الجزائر ترفض قرارَ مجلس الأمن الجديد بشأن الصحراء الغربية
المسيرة: متابعات
أعربت الجزائرُ عن “عميق أسفها” و”عدمِ دعمها” قرارَ مجلس الأمن “المتحيِّز” الذي دعا “طرفَي” النزاعِ في الصحراء الغربية، إلى استئناف المفاوضات “بدون شروط مسبقة وبحسن نية”.
وبحسب ما جاء في بيان لوزارة خارجية الجزائر، أمس الاثنين، “عقب اعتماد مجلس الأمن للأمم المتحدة للقرار الرقم 2602 الذي يجدد بموجبه وَلايةَ بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، تعربُ الجزائرُ عن عميقِ أسفِها إزاءَ النهج غير المتوازن كليًّا المكرّس في هذا النص”.
ووصف البيان القرار بأنه “يفتقر بشدة إلى المسؤولية والتبصر جراء الضغوط المؤسفة الممارسة من قبل بعض الأعضاء المؤثرين في المجلس”.
وأفَاد البيان بأن الجزائر “إذ تعرب عن تفهمها الكامل لملاحظات واستنتاجات الجانب الصحراوي بهذا الشأن، تعبر عن عدم دعمها لهذا القرار المتحيّز الذي من شأنه تشجيع المواقف الابتزازية للدولة المحتلّة”، في إشارة إلى المملكة المغربية.
وكانت الجزائر، التي قطعت في 24 أغسطُس، علاقاتِها الدبلوماسيةَ مع المغرب، قد أعلنت قبل أسبوع من اجتماع مجلس الأمن أن رفضَها العودةَ إلى محادثات المائدة المستديرة يعدُّ “رفضاً رسميًّا لا رجعةَ فيه”.
وجاء في نص القرار الصادر، الجمعة، أنه يجبُ استئنافُ المفاوضات تحت رعاية المبعوث الأممي الجديد الإيطالي ستيفان دي ميستورا؛ “بهدف الوصول إلى حَـلٍّ سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين”؛ بهَدفِ “تقرير مصير شعب الصحراء الغربية”.
وقالت الجزائر إنها “تنتظر من المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام إدراج ولايته حصرياً في إطار تنفيذ القرار 690 (1991) المتضمن خطة التسوية التي وافق عليها طرفا النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، واعتمده مجلس الأمن بالإجماع”.
وبحسب بيان الخارجية الجزائرية “إن أي مسعًى يتجاهلُ حَقَّ تقرير المصير والاستقلال للشعب الصحراوي سيكون ظالماً وخطيراً وسيفضي حتماً إلى نتائجَ عكسية، فضلاً عن أنه سيؤدي لا محالة إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
ويدور نزاعٌ منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو، حولَ المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنّفُها الأمم المتحدة بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحُكم الذاتي”.
وتقترحُ الرباطُ التي تسيطر على ما يقرب من 80 % من أراضي المنطقة الصحراوية الشاسعة، منحَها حُكماً ذاتياً تحت سيادتها.
أما جبهة بوليساريو التي تحظى بدعم الجزائر، فتدعو إلى إجراءِ استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة، التي أقرّته عند توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار بين المتحاربين، في أيلول 1991.
وتعلنُ بوليساريو منذ تشرين الثاني، إنهاءَ العمل باتّفاق وقف إطلاق النار الموقّع عام 1991م؛ رداً على عملية عسكرية مغربية لإبعاد مجموعة من عناصر جبهة بوليساريو أغلقوا الطريقَ الوحيدَ المؤدي إلى موريتانيا المجاورة.