قرداحي يُصرح بما عجزت عنه دول
د. تقية فضائل
كانَ للردِّ الواضح والجريء لوزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، بشأن العدوانِ على اليمن، صدىً كبيرٌ في العالم، خَاصَّةً في اليمن التي وجد أهلُها في قولِه بعبثية الحرب على اليمن وتدميره وقتل أهله ظلماً وعدواناً، انتصاراً لمظلوميتهم التي سكتت عنها معظم الدول والمنظمات والعلماء والإعلاميين بل والشعوب قاطبة؛ خوفاً من تسلط الظالمين والمعتدين وانتقامهم.
مظلومية اليمن التي مرت عليها سنوات عانى فيها الشعب اليمني اليُتم والقهر والظلم والأسى ألواناً، وكان مصابه الأكبر في تخلي العالم بأسره والعرب خَاصَّة عنه، وقد أغمضوا أعينهم عن الدماء البريئة وهي تُسفك، والأرواح الطاهرة وهي تُزهق وأرض اليمن أرض الأصالة والعزة وهي تُنتهك، وأصموا آذانهم عن أنينِ المرضى المحاصَرين حتى الموت، وبكاء الأيتام ودعوات الاستغاثة التي لم تُوقظ ضمائرهم وَلم تستنهض نخوتهم ومروءتهم، تركوا اليمن فريسةً يتآمر عليها الأمريكي والصهيوني، مستعينين بأقذر العملاء وأشدهم حقداً على اليمن وأهلها آل سعود وآل زايد من لم يرقبوا في مؤمن إلًّا ولا ذمة.
وعندما سمعنا كلام قرداحي ورأينا ردود الفعل الغاضبة من المستكبرين المطالبين بإقالته وباعتذاره تذكرنا مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي لوزير الإعلام يردّد فيه أبياتاً من الشعر منها:
ما قيمة الناس إلا في مبادئهم.. ﻻ المجد يبقى ولا الألقاب والرتبُ
ولا أظن أيها الرجل النبيل أن هناك مبدأً أعظم من نُصرة المستضعفين وَلك من أهل اليمن الأحرار تحيةٌ طيبةٌ مليئةٌ بالتقدير والإجلال.