سقطرى.. جوهرةُ الشرق وسِرُّ أطماع المستكبرين
منير الشامي
تكمُنُ الأهميّة الكبيرة لجزيرة سقطرى في سببَين رئيسيَّين:
الأول: موقعها الاستراتيجي المتحكم بأهم طرق التجارة العالمية منذ القدم وحتى اليوم الذي تضاعفت فيه أهميتها عشرات المرات عما كانت عليه في ظل تنافس قوى الاستكبار العالمية على فرض هيمنتها وتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط؛ بسَببِ موقع الجزيرة الذي أهّلها لتكون بوابة التحكم الوحيدة على أهم مصدر للطاقة العالمية في العالم وعلى أهم وأكبر طريق تحاري فيه.
الثاني: خصائص الجزيرة الطبيعية كموقعها الجغرافي على حدود أكبر قارتين في العالم ومساحتها الشاسعة وتنوعها البيئي النادر بريا وبحريا وتنوع ثرواتها البحرية إلى غير ذلك.
فالسبب الأول يكسبها أهميّة عسكرية وتجارية يمكن من خلاله الهيمنة على أهم وأنشط طرق التجارة العالمية، وعلى أهم الدول النفطية في العالم الأمر الذي جعلها هدفا لقوى الاستكبار العالمية قديما وحديثاً، وهذا ما يفسر سيلان لعاب النظام الصهيوأمريكي وسعيه الحثيث وَالمستميت للسيطرة عليها بأي ثمن وبأي أُسلُـوب كان.
أما السبب الثاني يكسبها أهميّة أُخرى كبيرة لا تقل عن سابقتها، حَيثُ وأن خصائصها الفريدة والمتنوعة تجعل منها كنزا ثمينا يمكن أن يحقّق أرباحا تفوق الخيال فيما لو تم فتحها أمام العالم باستثمارها سياحيا، فالجزيرة صنفت ضمن أهم أربع جزر في العالم، كما أنه تم تصنيف الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2008م وصنفتها صحيفة النيويورك تايمز كأجمل جزيرة في العالم لعام 2010م؛ نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهميّة البيئية لهذه الجزيرة، وهذا ما فرض تحويلها إلى محافظة مستقلة في أُكتوبر من عام 2013.
ولعل هذه الأهميّة الاستراتيجية للجزيرة دفعت النظام الصهيو أمريكي يجعل السيطرة عليها في قائمة أهدافه العدوانية وخُصُوصاً بعد فشل مؤامرة الأقلمة التي حاول تمريرها عبر مؤتمر الحوار الوطني قبل العدوان، وما سعي الإمارات إلى تجريد سكان الجزيرة من هُــوِيَّتهم اليمنية وإغرائهم عبر ممارساتها الإجرامية خلال السنوات الماضية ومحاولتها أَيْـضاً في إغراء ودفع نظام الصومال للادِّعاء بأنها تابعة لدولته إلا أكبر دليل على عظمة أطماع النظام الصهيوأمريكي بالجزيرة، فالإمارات ليست سوى شرطي مأمور منهم مهمتها تنفيذ أجندتهم ومخطّطاتهم القذرة.
كما أن الأحداث الخطيرة التي شهدتها الجزيرة خلال العامين الماضيين والمتمثلة بمحاولات طمس هُــوِيَّة الجزيرة والزيارات المتكرّرة لخبراء أمريكيين وإسرائيليين واستحداث إنشاءات لا يستبعد أن تكون تأسيساً لقواعد عسكرية إسرائيلية كبرى تؤكّـد ذلك، وهو ما جعل قائدُ الثورة يحذر الصهاينة من ارتكاب أية حماقة تجاه اليمن في خطابه بِذكرى المولد النبي الشريف عام ١٤٤١ هـ، وهذا الأمر يؤكّـد أن قيادتنا الحكيمة تتابع عن كثب كُـلّ ما يجري في الجزيرة أولاً بأول، وَإذَا تبين لها أن هناك حماقات تُرتكب على الجزيرة تستحق الردَّ المناسبَ فلن تتردّد لحظة واحدة عن تنفيذِه في الوقت والمكان المناسبَين وفي الهدف المناسب، وهو الأمر الذي يجب أن يدركه الصهيوني والأمريكي والإماراتي والسعوديّ؛ لأَنَّ قيادتنا ترى أصغر جزيرة يمنية كما ترى العاصمةَ صنعاء.