النوايا مطايا
د. شعفل علي عمير
عندما تكونُ النيةُ سليمةً، حتماً سوف تكون النتائج المترتبة على الأعمال التي انطلقت لأجلها النية سليمة وارتباطها بالأعمال تدل على أن أي عمل إنما هو ترجمةٌ حقيقية للنوايا.
ووردت النيّة في القرآن بِمعنى الابتغاء، كما في قوله -تعالى-: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعْرُوفٍ أَو إصلاح بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، فكشف الله مبتغى النوايا في كونها إما سيئة أَو حسنة، وهذه سنة الله في خلقه.
تآمر أعداءُ الله وعملاؤهم على الأُمَّــة منذ عقود من الزمن، كانت هذه المؤامرات في إطار من السرية تتخذ من الدين الإسلامي جسراً للوصول إلى أهدافهم الخبيثة في محاربة كُـلّ ما له صلة بالدين وطمس الهُــوِيَّة الإسلامية، ولعل الأحداث التي تمر بنا قد أثبتت صحة هذه المقولة، فكانت نوايا أنصار الله في لَمِّ شتات الأُمَّــة هي المطية التي أوصلتهم إلى ما وصَلوا إليه من مجد وانتصار يشهد لهم العدوُّ قبل الصديق بعكس ما آلت إليه أحوالُ العدوان ومرتزِقتهم من خيبة وهزيمة.
كانَ نتاجُ نواياهم السيئة التي سعت إلى تفريق الأُمَّــة ونشر الفوضى والإرهاب والنظر إلى المصلحة الذاتية بعيدًا عما يترتب على عمالتهم وأعمالهم من عواقب تلحق أشد الضرر بالأمة، فأخزاهم الله ومكن أولياءَه من النصر عليهم، وهنا يجب أن نستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى في تأييده لعباده المؤمنين عندما ينطلقون في سبيله ملبين داعيَ الحق من منطلق النوايا الحسنة وصدق الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- عندما قال: (إنما الأعمالُ بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
وعلى مستوى الأُمَّــة فقد تكشفت الحقائق وظهرت النوايا الخبيثة بشكل سافر لكل ذي عقلٌ تمثلت في إعلان الموالاة لأعداء الله والتحالف معهم في ضرب مركَز العروبة والإسلام يمن الإيمان والحكمة؛ ليوقفوا شُعلة الوعي المتقدة في المجتمع اليمني حتى لا تتسع دائرةُ الوعي ليشمل الأُمَّــة برمتها، كانت أهدافُ الأعداء وما زالت ضربَ محور المقاومة لإجهاض مشروع التحرّر من التبعية لأعداء الله بكل أشكالها ومنع الأعداء من السيطرة على مقدرات الأُمَّــة.
حُسنُ الظنِّ بالله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه بنيةٍ خالصة لوجهه الكريم وإيمان صادق كفيلٌ بأن يجعل من المستحيل ممكناً ومن المعجزات حقيقةً يعيشها ويعايشها المؤمن، فما نعيشُه فعلاً من انتصارات هي في واقع الأمر معجزاتٌ تتحقّق على أرض الواقع.
إنه التوكل على الله والاستعانة به، إنها النوايا الحسنةُ التي اعتمدت على الله فمكّنها الله سبحانه وتعالى.