أهميّة تحرير مأرب
أمين عبدالله الشريف
منذُ بداية العدوان اتخذ المرتزِقةُ من محافظة مأرب مركزاً لانطلاق هجماتهم على الجيش واللجان الشعبيّة ومقراً لتحالف العدوان؛ نظراً لأهميتها الاستراتيجية، حَيثُ تقع في الوسط الشرقي للجمهورية، كما أنها محافظة غنية بالثروات النفطية والغازية، فقد وجد حزبُ الإصلاح ضالته فيها وجعلها مركزاً له بعد هروبه من عمران ومن ثَمَّ صنعاء وقام بفرض سيطرته على المحافظة بشكل كامل، وحشد عناصرَه الهاربين من المحافظات المحرّرة إلى مأرب تحت مسمى نازحين، وقام بالسيطرة على مفاصِلِ المؤسّسات الأمنية والعسكرية في المحافظة وأقصى بقية الأحزاب والمكونات؛ ونظراً لأَنَّ ما تسمى الشرعية يسيطرُ عليها حزبُ الإصلاح فقد أصبح مقرُّ وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان لما تسمى الشرعية في محافظة مأرب وليس في عاصمتهم المؤقتة عدن.
كما أصبحت مأربُ مقراً لعشرات الألوية وعددٍ من المناطق العسكرية التابعة لحكومة هادي، ويمكن القول إن مأرب هي المقر الرئيسي لحكومة ما تسمى بالشرعية، لذلك فَـإنَّ السيطرة عليها تعتبر نهايةً لحكومة المرتزِقة، ولذلك فقد حشد تحالف العدوان ومرتزِقته وحزبُ الإصلاح كُـلَّ قواهم وإمْكَانياتهم للدفاع عن مأرب، واستعانوا بعناصرَ من القاعدة وداعش والعشرات من التكفيريين والذين هدفُهم الأولُ هو منعُ تحرير مأرب بيد الجيش واللجان الشعبيّة.
الأمر الآخر أن مأرب بما تملكه من ثروات نفطية وغازية تعتبر واجهةَ الجمهورية، وعدم تحريرها عليها يعني بقاء الجمهورية ناقصةً، كما أن ثرواتِها لطالما ساعدت الحكومة في بناء المشاريع وصرف المرتبات، لذلك فَـإنَّ تحريرها مهم جِـدًّا؛ مِن أجلِ صرف مرتبات الموظفين ومنع نهب حزب الإصلاح لثروات وخيرات مأرب؛ بالإضافة إلى ذلك فَـإنَّ تحرير مأرب له أهميّة كبيرة في سبيل تحرير مواطني المحافظة من هيمنة وتسلط حزب الإصلاح والذي أصبح غير مقبول لدى مواطني المحافظة؛ ولتلك الأسباب وغيرها تبرز أهميّة تحرير محافظة مأرب من قوى العدوان وعناصر الارتزاق وقد حان الوقت لأن تتنفس محافظةُ مأربَ الصعداءَ وتقذفَ بالعدوان ومرتزِقته إلى غير رجعة.