المرتزقة يحمّلون تحالف العدوان خسائرَهم: “مأرب” تفقد السعوديةَ صوابَها
المسيرة | خاص
تصاعدت حالةُ التخبُّطِ والذُّعرِ التي يعيشُها تحالُفُ العدوان ومرتزِقته، مع اقترابِ هزيمتِهم الحتميةِ في محافظة مأرب، حَيثُ ظهرت المزيدُ من مؤشراتِ ودلائلِ الارتباك على المرتزِقة في الوقت الذي تندفعُ السعوديّة فيه نحو ما وصفه مراقبون بـ”حفلة جنون” على مستوى المنطقة على وَقْعِ اقتراب قوات الجيش واللجان من مدينة مأربَ ومنشآت النفط والغاز.
وكان عدد من البرلمانيين المرتزِقة قد وجّهوا قبل أَيَّـام رسالةً إلى الفارّ هادي طالبوه فيها بفك الارتباط مع تحالف العدوان والبحث عن “جهات بديلة” لتقديم الدعم، في مشهد آخر كشف حجمَ التخبط والارتباك والانقسام داخل معسكر العدوّ ومرتزِقته.
ونُشرت العديد من التقارير التي كشفت أن المرتزِق العرادة وبقية قيادات “الإصلاح” في مأرب يقومون بإيداع عائدات بيع نفط وغاز مأرب في شركات صرافة خَاصَّة تتبعهم، وهو ما أكّـدته حملة شنتها وسائل إعلام تابعة لحزب “الإصلاح” مؤخّراً ضد قرار أصدره البنك المركزي في عدن يقضي بوقف التعامل مع عدد من شركات الصرافة هذه في مأرب؛ لأَنَّ هذا القرار يأتي في الوقت الذي يحاول فيه قيادات المرتزِقة تهريب “ثرواتهم” إلى خارج المحافظة عبر استنزاف العُملة الصعبة بالتعاون مع هذه الشركات.
ويأتي الخِطابُ المرتبِكُ في بيانات ومواقفَ للمرتزِقة، امتداداً للتخبط الكبير والمتزايد الذي يعيشه تحالف العدوان، والسعوديّة على وجه الخصوص، مع اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبيّة من تحرير مدينة مأرب واستعادة حقول النفط والغاز، الأمر الذي قالت صحيفةُ “الغارديان” البريطانية قبل أَيَّـام إنه سيحسم الحربَ بأكملها لصالح صنعاء.
ويرى مراقبون أن التصعيدَ السعوديَّ تجاه لبنان مؤخّراً يأتي في إطار “حفلة جُنون” سعوديّة، سببُها الذعرُ الناجِمُ عن خسارة محافظة مأرب؛ لما لهذه الخسارة من تداعيات كبيرة على المشروع السعوديّ الأمريكي في المنطقة بكلها.
هذا ما أكّـدته قبلَ أَيَّـام صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية التي قالت: إن الهزيمة السعوديّة في مأرب ستضاعف “التهديدات المشتركة” التي يواجهها كُـلٌّ من الكيان الصهيوني والنظام السعوديّ في المنطقة وبشكل “خطير”.
واتهم نشطاءُ عربٌ، أمس، النظامَ السعوديَّ بمحاولة إشعال “فتنة” داخل العراق، من خلال محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في إطار التصعيد المرتبك الذي تسعى من خلاله الرياضُ إلى فتح جبهات جانبية مع “محور المقاومة”، على أمل النجاة من الهزيمة الحتمية التي تنتظرُها في اليمن.
ومع ذلك، لا تبدو محاولاتُ التصعيد السعوديّة هذه أفضلَ حالاً من مأزقِها في اليمن، ففي لبنان ما زالت الرياضُ عاجزةً عن تحقيق أيٍّ من أهداف حملتها الشرسة التي شنتها على خلفيةِ تصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، بشأن عبثية العدوان على اليمن، والتي أرادت من خلالها تفكيكَ الحكومة اللبنانية وتأليبَ الشارع ضد “حزب الله”، بل إن هذه الحملة فتحت على السعوديّة بوابةَ انتقادات جديدة بخصوص العدوان على اليمن، وبخصوص تدخُّلاتها السافرة في شؤون لبنان ودورها التخريبي في المنطقة بكلها.