نظّم المؤتمرُ العالمي لنبي الرحمة محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- في مرآة الآداب والفنون قبل أَيَّـام، ندوةً افتراضيةً شارك فيها أكاديميون وإعلاميون وعلماء ومثقفون من مختلف الدول العربية والإسلامية.
خلال فعالية المؤتمر العالمي لنبي الرحمة في مرآة الآداب والفنون
أكاديميون وعلماء ومثقفون وإعلاميون يمنيون وعرب:
الأمة بحاجة إلى حمل الرسالة المحمدية الأصيلة والمحاربة الدائمة لدعوات التكفير والتخوين
المسيرة – هناء سعادة
وَيأتي هذا المؤتمر ضمن جهود المنظمين في الدفاع عن الإسلام ونبيه والحضارة الإسلامية وثقافتها والتعريف بالدين الإسلامي الحنيف، في ظل ما يعيشه العالم الإسلامي الآن من حروب غوغاء، وَما يتعرض له من هجمات التشويه وَالافتراء من بعض من يدعون الانتماء إليه وَيرتكبون باسمه أفعالاً مشينة يندى لها الجبين، مثل التنظيمات الإرهابية كداعش وَغيرها، وَغير المسلمين من المتحاملين عليه، أعداء الألفة، الذين يصورون النبي الأكرم بأبشع الصور وَبأنه معاد للحضارة وَالإنسانية وَيرمونه بالباطل بطرق ممنهجة بغيضة، مستغلين كُـلَّ المنابر والصناعات الإعلامية والثقافية التي أضحت تنسج وتخيط صوراً نمطية وأنظمة فكرية ومعتقدات تجعل من المسلم معادياً للإنسانية وللبشرية وللأخلاق وللقيم السامية؛ بهَدفِ التخويف من الإسلام وهز صورته في المحافل الدولية، والأغرب وَالأدهى هو انضمام قادة الرأي وصناع القرار إلى قافلة التهجم على الإسلام واستهدافه وتشويهه، الذين ينظرون في شؤون الإسلام والمسلمين والحضارة الإسلامية بثقافة الحقد والكراهية.
وقال الدكتور موسى عربي -أُستاذ جامعي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأمين الشؤون الدولية للمؤتمر العالمي لنبي الرحمة في مرآة الآداب والفنون- خلال الندوة: إنّ القائمين على هذا الحدث الثقافي تسلموا أعمالاً أدبية وَفنية من أكثر من 36 دولة حول العالم، داعياً الأدباء وَالفنانين إلى توظيف أقلامهم وَفرشهم للتعريف بخصال النبي الأكرم المتفردة، وتقديم مناقبه وما جاء به من قيم أخلاقية سامية والقيام بواجب التصدي المنهجي والموضوعي للحملات التي تستهدف شخص النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وَالتي تسيء إليه وإلى سيرته العطرة ورسالته العظيمة التي كلفه بها الله -سبحانه وتعالى- لنقل الناس من الظلمات إلى النور وَدحضها بالمناهج العلمية وَعن طريق الأدب وَالفن.
من جانبه، تقدم الأُستاذ الدكتور الجزائري نور الدين أبو لحية، بالشكر للمؤتمر العالمي على هذه المسابقة، متمنياً لها الاستمرارية وأن تحتذي بها غيرها من المؤسّسات العلمية؛ لأَنَّها أخذت على عاتقها طرح أعلى قيمة في الإسلام وهي النبوة والدعوة لها وتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بها.
بدوره، تطرق عضو رابطة علماء اليمن محمد الحسين علي النعمي، إلى الحملات المسعورة التي يتعرض لها الدين الإسلامي وَنبيه الأكرم، وَمسؤولية المسلمين تجاه ذلك، مُشيراً إلى أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات الأدبية والفنية مهم جِـدًّا، وله انعكاساته الإيجابية على الروح الإسلامية، إذ إن ربط هذه المبادرات بالنبي الأكرم يبعث على التنافس لإظهار شخصية هذا الرجل العبقري، وتعريف العالم بسيرته ومكارم أخلاقه، وتقديم الرسالة التي جاء بها كما هي، بعيدًا عن الروايات المكذوبة والمدسوسة في الموروث الإسلامي، التي قدمت النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- على أنه إرهابي ومتوحش ودموي، مؤكّـداً أن بداية الرد على الإساءَات المتكرّرة للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- تأتي من قبل العلماء، فهم المؤتمنون على الدين، وذلك بنقد وتعرية الموروث الإسلامي المسيء للرسول الأكرم بعيدًا عن القيود والأطر المذهبية، والعصبية العمياء.
ودعا النعمي المشاركين في الندوة للتعرف على الطريقة والتجربة اليمنية في الاحتفاء بالمولد النبوي، ونقل هذه الصورة والمشاهد إلى بلدانكم، فأنتم سفراء بلدانكم، فكونوا نعم الرسل.
توضيحُ الصورة الناصعة للإسلام
وتعددت خلال الندوة المداخلات والكلمات التي أثنت على الرسول الأكرم محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-
وأشَارَ البروفيسور جمال تراكة، من الجزائر إلى أن هذا الزمن الذي يتعرض فيه ديننا الحنيف للتشويه وَالحملات التضليلية، سواء من طرف الأقلام الغربية المتحاملة، أَو ممن ينتسبون لهذا الدين، وَالذين جعلوا من نبينا الأعظم مُجَـرّد ساعي بريد، جاء برسالة مبنية على الدم وَالقتل وَالجفاء، معتبرًا أن تقديم الإسلام بهذه الصورة، يجعلُ من تنظيم هذه المسابقات، حدثاً ذا أهميّة قصوى، حتى نبين الصورة الحقيقة للإسلام وَالنبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه، فهو القائد الذي أسس لدولة متكاملة الأركان، أَسَاسها الحق وَالعدل وَالقانون وَالمساواة.
من جانبه، وجه القاضي ومدير العلاقات العامة وَالإعلام بمجلس القضاء الأعلى بصنعاء، وعضو فريق برنامج عهد الأحرار باقي بإذاعة صنعاء الرسمية، رشيد مأمون الشامي، كلمة شدّد من خلالها على ضرورة التمسك بنهج سيدنا محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- وجعل هذه الذكرى محطة للتزود من سيرته وعطائه العظيم الديني والتربوي والأخلاقي الذي يعزز من ثبات وصمود أمتنا الإسلامية في موجهة التحديات الكبيرة والصعوبات العظيمة.
وقال الشامي: “ونحن أهل اليمن، نحرص بفضل من الله وتولي رسوله ومن ثم قادتنا أعلام الهدى، على إحيَاء هذه المناسبة الجليلة، ولنا الشرف العظيم بجعل هذه المناسبة متميزة لا نظير لها مقارنة مع كُـلّ مناسبات الدنيا، حَيثُ نجدد من خلالها ولاءنا العظيم لله ولرسوله، وتأسينا بأجدادنا في نصرتهم للإسلام، وفي التمسك بمبادئه وقيمه”.
بدوره عبّر الناشط السياسي وَالكاتب السعوديّ، علي هاشم، عن سخطه لما يقوم به الإعلام من ترويج للفتن وَالإساءة الممنهجة لنبينا الكريم، مُشيراً إلى أنه قد بلغ الفجور الإعلامي في سوء استخدام الحق في حرية التعبير مداه، حَيثُ تطورت عملية استباحة عرض نبينا إلى سياسة ممنهجة، تُمولها وتحميها دول مارقة، دون أن تتصبب على جباه زعماء المسلمين والعرب قطرة من عرق (الحياء) للتنديد بهذه الإهانة المقيتة بمقدساتنا.
ويتفق الإعلامي البحريني وَمقدم وَمعد البرامج على قناة اللؤلؤة، الأُستاذ يوسف ربيع، مع علي هاشم، مشدّدًا على ضرورة التصدي لهذه الحملات الخبيثة وكشفها، والعمل على مواجهتها بالإعلام والسياسة والمناهج الدراسية، وعن طريق تقديم نماذج مشرفة في إدارة مجتمعاتنا وتنميتها، وإدماج كُـلّ القطاعات وكل فئات المجتمع، بالأخص الشباب والشابات؛ بهَدفِ إبراز قيم النبي في الحياة.
من جهتها، أعربت الكاتبة وَالصحفية اللبنانية، سندس الأسعد، عن أملها في أن تترسّخ الوحدة الإسلامية بين المسلمين، مثمنة هذه المبادرة الفاعلة التي من شأنها تقوية أواصر الحبّ والمودّة والولاء؛ لأَنَّها تخص المحور الأَسَاس الذي تتمحور حوله عواطف وعقائد المسلمين كافة.
كما دعت السيدة الأسعد، البشرية اليوم إلى الالتفاف حول هذه الرحمة، النبع الفيّاض للوحدة، مضيفة أنّ البشرية بحاجة اليوم إلى المعنوية والصفاء والمعارف الواضحة والسمحاء للإسلام التي يفهمها ويميل إليها كُـلّ قلب منصف، ولهذا السبب وجدت الدعوة الإسلامية أنصاراً كثيرين لها في العالم، واستجاب لها الكثير من غير المسلمين.
وثمّن، أَيْـضاً، أحمد داوود، مدير تحرير صحيفة “المسيرة”، هذا الحدث، قائلاً: “إن هذا الحدث قد لا تجد له نظير في العالم، فالشكر موصول للأمين العام للمؤتمر العالمي لنبي الرحمة محمد (ص) في مرآة الأدب والفنون، الدكتور حامد تقوایي، وللقائمين عليه؛ كونه مؤتمراً عالمياً، فتح المجال لكل المبدعين في العالم، للمشاركة فيه، ولعل أهم مميزاته أنه مخصص عن رسولنا الأكرم محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، حَيثُ يأتي في ظل الحملات المسعورة من قبل قوى الاستكبار العالمي لطمس هُــوِيَّتنا الإيمانية، وإبعاد المسلمين عن رموزهم الدينية، وقائدهم العظيم رسول الله، الذي هو قُدوة لنا في مكارم الأخلاق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي إعلاء القيم، ومحاربة الرذائل، ونصرة المظلوم، والوقوف ضد الظالم.
ويضيف داوود: “نحن في اليمن نعيش هذه الأيّام أجواء احتفالية غير مسبوقة بمولد النور محمد -صلى الله عليه وآله-، ولدينا قيادة حكيمة ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي، تعلمنا أن العزة والكرامة والشموخ لن تعود لهذه الأُمَّــة إلَّا بالعودة إلى المنهج النبوي الأصيل، وتمسك المسلمين بهذا النهج”.
من جانبه، أكّـد السيد كمال دوحة -مدير جريدة الإخبارية بالجزائر- أن هذا المؤتمر فتح المجال أمام كُـلّ المبدعين من شعراء وأدباء وخطاطين وغيرهم للحديث عن رسول الرحمة -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِــهِ- في ظل الحملات المسعورة من الغرب لتشويه صورته وسيرته.
وقال دوحة: علينا أن نعملَ على إنجاح هذه المؤتمر العالمي بطرح أفكار جديدة للتعريف بالدين الإسلامي الحنيف والتعريف برسول الله، كإطلاق أعمال ضخمة موجهة لكل فئات المجتمع، كالأفلام والمسلسلات الدينية والرسوم المتحَرّكة لمواجهة كُـلّ أشكال التطرف والتفرق الديني ومواجهة الحملات المسعورة ضد الإسلام التي تروج على أنه عنوان للإرهاب والتطرف والتخلف، مُشيراً إلى أن هذا المؤتمر هو مناسبة لتذكير الأُمَّــة الإسلامية بقائدها وقدوتها ورمزها، فالأمة الإسلامية بحاجة ماسة الآن وفي هذا الوقت بالذات للعودة إلى تعاليم رسول الله في مكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصلة الرحم وإصلاح ذات البين والإحسان إلى الجار.
ودعا المشاركون في الندوة كافة الخيِّرين من أمتنا إلى عدم الانجرار لدعوات التكفير والتخوين، وإلى الالتزام بما يدعونا إليه ديننا الحنيف من أخلاقيات الأُخوَّة والتكافل وتغليب مصلحة الأُمَّــة على مصالح الأفراد والأحزاب، والسير على قاعدة درء المفاسد أولى من جلب المنافع، تجنبًا لسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل، وصون حرمة الإنسان وكرامته التي تعتبر من أهم مقاصد الإسلام، فضلاً عن حمل الرسالة المحمدية الأصيلة وَالعمل على التعريف بها.