معلومات خَاصَّة حصلت عليها صحيفة “المسيرة”: جوانب من التنسيق الأمني بين تحالف العدوان والعناصر التكفيرية “القاعدة وداعش”

 

المسيرة: خاص

قُرابةَ سبع سنوات من العدوان والحصار على اليمن، كان الارتباطُ الوثيقُ بين تحالف العدوان والعناصر التكفيرية واضحاً للعيان، وقد شملت تلك العلاقة عدةَ جوانبَ، عسكرية واستخباراتية، استعرضتها صحيفةُ “المسيرة” في حلقتين سابقتين، وذلك حسب المصادر والمعلومات الخَاصَّة التي حصلت عليها الصحيفة.

وفي السياق، تستعرض صحيفة المسيرة جانبَ التنسيق الأمني بين تحالف العدوان وأدواته من جهة، والتنظيمات الإجرامية “داعش والقاعدة” من جهة أُخرى.

وبحسب الوثائق والمعلومات الخَاصَّة التي حصلت عليها الصحيفة، وما تحدثت به مصادرُ مطلعة، فَـإنَّ هناك تنسيقاً أمنياً كبيراً بين تحالف العدوان وأدواته والتنظيمات الإجرامية، حَيثُ تؤكّـد المعلومات أن عناصر التنظيمات الإجرامية تتحَرّك تحت مظلة تحالف العدوان وفصائل مرتزِقته التي توفر لها الغطاء المناسب من خلال تسهيل تحَرّكها من النقاط العسكرية والأمنية في جميع المناطق التي تسيطر عليها فصائل مرتزِقة العدوان.

ولفتت المعلومات أن العدوان ومرتزِقته منحوا بعض عناصر التنظيمات الإجرامية وقياداتها بطائقَ عسكرية وأمنية تمكّنها من التحَرّك والتنقل بحرية، وهو ما أكّـدته الوثائق التي تم العثور عليها في أوكار عناصر التنظيم بمنطقة قيفة بمحافظة البيضاء والتي سيتم الإشارة إليها في الفقرات القادمة من التقرير، بالإضافة إلى تنسيقات تجري بين تنظيم القاعدة ومرتزِقة العدوان لإخراج بعض عناصر التنظيم التي تم القبض عليها من قبل مرتزِقة العدوان لا سِـيَّـما في مأرب.

ونوّهت المصادر إلى أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح تعد البيئة الأكثر أمناً لعناصر تنظيمي القاعدة وداعش، وهو ما يكشف الارتباط التكفيري الوثيق التي يجمع تلك القوى المرتزِقة، في حين تعد محافظة مأرب المركز الأول من هذه المناطق لإيواء عناصر القاعدة خُصُوصاً وإمدَادهم بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، وقد تم العثور على وثائق تثبت هذا الجانب أَيْـضاً في أوكار عناصر التنظيم بقيفة، كما تتواجد أغلب العناصر الأجنبية في مآوٍ في هذه المحافظة أَيْـضاً، حسب ما أوردته المصادر الخَاصَّة.

 

إدارةُ الصراع بين داعش والقاعدة:

وتقول المعلومات: إنَّ دولَ العدوان الراعية للتنظيمات الإجرامية وفي مقدمتها أمريكا قدمت عملياتِ إسناد واسعةً لتنظيم داعش، من خلال تركيز ضربات الطائرات من دون طيار الأمريكية على قيادات تنظيم القاعدة خَاصَّةً الرافضة لتنظيم داعش، والتي ترى أن ظهورَ داعش سيكونُ على حساب تنظيم القاعدة، وبالرغم من بداية الظهور الملفت لتنظيم داعش مطلع العام 2015م وكذا الدعم الخارجي الذي تلقاه التنظيم للإعلان عن نفسه وللانتشار والتوسع في اليمن، إلا أنه لم يتمكّن من تحقيقِ ذلك الانتشار الذي كان يسعى إليه، وما تزال مناطقُ تواجده محدودةً مقارنة بتنظيم القاعدة، وذلك نتيجة لعددٍ من الأسباب والعوامل.

وتشيرُ إلى أنه ومنذ أواخر العام 2018م عملت عناصر تنظيم داعش على الانتشار في عدد من مناطق محافظة لحج، أبرزها مديرية المضاربة ورأس العارة، وقد أشَارَت المعلومات حينها إلى قيام عناصر من التنظيم وفي الفترة ذاتها باقتحام مدارسَ في مناطق بمحافظة لحج وإغلاقها، إحداها في مديرية المضاربة، وطالبوا إدارات المدارس بتغيير المنهج الدراسي، خَاصَّةً مادتي القرآن الكريم والتربية الإسلامية، وهدّدوا مدرسي هاتين المادتين بالذبح إذَا لم ينفذوا ما طُلِبَ منهم، كما قاموا بإرسال رسائل تهديد إلى قيادات تابعة لمرتزِقة العدوان من حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن المكونات الجنوبية وغيرهم، وقد كانت هذه التحَرّكاتُ تحت مرأى ومسمع قيادات تحالف العدوان على اليمن ومرتزِقته والتي تعمدت غض الطرف عنها، حَيثُ أشَارَت المعلوماتُ إلى قيامِ القيادي المدعو حمدي حسن شكري الصبيحي (قائد ما يسمى اللواء الثاني عمالقة) بتاريخ 15/11/2018م بمطالبة تحالف العدوان على اليمن بمساعدته وإسناده بالدعم الجوي للهجوم على ما أسماه “جماعة إرهابية” تابعة لتنظيم داعش في منطقة المضاربة السفلى بمديرية رأس العارة -كانت قد قامت بتهديد مدرسين سلفيين بالذبح- إلا أن دول تحالف العدوان رفضت التجاوب معه حينها، وهو ما يكشف جانباً آخر من التنسيق الأمني الكبير بين العدوان وأدواته التكفيرية.

وفي حادثةٍ مماثلة رصدت المصادرُ والمعلومات قيامَ المدعو عبدالكريم المعمري (أحد قيادات مرتزِقة العدوان على اليمن ومسؤول ما تسمى مقاومة جبن بمحافظة الضالع) بالتنسيق مع عناصر من تنظيم داعش لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف الجيشَ والأمن واللجان الشعبيّة في جبن، بالإضافة إلى عمليات إجرامية انتحارية حاولت عناصر تنظيم داعش تنفيذها لاستهدافِ رجال الأمن والمواطنين في عدة مناطق واتضح اشتراك مرتزِقة العدوان معهم.

 

عملياتٌ انتحارية بتنسيق مشترك:

وقد أوردت المصادرُ عدداً من العمليات الإجرامية التي نفذتها العناصرُ التكفيرية بالتنسيق الأمني مع تحالف العدوان، منها عمليةٌ انتحاريةٌ كان مخطَّطاً لها أن تستهدفَ دار القرآن في مديرية دمت بمحافظة الضالع بتاريخ2/10/2017م والذي كان حينها مخصصاً لإقامة فعالية دينية، حَيثُ كان هناك تنسيق وترتيب بين عناصر من تنظيم داعش وعناصر من حزب الإصلاح في المديرية لتنفيذ عملية انتحارية تستهدفُ المشاركين في الفعالية، وقد تمكّنت الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الإنقاذ بعون الله من إيقاف السيارة التي كانت تقل الانتحاري المدعو عز الدين فاروق العبدي في نقطة المعزوب، وهو ما دفع بالانتحاري إلى تفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه، وقد تم تحريز حزامٍ ناسف آخر كان مع الانتحاري، كما تم القبضُ على عنصرين من حزب الإصلاح لهم علاقة بالعملية، وهنا جانب يكشف أن علاقة مرتزِقة الإخوان بداعش والقاعدة قائمة على التنسيق المشترك في تنفيذ العمليات الإجرامية العدائية ضد الجيش واللجان الشعبيّة.

كما رصدت المصادرُ والمعلومات عزمَ التكفيريين على عملية انتحارية كان مخطّطاً لها أن تستهدفَ بدراجة نارية مفخخة نقطة حرية في مديرية الشعر بمحافظة إب بتاريخ13/4/2018م، حَيثُ تم التنسيقُ لتنفيذ العملية بين عناصر تنظيم داعش وعناصر وقيادات من ما يسمى اللواء “30” مدرع التابع لحكومة المرتزِقة في محافظة الضالع، وكان ذلك مخطّطاً كانتقام لمقتل الصريع خالد الرعيني (أحد قيادات مرتزِقة العدوان على اليمن، والذي قُتل على يد أفراد النقطة المستهدفة) حسب ما أكّـدته المعلومات والمصادر، والتي أضافت أنه وعند وصول عناصر تنظيم داعش إلى منطقة حرية واقترابهم من النقطة ترجَّلوا عن الدراجة النارية؛ مِن أجلِ تشريك العُبْوة في الدراجة النارية التي سيتم تفجيرُها في النقطة، إلا أنها انفجرت بهم وقُتل حينها أحدُهم فيما تم القبضُ على العنصرين المتبقيَّين من قبل رجال الأمن في النقطة، كما تم القبض على عنصرين آخرين تورطا مع تلك العناصر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com