قلقُ العدوان لم يعد كافياً

 

د. مهيوب الحسام

من حق العدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل اليوم أن يقلق وأن يكون قلقُه شديداً، كيف لا وهو يعيشُ هزيمةً حقيقيةً واقعةً على الأرض وفي كُـلّ جبهات المواجهة معه، ونتفهم سُعارُ قلقه من هزيمته في مأرب؛ لأَنَّ لها ما بعدها ولكن لم يعد قلقه اليوم كافياً بل المطلوب مَـا هو أبعدُ بكثير من القلق، فالمطلوب منه اليوم هو الإقرارُ بهزيمته ووقف عدوانه وسحب قواته من كافة الأراضي اليمنية المحتلّة والاعتذار وتحمُّل كافة تبعات عدوانه قبل أن يبلغَ هزيمتَه النهائية الناجزة التي لن يستطيعَ تحمُّلَ كُلفتها وتأثيراتها.

وكيف لا تقلق أمريكا وهي قائدةُ العدوان على الشعب اليمني وصاحبةُ قراره وأُعلن من عاصمتها واشنطن وهي ترى بعد سبع سنوات كيف تبخرت مخطّطاتُها وتلاشت مشاريعُها في اليمن والمنطقة عُمُـومًا وترى هزيمتَها ماثلةً أمامها واقعاً، وتكابدها كُـلَّ يوم وتجد نفسَها عاجزةً عن إيقاف انتصارات الشعب اليمني ولو مؤقتاً وهي تتجهُ من هزيمة لأُخرى وتفقد كُـلّ الحيل وتعيشُ رعباً حقيقياً ومعها ربيبتها “إسرائيل” تعيش قلقاً وجودياً لم يخفف منه تطبيعٌ من أدواتها التنفيذية الأعرابية ولا قتلٌ وحصارٌ وتجويعٌ للشعب اليمني العظيم.

من حق أمريكا وبريطانيا وغدتهما السرطانية الصهيونية المزروعة في قلب الأُمَّــة وكياناتها العربية والأعرابية أن يقلقوا حتى ينقطعَ النفَسُ من مصير حتمي قادتهم إليه جرائمُهم البشعة غير المسبوقة بحق الشعوب المستضعَفة حول العالم وفي مقدمتها شعوبُ الأُمَّــة وعلى رأسها الشعب اليمني العظيم.

وَإذَا كان من حق أمريكا أن تقلقَ من هزيمة تفقدها مكانتَها كإمبراطورية في العالم فَـإنَّ على كيانها الصهيوني وبقية كياناتها المرتبطة به وجودياً أن تقلقَ من تلاشيها معه.

أما أن يقلقَ العدوانُ الأصيلُ ووكلاؤه وأدواته التنفيذية ويسعّرون من قلقهم بهذا الشكل الهستيري وبعد سبع سنوات من عدوانهم الإجرامي وأن لا يكون قلقهم مما اقترفوه من جرائم بحق الشعب اليمني وقتله بأفتك الأسلحة وبالحصار والتجويع وإنما قلقُهم من تنامي قوة هذا الشعب وتحَرّكه لتحرير أراضيه المحتلّة فَـإنَّ هذا قلقٌ طبيعيٌّ يستشعرُه كُـلُّ طاغوت مستكبر مجرم قربت نهايته، وهذا يؤكّـد قربَ هزيمته النهائية الناجزة.

ولشدة غباءِ هذا العدوان الأغبى في التاريخ، فقد أعلن عدوانَه الإجرامي على الشعب اليمني بكل غرور وَغطرسة واستعلاء واستكبار، ولم يقرأ تاريخَ هذا الشعب ومصيرَ مَن سبقه من الغزاة، ولم يحسب حسابَ نتائج عدوانه حتى وهو يرى تنامي قوة وقدرات هذا الشعب وهو يمرّغ أنفَه في التراب للعام السابع، ومع ذلك يمضي بغطرسته وغروره رغم أن كَثيراً من باحثيه ومسؤوليه يؤكّـدون هزيمتَه، وآخرهم مساعدُ وزير خارجية أمريكا الأسبق، ديفيد شينكر، الذي أقر بالهزيمة في مأربَ وبأن الهزيمة في مأرب تعني هزيمتَه في اليمن كلها، وهو ما يعني قُرْبَ هزيمتِه النهائية الناجزة ولكنه لا يزال غيرَ مدرك بأن هزيمتَه هي هدفُ هذا الشعب وأبرزُ أهداف ثورته في 21 سبتمبر 2014م في الحرية والاستقلال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com