احتفاءُ المرأة اليمنية.. شكلٌ فريد وعطاءٌ متجدد
أمة الملك الخاشب
في يوم 12 ربيع الأول 1443 الموافق 18 أُكتوبر 2021 احتفلت 14محافظة يمنية بذكرى المولد النبوي الشريف في عشرات الساحات الرجالية والنسائية ورغم قلة الإمْكَانات لوسائل الإعلام إلا أنها حاولت تغطية جميع الساحات في كُـلّ المحافظات بقدر المستطاع، لكن رغم الجهود المبذولة إلا أن القصور واضح في إظهار الحشود النسائية المهولة في صنعاء وغيرها من المحافظات وهم معذورين فما أظهرته وسائل الإعلام ما هو إلا قطرة من مطرة من حجم الجماهير النسائية التي ظلت تتوافد حتى انتهاء الفعالية ولم يتمكّن آلاف النساء من الوصول للساحات الاحتياطية التي كانت مخصصة للاحتفالات؛ بسَببِ الازدحام الكبير الذي أجهد حتى عاملات الأمن والنظام وفقدن السيطرة على تلك السيول النسائية من ضيفات رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وهذا ما يشرح الصدور ويريح النفوس.
فخروج النساء بذلك الزخم غير المسبوق تلبية لدعوة السيد القائد وهو يدعو الشعب اليمني أن يكون هو المتصدر في قائمة الشعوب في إحيَاء المولد النبوي فيه دلالة كبيرة على أن هذه المرأة وصلت لدرجة كبيرة من الوعي الإيماني بأهميّة الخروج مهما كانت الظروف وبوجوب تلبية دعوة السيد القائد في نصرة رسول الله ليفهم العدوّ أننا أُمَّـة مرتبطة بنبيها رجالاً ونساء وبأن العدوّ مهما خطط واشتغل في استهداف المرأة خَاصَّة لإفساد المجتمع ولتثبيطه عن الجهاد وعن مواجهة مشاريعهم الاستعمارية، وهذا ما صعق العدوّ.
لأَنَّ العدوّ إذَا أراد استهداف مجتمع استهدف نساءَه، فهن الأُمهات وهن صانعات الرجال وبانيات الأجيال وَإذَا نجح العدوّ في إفساد المرأة واستهدافها فقد استهدف المجتمع بأكمله، وبالمثل فالعدوّ إذَا أراد قياس نسبة وعي المجتمع ونسبة تماسكه وترابطه والتزامه فهو أَيْـضاً يراقب تحَرّكات المرأة ويقيس مستوى وعيها، ومعروف جِـدًّا عبر التاريخ أن العدوّ استخدم النساء في بث الشائعات والأراجيف وتثبيط الرجال عن الجهاد وهذا ما حدث مع مسلم بن عقيل رسول الإمام الحسين إلى أهل الكوفة، كانت النساء لعدم وعيهن سبباً في تخاذل من بايعوا مسلماً على نُصرته، ورسالة المرأة اليمنية في يوم المولد وهي الكبيرة في السن والأم المرضعة والصغيرة والمريضة وحتى المقعدة لم تمنعها إعاقتها من الخروج.
الجميع أرسلن رسالة واحدة وهي أنهن لن يخذلن حفيد رسول الله علم الهدى السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي أعاد لليمن مكانته الحقيقية بين الشعوب والأمم وقاد هذا الشعب لطريق العزة والكرامة والتحرّر من الاستعمار والتبعية والارتهان، فلولا القيادة لما وصلنا لهذه الكرامة والعزة في إحيائنا للمولد النبوي بهذا الزخم وبهذه الصورة التي جعلت من اليمن قبلة الأحرار ومبتغى كُـلّ زائر فكتب مئات الكتاب العرب تغريدات مديح لليمن قيادة وشعباً وعبّروا عن اعتزازهم بالشعب اليمني وعن رغبتهم بالاحتفال بالمولد النبوي في اليمن لو كانت المطارات مفتوحة.
وأكثر ما يثلج الصدر هو أن ترى النساء من مديريات وعزل كثيرة خارج صنعاء كن قد أتين من ساعات الصباح الأولى في ساحة المولد تاركات خلفهن الأعمال الريفية في القرى والعزل وهذا فيه دلالة كبيرة على مستوى الوعي والثقافة التي وصلت لها المرأة الريفية أَيْـضاً والتي ينتمين أغلبهن لأسر شهداء وأسر أسرى ومجاهدين ومرابطين وحتى من كُـلّ الانتماءات خرجن بكل شوق ولهفة وحب وحنين لإحيَاء مولد سيد البشرية حبيب القلوب ونور الأبصار.
سيكتب التاريخ وسيوثق مواقف بطولية لليمنيين رجالاً ونساءً وهم يحتفون بنبيهم الأعظم وقدوتهم ومعلّمهم الأول ومنهجهم وقائدهم الذي أعادوا تذكيرَ الأُمَّــة الإسلامية جمعاء به بعد أن عاش اليمنيين فترة تغريب عن نبيهم؛ بسَببِ المد الوهَّـابي الذي انتشر في اليمن وفي كُـلّ الدول العربية والإسلامية فانتفض اليمن على ثقافتهم الوهَّـابية وبإذن الله سيعود النبي الأعظم هو المنهج والقُدوة عند كُـلّ المسلمين في أرجاء المعمورة ويعود ربط الأُمَّــة بنبيها وكتابها وذلك بفضل الله وتضحيات وصمود اليمنيين واليمنيات الذين صنعوا المعجزات ورسموا أجمل وأعظم اللوحات المحمدية الأصيلة في اليمن الأصيل يمن الإيمان والحكمة كما سماه رسول الله صلوات الله عليه وآله، رغم المعاناة الإنسانية ورغم الحصار ورغم استمرار العدوان عليهم منذ 7 سنوات من تاريخ 26/ مارس /2015 وإلى يومنا هذا.