التجربة الهولندية الزراعية والحيوانية
محمد صالح حاتم
هُولندا بلدٌ أُورُوبي صغير تبلغ مساحتها 41543 كم2، بما يوازي نصف مساحة محافظة المهرة اليمنية، ورغم صِغَرِ مساحتها إلا أنها تعد ثاني أكبر دولة في العالم بعد أمريكا تصديراً للمنتجات الزراعية، بقيمة تفوق 90 مليار يورو سنوياً.
الهولنديون لا يتركون مكاناً يمكن أن يتم فيه الزراعة، فهم يستغلون كُـلّ ذرة تراب، للزراعة.
هُولندا تنتج أكثر من 2 مليون طن من الحبوب، وأكثر من 7 ملايين طن من البطاطس، و6 ملايين طن من بنجر السكر، بل تعد أكبر مصدر للورود في العالم، ويوجد فيها ما يقارب من 2 مليون بقرة، تنتج سنوياً 13 مليار لتر من الحليب سنوياً، وتشتهر هُولندا بصناعة الألبان والتي ترفد الاقتصاد الهولندي بما يزيد عن 12 مليار يورو سنوياً، تتنوع منتجات الألبان الهولندية من حليب وجبن وزبدة، ورغم قلت أعداد الأبقار في هُولندا إلا أنها تطعم معظم سكان العالم من الجبن والحليب.
فأين العرب من التجربة الهولندية، وهم يمتلكون مساحاتٍ زراعيةً واسعة جِـدًّا تُقدر بملايين الكيلومترات، ويمتلكون عشرات الملايين من رؤوس الأبقار، وبلدانهم تستورد معظمَ المواد الغذائية، وسكانها يموتون جوعاً، وأطفالهم مصابون بسوء التغذية، وينتظرون الحليبَ المجفف من هُولندا، والجبنة والزبدة من البقرة الهولندية، فمَـا السر الذي جعل هُولندا تتربع على عرش الدول المصدِّرة للمنتجات الزراعية ومشتقات الحليب والألبان؟
هُولندا لا تمتلك عصا سحريةً جعلت منها بلداً يصدّر منتجات زراعية وحيوانية بأكثر من مِئة مليار يورو سنوياً، ولكنها اهتمت بالأرض الزراعية واستخدمت التكنولوجيا الحديثة، اهتمت بالأبقار، من حَيثُ التغذية، والسكن والصحة، وهو ما جعل الأبقار الهولندية تنتج أكبر كمية من الحليب، هُولندا استخدمت التكنولوجيا في رعاية الأبقار، فهناك روبوت يقوم بغسل أجسام الأبقار وتنظفها، وآخر يقومُ بتنظيف مخلفات الأبقار، وروبورت ثالث يقوم بتوزيع الأعلاف، وهناك أجهزة لقياس حرارة الأبقار، وجهاز يقوم بعملية الحلب، وهو ما جعل من البقرة الهولندية تتفوق على مئات الأبقار العربية.
وجعل من 41 ألف كيلومتر مربع تنتج أكثر من ملايين الكيلومترات العربية!
فمَـا هو السبب في تفوق هُولندا وجعلها من كبريات الدول المنتجة والمصدرة للمنتجات الزراعية والحيوانية؟ سؤال ننتظر الإجَابَة عليه من أصحاب الشأن!