إنتصارات المرجفين!!
عبدالله علي صبري
زعَمَ المرجفون في الداخل مسنودين بحملة إعلامية تضليلية أن قواتِ العدوان والمرتزقة باتت على مشارِف العاصمة صنعاء، وأن الحسمَ بات وشيكاً، متجاهلين أن أكاذيبَهم المتواصِلَة منذ تسعة شهور لم تعد تنطلي على اليمنيين الذين باتوا اليوم أكثرَ ثقة واطمئناناً إلى نصر الله بعد أن رأوا بأُمّ أعينهم العملياتِ النوعيةَ للجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، وكيف تحوّل تقدُّمُ الغزاة في بعض المحافظات الجنوبية إلى فخٍّ لم يتمكنوا من الفكاك منه.
وإذ بات المواطنُ اليمني على دراية واعية بحقيقة المرجفين، الذين لم تختلف طبائعُهم وأساليبهم منذ زمن بعيد، فإن المستوى الضحل الذي وصل إليه إعلامُ المرتزقة يدفع إلى تذكير القارئ بحملاتهم الضارية منذ ما قبل 21 سبتمبر 2014م، حين جيّشوا العالم على أنصار الله بزعم الدفاع عن أهل السُّنة في كتاف ودماج وبقية مناطق صعدة.
وتزعم (أسود السنة)، حسب تعبيرهم الطائفي الحرب السابعة على صعدة، التي قالوا عنها بأنها الفاصلة؛ لأن الجيشَ كان يقاتل قبل 2011م متواطئاً – بزعمهم- مع أنصار الله، لكنه بعد 2011م أصبح – بنظرهم – مقتدراً على كبح جماح (المتمردين الحوثيين).
وهكذا كانت وسائلُ إعلامهم تبشّرُ بالنصر القريب والحاسم.
المفاجئُ أن غبارَ المعركة انقشع يومَها عن هزيمة مُذلة لقوى النفوذ ومرتزقة العالم في صعدة وحاشد، وبدلاً عن التعامل مع حقائق الواقع ذهب المرجفون إلى الزعم أن الجيشَ خذل آل الأحمر كقوة نفوذ تأريخية أراد هادي أن يقلّمَ أظافرَها حتى يستويَ له مقعدُ الحكم أطول فترة ممكنة.
هكذا جاءت معركة عمران والمرجفون يبشّرون بهزيمة عسكرية مُذلة لأنصار الله، خاصة وأن جيشَهم (الوطني) قد قرَّر خوضَ المعركة غيرَ آبه بتوجيهات الرئاسة ووزارة الدفاع، وبينما كانت مليشياتُ الإخوان تتوافدُ إلى عمران على الضد من الاتفاقات المبرمة، كان إعلامُ المرجفين سبّاقاً إلى صناعة انتصارات ثبت زيفُها.
سقطت القوى التقليديةُ في عمران بأسرع مما كان متوقعاً، وجاء هادي ليباركَ المتغيّرات الأخيرة، بينما ذهب المرجفون إلى الترويج لمعركة صنعاء، والتلويح بحرب أهلية لا تُبقي ولا تذر، وحشدوا للمعركة ما لا يتصوَّرُه عاقلٌ من أكاذيب وأباطيل.. ولكن لما حانت ساعةُ الحسم، بادر إعلامُهم إلى الحديث عن مدنية حزبهم، وأنه ليس طرفاً في معارك (المليشيات)!
وكدنا نصدِّقُ بأن بقيةً من عقل دفعت بالإصلاح إلى الحوار مع أنصار الله، قبل أن نكتشفَ أن مخططَ التدخل الخارجي كان يُطبَخُ بالمؤامرة والتواطؤ بين السعودية وإخوان اليمن.
ومع إعلان ما يسمى بعاصفة الحزم سقط قناعُ المدنية وظهرت ميليشاويةُ الإصلاح في أقبح صورة.. اشتغلوا كمرتزقة، ومرجفين، وخونة، وعملاء، وتجار إحداثيات.. ولم يظهر فيهم صوتٌ واحدٌ يدعو للتعقّل وتقديم المصلحة العليا للوطن.
وفي أكثر من مكان ظهرت قياداتُ الإصلاح في صفّ واحد مع القاعدة وداعش. ومن هذا الخليط تشكّلت ميليشيات (المقاوَمة) المسنودة بإعلام تضليلي طالما دبج الانتصارات الوهمية في مختلف الجبهات وُصُولاً إلى (فرضة نهم)!!
يعرفُ المرجفون أنهم ولّوا الأدبارَ وجَبُنُوا عن القتال وهم في عِــزِّ قوتهم داخلَ العاصمة صنعاء ومن حولها، فكيف يدخلونها اليومَ وللملايين الشرفاء من سكانها ثأرٌ معهم ومع أسيادهم في الرياض من آل سعود ومرتزقة العدوان!!!