ربيعُ النصر.. وأوراقُ الخريف
وسام الكبسي
ضمن معركة التحرير الشامل، يقفُ الجيشُ واللجان الشعبيّة على أعتاب مرحلة الفصل الأخير لقطع أوردة العدوان ومرتزِقته في مأرب، حَيثُ أظهرت المشاهد الأخيرة التي وزعها الإعلام الحربي (ربيع النصر2) جانباً من مسارات العملية في مديريتي الجوبة وجبل مرادر آخر معاقل التنظيمات الإرهابية والتشكيلات المتعددة من المرتزِقة المحليين وغيرهمر وقد بينت تلك المشاهد حالة الفرار الجماعي لتلك الأدوات الملطخة بعار الارتزاق والعمالة رغم حجم العتاد الضخم بأنواعه الثقيلة والمتوسطة والمدرعات الحديثة والمتطورة المنتشرة كالجراد في كثرتها وهشاشتها، إلا أن الخوف الذي دب في قلوبهم كان أكبرَ بفضل الله تعالى وبأس الرجال فأصبحت أيامهم سوداء كئيبة يتخبطون كتخبط المغشي عليه من المس يتبادلون الاتّهامات كعادة حسنة لديهم عند كُـلّ هزيمة يتلقونها.
وكما هي عادة الجيش واللجان الشعبيّة يتقدمون بخُطًى ثابتةٍ ومدروسة جيِّدًا، يجيدون فيها الدوس على الأدوات القذرة لتحالف الشرر في مشهد يثلج صدور قومٍ مؤمنين بعدالة القضية وكرامة الإنسان، ولقد استأصلت هذه العملية أهم أوردة مرتزِقة العدوان في جبهات جنوب مأرب، حَيثُ كانت تمثل تلك الجبهات مورداً هاماً واستراتيجياً لرفد بالمقاتلين وكقاعدة أَسَاسية لجبهات البيضاء كاملة وكذا جبهات صرواح وغيرها إلا أن حكمة قائد الثورة والتسليم الحرفي لرجاله مع ارتباطهم القوي بالله والثقة في نصره تعالى جعل زمام المعركة في متناولهم، ما أَدَّى إلى أنهم يباغتون قوى العدوان في معاقله الأَسَاسية والرئيسية وقطع أوردته كاملة ليصبح في كماشة لا مفر له منها سوى بالاستسلام أَو الانتحار الجماعي.
فقد مثلت تحرير جبهات الجوبة وجبل مراد ضربة معلِّم، لتتساقط المواقع الجبهات بما فيها من معسكرات ضخمة كتساقط أوراق الخريف.. وقد أَدَّى التحام جبهتَي الجوبة بِجبهة صرواح عاملا استراتيجيا قويا مع مسار التحَرّك الاجتماعي الفعال في مدينة مأرب والوادي لتجنيب ساكنيها ويلات الحرب والدمار.
هذا الانتصار السريع وتلك الحركات التكتيكية المُشاهدة في تلك المشاهد ينبئ عن تطور نوعي وحرفيّة في الأداء العملياتي بما يواكب المرحلة والمستقبل.
تقدم مع تأمين وتنفيذ أعمال المؤسّسات الحكومية وخَاصَّة الأمنية والمحلية تخطيط وتنفيد وإدارة في نفس الوقت في أَيَّـام معدودة.. لذا فَـإنَّ ربيعَ النصر ثبّت معادلةَ الفتح والنصر المبين، كما أن الخريفَ في قساوة وشدة برده سيعرّي تحالف العدوان من الأوراق ليسهل اجتثاث ما تبقى من سيقان الشجرة الملعونة لتلتهمها نيرانُ رجال الله وجنود السيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله تعالى).