قوةُ الحق تسحق حَقَّ القوة
د. مهيوب الحسام
إن العدوانَ الإنجلوصهيوأمريكي بأدواته التنفيذية الأعرابية الذي يقتُلُ الشعبَ اليمني بصواريخ الطائرات والبوارج الحربية وبأفتك أنواع الأسلحة وبأسلحة الدمار الشامل وبالحصار والتجويع وبالأسلحة البيولوجية ونشر الأوبئة والأمراض وباسم الإغاثة الفاسدة الموبوْءة ويدمّـرُ كُـلَّ مقدراته منذ سبع سنوات وبإجرام لا مثيلَ له، ورغم كُـلّ ذلك لم يزدَدْ إلا ضعفاً وهواناً وذُلُّا، ويثبت كُـلّ يوم أنَّ كيدَه أضعفُ من أن يقف أمام كلمة حق ولو كانت مجتزأة أَو جزئية كالتي قالها وزيرُ الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وبرغم كُـلّ ما يملك من قوة من أحدث الجيوش وأفتك الأسلحة وأحدث التكنولوجيا وأقمار صناعية وأقوى اقتصاد ونفط ومال ومرتزِقة من الداخل والخارج وتحالف 22 دولة ومنظمة الأمم المتحدة بمجالسها الخمسة إلا إنه وبعدَ 7س نوات أصبح أضعفَ وأوهنَ بل أشدَّ ضعفاً وارتباكاً ودُواراً من أي وقت مضى، مقارنةً بالشعب اليمني العظيم الذي بالله وبقيادة حرة أبية مؤمنة مجاهدة لم يهتز، بل يزداد قوةً وبأساً وشموخاً وعظمةً وانتصاراً؛ لأَنَّه على الحق وبالحق ويمتلكُ قوةَ الحق ويمتلكُ حريتَه واستقلالَه وقرارَه وإرادته وثقته بنفسه وبنصر الله له
إن العدوانَ الذي يعتمدُ على حق القوة وبكل جبروته وغطرسته واستكباره وغروره أصبح اليوم -بفضل الله- يتهاوى أمام قوة الحق التي يمتلكها الشعب اليمني؛ لأَنَّ للحق قوتَه وفعلَه وتأثيرَه المدمِّـرَ للباطل وكيده الشيطاني؛ لأَنَّ الباطلَ من الضعف بدرجة لا يستطيعُ معه الوقوفَ أمام الحق أَو الصمود في وجهه مهما امتد وله وَقْعُه وفعلُه في الباطل، وبمُجَـرّد الظهور فقط فهو يدمغ الباطل ويزهقه، فالحق حتى ولو كان بالكلمة يهُزُّ الباطل ويكاد يقتلعه من جذوره ويظهره بأضعف صورة نتيجةَ ما يحل به من هزائمَ منكرة على يد هذا الشعب.
وكذلك فَـإنَّ للحقيقة تأثيراتِها وفعلَها في قتل الأضاليل ونسف الافتراءات وكشف زيف الباطل، بحيث لا يقوى على التعايش معها أَو البقاء في ظلها، يقول تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ، وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ).
ونحن نرى ما فعلت الحقيقة في كلمة وزير الإعلام اللبناني رغم أنها كانت مجتزأة، ورغم أنه تكلم عن جزء من الحقيقة ولم يقل أَو يظهر الحقيقة بشكلها الكلي، فهي حرب عدوانية إجرامية ظالمة وليست حرباً عبثية فقط.
إن اهتزازَ العدوان بأدواته وخوفه وارتجافه ورُعبه من كلمة حق يدل على مدى ما وصل إليه من ضعف ووهن وانهيار نتيجة ما يتلقاه من هزائمَ ميدانية في كُـلّ جبهات المواجِهة على يد الشعب اليمني العظيم المؤمن بالله وبرسوله ونهجه المواجِه لعدوانه جهاداً في سبيل الله دفاعاً عن دينه وأرضه وعِرضه ووطنه بوجه عدوان إجرامي بلغ من الطغيان أعلى مراتبه على مر التاريخ؛ لتكون بعون الله هزيمتُه على يد هذا الشعب هي الأخزى على مَرِّ التاريخ.
وهَـا هي قوةُ الحق اليومَ تسحقُ حَقَّ القوة، وهَـا هو العدوّ يترنَّحُ ويعيشُ حالةَ الهزيمة في أوضح تجلياتها.