وانــتفــض المــــاردُ اليــمــــاني
احترام المُشرّف
وانتفض المارد اليماني، ليصحح الخريطة الجغرافية للعالم، ويمسح منها النتوءات التي طرأت عليها واسمت نفسها بممالك ودويلات، وليحجم البعبع الأمريكي، الذي ظن العالم أن لا أحد يمكنه الوقوف بوجهه.
ولأنه المارد الذي إذَا انتفض فلن يبقي ولن يذر، فقد أمهلهم عسى أن يعودوا لرشدهم ويعرفوا جادة الصواب.
سنوات وهم في غيهم وعدوانهم الهمجي الهستيري وتدميرهم لليمن أرضاً وإنساناً وحصارهم الخانق وأفعالهم التي لا تمت للإنسانية بأسرها، ناهيك عن الإسلام وحقوق الجوار.
ولأنه يعرف أنهم ليسوا له بأنداد لم يكترث بهم لعلهم يثوبون لرشدهم فقد حسرهم على الحدود وشرد بهم وجعل الولاعة هي من تواجههم فهذا هو حجمهم، ونكل بمرتزِقتهم في الجبهات.
عرّفهم قدرهم في نجران وجيزان وعسير وعلى طول الشريط الحدودي لكي يعرفوا أنهم ليسوا لليمني بأنداد.
ولكن ما حيلتك إذَا كان عدوك أحمق أخرق، بدلاً عن أن يحفظوا ماء وجوههم من ذل الهزيمة وهم من يملكون أقوى الأسلحة وأسطول من أحدث الطائرات الحربية وكل ما انتجه العالم من أسلحة محرمة، بالإضافة إلى أموال اشتروا بها الضمائر الميتة من ساسة العالم وتقويهم بالبعبع الأمريكي الذي ظنوا أنهم به لا يقهرون، وجهلوا أن اليمني مستمد قوته من العزيز الجبار القاهر المتعال جل شأنه وتقدست أسماؤه.
وما زال المارد في مكانه وهم يعلنون: تم القضاء على القوة الصاروخية لليمن، تم القضاء على الحوثي، في غضون أَيَّـام سوف يتم دخول صنعاء وامتدت الأيّام إلى شهور والشهور إلى سنوات وهم لم يتشرفوا حتى أن يقاتلوا على أبواب صنعاء.
سنوات وهم رغم المجازر التي ارتكبوها مهزومون، سنوات ولم يحقّقوا أي إنجاز يذكر غير قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت فوق ساكنيها، أما في الجبهات فهم عين بعد أثر، وأنى لهم بمواجهة اليمني ومن أين للثرى أن يطال الثريا.
وانتفض المارد، وقال: أنا هنا.. ليخرس كُـلّ ناعق، وبدأت الضربات الموجعة، ضرب الحدود، وتخطى الحدود وما بعد الحدود وما بعد بعد الحدود.
وأصبحت الضربة بعشر أمثالها وانطلق المارد ليفتح عليهم أبواب الجحيم، ويؤرق نومهم ويهز عروشهم ويضربهم في عمقهم، ويعدهم وهو من يفي بوعده يعدهم بالمزيد المزيد مما لا يتوقعون.
وارتجفت قلوبهم في أضلاعهم فهم يعرفون أكثر من غيرهم من هو اليمني وكيف هو اليمني إذَا انتفض، وهم يعرفون أكثر من غيرهم أن من يقبعون في فنادقهم ليسوا سوى أذناب لا حيلة لهم.
وهم على معرفة منذ الأزل بأن اليمني يأمر ولا يؤمر، ويقود ولا ينقاد، ويُتّبع ولا يَتبع، هم يعرفون اليمني.. أنه الطيب الودود إن صادقته.. وأنه العدوّ اللدود إن عاديته، وهم أَيْـضاً من يخافون اليمني إن انتفض وأشهر سيفه.
وهم من يعرفون أن المارد الحقيقي هو هناك في اليمن، وأنه هو من سيكون له التوقيع الأخير في إعلان النهايـة لما بدأوا به.