الترفيهُ والجهلُ المركَّب
مرتضى الجرموزي
من جديد وفي زمان الذل والانبطاح تُعاد الجاهلية مرة أُخرى إلى أراضي نجد والحجاز ودُنست الكعبة والمدينة المنورة بالرجس اليهودي المقيت وأصبحت المدن ملاذاً لشذاذ الآفاق وعديمي الأخلاق وفاقدي الرجولة ومن جنسيات مختلفة غربية وشرقية وأفريقية وبأشكالهم الصفراء والبيضاء والسوداء والحمراء جميعهم توافدوا كالقطعان الشاردة التائهة عنوة وبدون سابق إنذار وتحت يافطة الحضارة والرقي والتقدم ورؤى التطوّر فُتحت الملاهي الليلية والمراقص النهارية وبيوت الدعارة وشواطئ الاختلاط والتعرّي والمثلية الوقحة وعلى مرأى ومسمع وصمت وتغاضي من أفتوا بحرمة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف خرج ما يزيد عن 750 ألفاً من البشر تحت سقف الترفيه العالي والمفتوح، حَيثُ تجد كُـلّ شيء يخطر ببالك من الحرام والعصيان لله.
جهاراً نهاراً وبمكبرات الصوت والشاشات العملاقة فسد الجمع وتاه الحاضرون في بحار الشيطان الذي لا يخرج منها من غمر رجليه بوحلها النجس ورائحتها الخبيثة.
شذوذٌ جنسي وبعدٌ عن الله وحربٌ لحدوده وضربٌ للقيم والأخلاق وعادات العروبة وأسلافها أعاد النظام السعوديّ جاهلية ما قبل الإسلام وأشدها خبثاً وحقارة ودناءة بلغت من الانحطاط ذروته.
إلى أرض الحرمين عادت الجاهلية فُتحت المراقص وبيوت الفسق والمجون وأختلط العرب والغرب تحت ظلال الترفيه والحريَّة والسعادة والحضارة والرقيَّ التي يتغنى بها النظام السعوديّ ومن هو على شاكلته من الأنظمة العربية العميلة والمنحطة والمطبعة مع من يعتبرون اللعب مع الكلاب والقرود حضارة وإنسانية وما نراه إلَّا جهلاً وسقوطاً في الوحل والرذيلة.
ما نراه اليوم في السعوديّة بما يسمى بموسم الرياض لم يكُن هذا ليحصل لو لم يكن الشعب نفسه والمجتمع نفسه راضياً به ومتوافق مع هواه ونواياه الخبيثة التي أظهرها النظام حين سمح بوجوب كُـلّ المحرمات؛ لأَنَّ عامة الشعب يعيش الشذوذ والتيه خلف الشهوات والتحضر أُسوة بالغرب من يضلون ويفسدون ويسعون في إفساد الأُمَّــة وتمييعها عن الحق وعن الصراط السوي والحضارة الإيمانية السامية لتضيع وتتوه وفي دهاليز الشيطان وتسير خلف نزواتهم ورغباتهم ولو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ، كما قال صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، لدخلوه ويحسبون أنهم مهتدون وما دونهم في ضلال وجهل.
لقد فقد شعب نجد والحجاز ومثله شعب الإمارات والبحرين فقدوا والوعي وانهزموا في أولى خطوات التطبيع مع اليهود النصارى وفقدوا الوطنية والقومية العربية سواء أكان برغبتهم أَو خوفهم من السلطان الفاسد الظالم والجائر والذي لم يبلغ هذا المستوى إلَّا بخنوع وتواطؤ وضعف وتسليم وخوف الشعوب نفسها لهذه العبثية والعشوائية المفرطة والجهل المركَّب فالشعوب، حَيثُ تريد تضع نفسها في القمة أَو في القاع وهي من تغيَّر الأحداث وهي صاحبة الرأي وكلمة الفصل إن أرادت.
والله سبحانه وتعالى لم يغيِّر ما بقوم حتى يغيَّروا ما بأنفسهم.
والتطبيع مع الصهاينة وتوليَّ اليهود والنصارى والسير بإثرهم لن يغيَّر من الواقع شيئاً ولن يحول دون هلاكهم وليس التقرّب منهم نجاة وفلاح وانتصار بل هو خزي وهزيمة وحربٌ من الله ورسوله والمؤمنين وضياع في الدنيا والآخرة.