتمد على الخارج الذي هم أعداء ألدا لنا، نحن يا من ندعوكم لمقاطعة بضائع من أساءوا للرسول ونصرخ سخطاً ضدهم وكذلك نحن من ندعو المرآة للحشمة لا للموضة اقتفَاء بالزهراء عليها السلام، بل وجعلنا الإعلام وسيلة لإعلاء كلمة الله وتناول أهم قضايا المجتمع والأمة ونحن من قضيتنا الأَسَاسية والمركزية فلسطين والأقصى بلا شك.
فنحن من نقدم فلذات أكبادنا في سبيل الله ثم في سبيل الوطن والمستضعفين، نحن الذي جيشنا ورجالنا في جبهات العزة يقاتلون ضد من سولت له نفسه غزونا سواء مسلم منافق أَو أجنبي كافر، فنحن من نسائنا تربي أولادها على ثقافة القرآن والجهاد بدل ثقافة البوبجي والهوس الإلكتروني وغيره من الضياع الذي يسمونه تحضُّراً، نحن الذين نحارب الحرب الناعمة التي غزت فكر معظم شبابنا، نحن من نوقر الكبير ونعطف على الصغير، نحن من عظمنا أسرة الشهيد وأكرمنا أسرة المرابط والجريح والأسير، ونحن الذين نحظى بتأييد الله ومعونته، ونحن الذين فتح الله على أيدينا يوم كنا قلة قليلة فأصبحنا أُمَّـة لا تقهر، نحن من نجحت ثورتنا السلمية 21 سبتمبر وأخرجنا اليمن من الوصاية الأمريكية، نحن الذين قائدنا حكيم مؤمن زاهد ولي من أولياء آل النبي حريص على دمائنا بل لا يساوي المنصب عنده شراك نعله، نحن من نحيي ميلاد طه ولو كره الكافرون.
فهل عرفتم من نحن؟! نحن أنصار الله وحزبه الغالب بإذن الله، هذا واقع أم ستنكرونه أيها الغافلون!
ما لكم كيف تحكمون؟!، وصدق الله القائل في محكم كتابه: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَـمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخرين لَـمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِـمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَـمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شيئاً أُولئك الَّذِينَ لَـمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ)).