هَلْ وَصْلَت رِسَالَة جُورج قرداحي؟!
رويدا البعداني
منذُ ما يقارب ثمانِ سنوات وحقوق الشعب اليمني مهدرة ودماؤه مستباحة ومع هذا ظل الصمت الأممي المخزي مخيماً، وما يزال شعبنا يرزح تحت وطأة عدوان سافر يرتكبُ أبشع جرائمه بحق اليمنيّين الذين ما برحوا في جبهات الشرف حتى تسود الحرية ساحات هذا الوطن السليب.. ولم ولن يغمد سيف العزة والإباء حتى الوصول للنصر المؤزر.
اليوم يفاجئنا الإعلامي اللبناني المتميز جورج قرداحي الذي لهُ أثر ملموس على الصعيد الإعلامي وذلك من خلال برامجه الإنسانية التي أجاد قيادتها بكلامه الرصين، وذهنه الحصيف وفكره الحر خلال مسيرته الإعلامية الحافلة بمواساة ذات البين، وإعادة ربط أواصر العلاقات المجتمعية التي تهاوت منذ سنين، علاوة على نجاحه في برامجه الأُخرى.
هَـا هو اليوم يعززُ من مكانته ورفعته في قلب كُـلّ يمني أبّي بموقفه الإنساني المشرف، الذي صرح به على مرأى العالم أجمع، فيما يخصُ الحرب على اليمن الذي طال أمدها، موضحًا أن استدامة الحرب وشن القصف الهمجي أصبح عبثاً ليس إلا، فما لم تحقّقه السعوديّة وحليفتها الإمارات ومن سنوات عديدة مضت، لن تحقّقه سنواتِ أُخرى.
وَأَضَـافَ أنه لا بُـدَّ من أن تتوقف هذه الحرب كونها أضحت حرباً عبثية، وما كان الرد الحوثي على صهاينة العرب إلا دفاعاً عن أنفسهم وأرضهم، ورداً على البطش الخارجي الذي طالت يدهُ في كُـلّ بقاع ورقاع أراضي اليمن بَرًّا وبحرًا، في حين أن هُناك آخرين ما زالوا يؤيدون هذا الضيم والإجحاف معللين ذلك بأن الغاية والهدف إرساء دعائم الحرية، والتحرّر من قبضة الحوثي، دون النظر للواقع المعاش الذي يُثبت الغاية الدنيئة من شنِّ الحرب على اليمن.
إن موقف السيد جورج قرداحي هو بمثابة رسالة لعملاء الداخل، وذوي الارتزاق قبل أن تكون للعدوان الخارجي بأن هُناك عدواناً غاشماً جاثماً على اليمن بينما لا تزال هُناك عقول متحجرة ما انفكت تصكُ باب هذه الحقيقة الظاهرة للعيان.
رسالة حملت في طيها الكثير من الدلائل التي تُدين وتستنكر ما ترتكبه الكيانات المدعومة صهيونيا، كما تُصرح وتوضح بمدى عدائية هذه الحرب وذلك من خلال الأضرار التي خلفها هذا العدوان والبطش والتخريب، والقصف والدمار، وإحالة طقوس الأفراح لمآتم عزاء، هي رسالة مفادها أن السن بالسن والبادي أظلم، والجروح قصاص.. ويبقى السؤال عين ونص الحوار، هل وصلت رسالة السيد جورج قرداحي لعُمَلاءِ الداخل؟