بيانُ مجلس الأمن والكيل بمكيالين
نايف حيدان*
قُلناها مراراً وتكراراً ونقولها اليوم مجدّدًا ونؤكّـدُ عليها: إن مجلسَ الأمن جزءٌ لا يتجزأ من العدوان على اليمن وإنه انحرف تماماً عن الغرض الذي تشكل لأجله، وأصبحت الدول التي تشن الحرب على اليمن هي صاحبة القرار والمتحكمة ببياناته وتصرفاته تجاه الأحداث في اليمن.
فبالرغم من الغارات العدوانية المُستمرّة على اليمن واستخدام مختلف الصواريخ والقنابل المحرَّمة دوليًّا على مدى سبع سنوات مضت لم نسمع أَو نشاهد بيان إدانة أَو شجب أَو تصرف يسعى لإيقاف هذه الجرائم والحرب العدوانية على شعب فُرضت عليه الحرب فرضاً ولم يعد أمامه خيار غير الصمود والمواجهة..
مجلس الأمن بالفعل ظهر على حقيقته وانكشف بانحرافه وكيله بمكيالين بالذات بأحداث اليمن.
جرائمُ ارتكبت بحق الأطفال وبحق النساء وبحق الأبرياء وُوجهت بصمت مجلس الأمن بينما طائرة مسيَّرة أَو صاروخ باليستي يستهدف هدفاً عسكرياً بأرض العدوّ تقوم قيامته ويعتبرها خروجا عن المواثيق والاتّفاقيات الدولية وجرائم حرب.
فلو كان مجلس الأمن يؤدي دورَه الذي أنشئ لأجله لوقف موقفاً واضحاً وصريحاً من جرائم الحرب التي تُرتكب بحق اليمنيين ولكانت مجزرة طلاب ضحيان أَو مجزرة القاعة الكبرى أَو مجزرة عرس سنبان قضيةً يتخذ بها قراراتٍ منصفةً وعادلة بحق المجرم الذي أرتكب هذه الجرائم.
ولكنه يصم أذنيه عن هذه الجرائم والمجازر بحق شعب يواجه معتدياً، ويخرج ببيانات جوفاءَ فارغة المضمون الإنساني والحقوقي تميل للمعتدي ضد الضحية..
بيانُ مجلس الأمن لم يعمل حساباً للشرعية الحقيقية وهي شرعية الشعب الذي يخرج في مختلف المحافظات بالملايين تعبيراً على رفض التدخل بالشأن الداخلي وانتهاك السيادة اليمنية، فقط يميل لحفنة من المرتزِقة لم يعد لهم مكان على الأرض اليمنية متأثراً بالأموال السعوديّة والخليجية ساعياً لتحقيق الأطماع الخَاصَّة بدول الاستعمار لنهب ثروات ومقدرات الشعوب المستضعفة..
اليمنيون بصمودهم وتمسكهم بقضيتهم فضحوا وعرّوا مجلس الأمن وكشفوه على حقيقته الساعية لتذليل الصعاب أمام الدول العظمى الاستعمارية..
وهنا نقول لمجلس الأمن: إن كنتم تسعون لإعادة الشرعية كما تدعون، فالشرعية هي شرعية الشعب الذي يعمي أعينكم بغبار أحذيته وإن كنتم تريدون فرضَ السلام فرجال الرجال سيفرضونه ببنادقهم على كُـلّ شبر باليمن بتنظيفه من كُـلّ الأدوات لتنفيذ أجندة الدول المتحكمة بقراراتكم وببياناتكم الخرقاء.
إن الشعب اليمني وبعد أن فُرضت عليه هذه الحرب لن يقدم أي تنازل تنال من حقه في الحفاظ على السيادة ووحدته اليمنية ومواجهة المعتدي أياً كان.
* عضو مجلس الشورى